بعد 48 ساعة تقريباً من قرار الرئيس التونسي قيس سعيد، بتجميد عمل مجلس نواب الشعب، تسير الحياة بشكل عادي في المدن التونسية، وارتاد التونسيون الشواطئ كالمعتاد في فصل الصيف، بينما واصلت المحال والمقاهي والأسواق فتح أبوابها، كما تسير حركة المرور بين المدن والقرى، من الشمال إلى الجنوب، بنسق عادي.
وفي شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة تونس، كانت المحلات مفتوحة كالمعتاد، بما فيها من مطاعم ومقاهٍ وحانات ومحلات تجارية، حسب التوقيت الخاضع لإجراءات كورونا، وكذلك في مدينة تونس العتيقة، وقرية سيدي بوسعيد السياحية، كما تحتضن مراكز البلديات مواكب عقد قران الأزواج الجدد.
عرس.. وفرحة مضاعفة
ومن الصدف السعيدة التي تبعث البهجة في الروح، حسب المحلل السياسي جعفر لكحل المعروف بمعارضته لحكم النهضة، أن زواج كريمته في مدينة خنيس، بمحافظة المنستير، تم مساء الأحد 25 يوليو، بالتزامن مع قرارات الرئيس سعيد بإزاحة حركة النهضة الإخوانية، إذ أصبحت فرحة العرس مضاعفة، حسب ما قاله لـ«الرؤية».
وأضاف أن الزواج في إطار عائلي ضيق، بسبب الإجراءات الاحترازية للوقاية من جائحة كورونا.
ازدحام بالشواطئ
وقال العربي مرابط (مهندس) إن الحياة في ضواحي العاصمة الشمالية تسير بنسق عادي جداً، ويواصل التونسيون حياتهم في فصل الصيف، في شواطئ العاصمة الشمالية، الكرم المرسى، سيدي بوسعيد، قمرت حسب ما ذكره لـ«الرؤية».
وفي أقصى الجنوب التونسي على الحدود مع ليبيا، في مدينة تطاوين، قال علي معيز (مهاجر مقيم في باريس عاد في عطلة الصيف) «الحياة هنا عادية جداً، المحلات والأسواق وحركة المواطنين كالمعتاد».
وأضاف لـ«الرؤية» قائلاً «في رد على قرارات الرئيس سعيد، حاول أحد أنصار النهضة تنظيم مظاهرة، لكنها فشلت، ولم يتجاوز عدد المشاركين بها 20 شخصاً».
كما قال حمزة بن عون (أستاذ تربية مسرحية) لـ«الرؤية»: «إن الحياة في مدينة مدنين (جنوب شرق تونس) تسير بإيقاع عادي جداً، باستثناء الإجراءات الاحترازية بسبب جائحة كورونا، وخاصة توقيت منع التجول».
الانتشار الأمني.. وحظر التجول
وباستثناء مقر مجلس نواب الشعب في باردو، ومقر مؤسسة التلفزيون التونسي، ومؤسسة الإذاعة التونسية، ومقر رئاسة الحكومة في القصبة، لم يلاحظ أي تواجد للجيش في الشارع التونسي.
وربما كان الاستثناء الوحيد الذي أربك نسبياً حياة التونسيين، هو قرار الرئيس سعيد أمس الاثنين، بتغيير مواعيد حظر التجول، لتكون بين السابعة مساءً والسادسة صباحاً، بدلاً من التوقيت السابق الثامنة مساءً والخامسة صباحاً، كما منع الرئيس سعيد التجمعات لأكثر من 3 أشخاص في الشارع، تحسباً لما يمكن أن يقوم به أنصار حركة النهضة الإخوانية من تعكير للسلم.
