الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تونس.. فرحة وترقب بعد قرارات الرئيس

حالة من الترقب والانتظار تسود الشارع السياسي في تونس، بعد قرارات الرئيس قيس سعيد، مساء أمس، فيما عمت الفرحة قطاعات واسعة من الشعب، معتبرة أن تلك القرارات بداية النهاية لحكم الإخوان في تونس. بحسب سياسيين تحدثوا لـ«الرؤية».

وقرر الرئيس سعيد، مساء أمس، تجميد كل اختصاصات المجلس النيابي، ورفع الحصانة عن كل أعضائه، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي؛ وذلك استجابة لمطلب احتجاجات في العديد من المدن التونسية.

وسادت حالة من الترقب المشهد السياسي، حيث أحجمت غالبية الأحزاب التونسية عن إصدار مواقف واضحة من قرارات سعيد، باستثناء حزب «حركة الشعب» الذي أعلن دعمه لقرارات الرئيس التونسي، والنهضة التي دعت أنصارها إلى النزول إلى الشارع «لحماية الثورة والدستور» حسب عبارة زعيمها راشد الغنوشي.

واستجاب عدد من أنصار حركة النهضة لدعوة الغنوشي، وتجمعوا منذ صباح اليوم الاثنين، أمام مجلس نواب الشعب، ودخلوا في مناوشات مع أنصار قيس سعيد المحتفلين بتجميد المجلس، وسط مخاوف من انزلاق الدولة نحو العنف.

وتدفق عشرات الآلاف من التونسيين إلى شوارع العاصمة بعد فترة وجيزة من إعلان القرارات الجديدة، واطلقوا الهتافات والزغاريد وأبواق السيارات والألعاب النارية.

وأظهر ذلك الحشد كيف أنه بعد مرور 10 سنوات على ثورة تونس 2011 التي أدت لتطبيق الديمقراطية لا يزال نشاط الشارع يمثل قوة محتملة.

نهاية الإخوان

واعتبر عضو مجلس نواب الشعب سابقاً، والمحلل السياسي عبدالعزيز القطي، أن قرارات الرئيس التونسي إعلان بنهاية الإخوان في تونس، وأن الخطوة المقبلة هي إصلاح النظام السياسي، وتنظيم انتخابات مبكرة.

وقال القطي لـ«الرؤية» إن «الإخوان صفحة طويت في تونس، ولن ينجحوا في أي رد فعل، فالدولة قوية وقادرة على ضبط الوضع في حال لجوئهم إلى العنف».

وفي ذات السياق يرى أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة منوبة، الدكتور عميرة علية الصغير، في تصريح لـ«الرؤية» أن خطوة الرئيس «كانت منتظرة لحماية الدولة من عبث الإخوان الذين فشلوا في الحكم و أجهزوا على الدولة».

وأضاف الصغير أن ما يرجوه الشعب التونسي، هو ألا يتوقف الرئيس قيس سعيد في منتصف الطريق، «عليه أن يواصل ما بدأه ولا بد من محاسبة حركة النهضة على ما قامت به من جرائم في حق التونسيين». ولم يخف الصغير مخاوفه من لجوء النهضة إلى العنف معتبراً أنه «من طبيعة الحركات الإخوانية».



عهد جديد

وفي سياق متصل رحّب المحلل السياسي خليل الرقيق بهذه الخطوة، معتبراً أنها في الاتجاه الصحيح، وطال انتظارها بعد 10 سنوات من حكم الإخوان.

واعتبر الرقيق في تصريحه لـ«الرؤية» أن تونس تبدأ عهداً جديداً، راجياً أن تفتح ملفات محاسبة النهضة حتى تتفرغ البلاد إلى التنمية والملفات الاجتماعية والاقتصادية.

وأضاف الرقيق أن ما يرجوه هو الحفاظ على حرية الإعلام والطابع المدني للدولة، وألا يكون هناك تضييق على الحريات، وأن تتم مراجعة منظومة الانتخابات، والذهاب إلى انتخابات شفافة يختار من خلالها الشعب من يحكمه.

واعتبر أستاذ التاريخ المعاصر والمحلل السياسي، عبدالجليل بوقرة، أن قرارات الرئيس قيس سعيد هي نهاية للإسلام السياسي في تونس، وستصبح حركة النهضة جزءاً من الماضي.

وقال لـ«الرؤية» إن هناك تحولات إقليمية كبرى لم يعد فيها مكان للإسلام السياسي وتونس هي البلد الوحيد الذي تحكمه حركة إخوانية"، مشيراً إلى أن فرحة التونسيين بهذه القرارات ترجمة لفشل النهضة في الحكم.

وخرجت احتجاجات مساء أمس الأحد في ذكرى قيام الجمهورية رغم حظر التجول الذي فرضه كوفيد-19. وتجمع المتظاهرون في أحياء ومدن في جميع أنحاء تونس وعلى طول شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة والذي يعد منذ أمد بعيد مركزاً لأي احتجاجات في العاصمة. وسار آلاف ومن بينهم عائلات كثيرة على طول الشارع الذي تصطف على جانبيه الأشجار وهم يرفعون علم تونس ويرقصون ويضيئون المشاعل الحمراء.

وبعد ذلك بفترة وجيزة وصل سعيد نفسه للقاء أنصاره المبتهجين في نفس الشارع الذي شهد أكبر الاحتجاجات في أثناء ثورة 2011 بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

ويخشى منتقدو سعيد أن تكون خطوته لإقالة الحكومة وتجميد البرلمان جزءاً من تحول عن الديمقراطية والعودة إلى الحكم الاستبدادي الذي عانت منه تونس في الماضي وهي مخاوف رفضها سعيد في تصريحات علنية بنفيه القيام بانقلاب.

وبينما كانت طائرات هليكوبتر تحلق فوق الحشود المؤيدة لإجراءات الرئيس، حمل الناس في الشوارع حزب النهضة المسؤولية عن فشل تونس على مدى السنوات العشر الماضية في التغلب على الشلل السياسي وتحقيق الازدهار.

وغنى شبان في العاصمة «اليوم اليوم النهضة انتهت اليوم».

وفي مكان قريب بينما كانت العائلات تقف مع أطفالها وترفع هواتفها لتسجيل تلك اللحظة قال رجل كان يسير مع ابنته «اليوم هو عيدنا».