الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

في ندوة لـ«بيروت إنستيتيوت».. خبراء وساسة يستعرضون تحديات المنطقة

في ندوة لـ«بيروت إنستيتيوت».. خبراء وساسة يستعرضون تحديات المنطقة

سلط متحدثون في ندوة نظمها «بيروت إنستيتيوت»، الأربعاء، الضوء، على أبرز التحديات الأمنية والسياسية التي يواجهها العالم حالياً، محاولين استشراف مستقبل منطقة الشرق الأوسط في ظل الأحداث الجارية خصوصاً في دول مثل العراق وأفغانستان.

وشارك في الندوة التي نُظمت عن بعد كل من الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والسياسي البريطاني توباياس الوود، ووزير الخارجية الأسبق في العراق هوشيار زيباري، وخبير الشؤون العسكرية مايكل نايتس من معهد واشنطن، فيما أدارت الجلسة مؤسسة معهد بيروت راغدة درغام.



وفي مداخلته التي استعرض فيها تحديات مختلفة تهدد استقرار المنطقة، قال الأمير تركي الفيصل: إن الأحداث الأخيرة التي حصلت في تونس لا تعتبر أمراً مفاجئاً، موضحاً أن هناك اتجاهين في المشهد التونسي، أحدهما يدفع في اتجاه سيطرة حركة الإخوان، فيما يتجه الثاني نحو تونس كما يعرفها محيطها والعالم، «ذلك البلد المتوسطي» الذي يعرف شعبه بالوعي والإسهامات الإنسانية المهمة.



وبخصوص إيران، لفت إلى أن أي اتفاق حول الملف النووي، سيبقى غير مكتمل إذا لم يشمل عنصراً أساسياً وهو التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة، مشيراً إلى دور كل من الحشد الشعبي في العراق وحزب الله اللبناني في تنفيذ سياسات طهران في المنطقة.

وأشار إلى أنه يجب على العالم أن يواصل الجهود للقضاء على جماعات الإرهاب في المنطقة لمنعها من العودة إلى المشهد وإعلان السيطرة على أي مناطق جديدة.



واعتبر الأمير تركي الفيصل أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان ليس أمراً مفاجئاً بالنظر إلى تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول الموضوع، مشيراً إلى أن حركة طالبان استغلت تحديد الأمريكيين وقت الانسحاب لبسط نفوذها على مناطق جديدة في هذا البلد.

من جهته، اعتبر هوشيار زيباري أن المنطقة تشهد تحديات أمنية وسياسية عدة تمتد من تونس حتى أفغانستان، مشيراً إلى أن الوضع في العراق يتميز بصعوبات حياتية عقّدت حياة المواطن العادي من غياب الكهرباء والمياه، وحرائق المستشفيات إلى سيطرة الميليشيات المسلحة.

وأشار إلى أن محاولة استشراف معالم مستقبل المنطقة في السنوات القليلة المقبلة تعد أمراً في غاية الصعوبة، موضحاً أن العالم يعاني الآن من غياب القيادة ذات الخط الملتزم الذي يمكن أن يجلب الاستقرار.

ولفت إلى أهمية الحوار الاستراتيجي بين العراق وأمريكا لمواجهة مختلف التحديات الأمنية ومحاربة تنظيم داعش، خصوصاً بالنظر إلى خبرة إدارة جو بايدن في العراق والمنطقة.

من جانبه، أوضح الخبير مايكل نايتس أهمية الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، وما تعكسه من اهتمام أمريكي خاص بالملف العراقي في ظل إدارة بايدن.

واستعرض الخبير الظروف الدولية التي جاء فيها هذا الحوار والتي تتميز بتركيز الإدارة الأمريكية الجديدة على تحديات خارج الشرق الأوسط، خصوصاً في إطار مواجهة واشنطن مع بكين.

بدوره، اعتبر توباياس الوود أن مسألة «هل سيكون العالم أكثر استقراراً في السنوات الخمس المقبلة مما هو عليه الآن؟»، تعد أمراً مقلقاً للسياسيين في بريطانيا وحول العالم.

ولفت إلى تراجع الدور القيادي للقوى الغربية وعدم اجتماع كلمتها للدفاع عن القيم التي ناضل الغرب من أجلها طويلاً، ضارباً المثل بما حدث في أفغانستان حيث تتجه البلاد للسقوط في يد طالبان بعد 20 عاماً من محاولة الغرب هزيمتها، مؤكداً ضرورة الاستعانة بدول العالم الإسلامي لمعالجة القضية الأفغانية والسعي لفهم المجتمع الأفغاني بشكل أكبر وعدم الاعتماد على السلاح فقط لحسم المعركة.