الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

المغرب والجزائر.. هل تنهي دعوة الملك الوضع المتوتر بين الجارتين؟

خطابات عدة وجهها ملك المغرب محمد السادس، إلى الجزائر لرأب الصدع، وتجاوز الوضع المتوتر بين البلدين، وفتح الحدود البرية المغلقة بينهما منذ 1994، كان آخرها خطابه قبل أيام بمناسبة عيد العرش، فيما اكتفى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، بتصريحات مرحبة بالمبادرات، دون رد رسمي.

وقررت الجزائر عام 1994 إغلاق حدودها البرية مع المغرب، بعدما اتُهمت مخابراتها بالوقوف وراء تفجير فندق أطلس أسني في مراكش في العام نفسه، وفرض تأشيرة دخول على الجزائريين.

وسابقاً وجّه ملك المغرب دعوتين رسميتين سابقتين إلى الجزائر لإعادة فتح الحدود، وإطلاق آلية سياسية مشتركة للحوار، الأولى في خطاب ملكي في نوفمبر 2018، والثانية في ديسمبر 2019، عبر برقية تهنئة إلى عبدالمجيد تبون، بعد انتخابه رئيساً للجزائر. لكنه لم يتلق رداً رسمياً عليهما.

وصرح تبون في يوليو 2020، بأنه «إذا كانت هناك مبادرة من طرف الأخوة المغاربة لتجاوز التوتر، فإن الجزائريين سيرحبون بها بالتأكيد».



إجراءات ملموسة

مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية عبدالفتاح الفاتحي، قال إنه يمكن تحويل دعوة الملك إلى إجراءات ملموسة من خلال عقد قمة، أو لقاء مباشر بين الملك والرئيس الجزائري، أو عبر إنشاء لجنة مشتركة للحوار والتشاور بين البلدين.

وهو ما اتفق معه رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية محمد بنحمو، الذي قال إن إنشاء لجنة مشتركة ضروري لتدارس الملفات العالقة والخلافية، والقيام بتقييم، وتشخيص، ودراسة، ومصارحة، حول كل القضايا الخلافية.

من جهته، بيَّن خبير الشؤون الاستراتيجية الجزائري، إسماعيل معراف، أن تنفيذ الدعوة المغربية يمكن أن يتم عبر زيارة يقوم بها الملك المغربي إلى الجزائر، يعقبها لقاء بين وزيري خارجية البلدين.

إلحاح مغربي

وعن أسباب استمرار المغرب في تجديد الدعوة إلى التصالح مع الجزائر، أوضح فاتحي، في حديث مع «الرؤية»، أنها "تكمن في كون المغرب يعتبر أن الوضع الحالي لا يليق بدولتين جارتين، لديهما ماضٍ عريق وتاريخ سياسي مشترك".

وأما معراف، فيرى في حديثه مع «الرؤية»، أن الجزائر تتعامل بمبدأ أن من يبادر إلى الدعوة للحوار، وفتح الحدود، هو صاحب المصلحة.



عقبات تعرقل المصالحة

وبخصوص موانع حدوث التصالح المغربي الجزائري، قال بنحمو في تصريحات لـ«الرؤية»: إن «السبب يكمن في قضية الصحراء المغربية، التي تعود إلى فترة الحرب الباردة، إذ كانت تهدف الجزائر إلى إضعاف المغرب من خلال دعم جبهة البوليساريو الانفصالية، لتلعب دوراً محورياً في المنطقة، موضحاً أن "الحرب الباردة انتهت، وأن النزاع على أساس أيديولوجي انتهي، وأن إضعاف المغرب لن يفيد الجزائر، والعكس صحيح".

وساءت الأمور بين البلدين بعد دعم الجزائر لجبهة «البوليساريو» الانفصالية، التي تأسست عام 1973 لطرد المستعمر الإسباني من الصحراء المغربية، وبدأت تطالب في وقت لاحق بانفصال تلك المنطقة المغربية، وتأسيس دولة مستقلة. وتتخذ «البوليساريو» من تندوف في الجنوب الغربي للجزائر مقراً لها.

تعاون مشترك

وأشار الفاتحي إلى أنه في حالة حدوث التصالح بين البلدين، فإنهما يمكن أن يتعاونا في عدة مجالات، من بينها الأمن، ومحاربة الإرهاب، والهجرة السرية، والاتجار في البشر، إلى جانب الاقتصاد، والطاقة، وتنمية المناطق الحدودية بين البلدين.

من جانبه، أفاد بنحمو بأن «المغرب والجزائر يمكنهما، بعد التصالح، التعاون في جميع المجالات. وأنه إذا قامت قوة مغربية جزائرية، فإن المنطقة المغاربية سيكون لها وضع جديد في المنظومة الدولية».