الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

في صحراء سوريا.. داعش يبني جيشاً من الصبية والمراهقين

في صحراء سوريا.. داعش يبني جيشاً من الصبية والمراهقين

مخيم الهول قنبلة موقوته في شمال سوريا. (أ ف ب)

بعد أكثر من عامين من هزيمته، بدأ تنظيم داعش في محاولة إعادة تجميع صفوفه من جديد، وبناء جيشه، بالاعتماد على الصبية والمراهقين الذين يقوم بتهريبهم من معسكرات النازحين في شمال شرق سوريا.


هذا الكشف، الذي يستند إلى معلومات استخباراتية عسكرية أمريكية، هو جزء من تقرير أصدره المفتش العام بوزارة الدفاع الأمريكية أمس الثلاثاء بشأن العمليات الأمريكية وحلفائها في سوريا والعراق.


وبحسب موقع "إذاعة صوت أمريكا"، فقد حذر التقرير من أنه رغم الضربات التي نفذتها قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، إلا أن داعش ما زال يحتفظ بنفوذه في العديد من المخيمات، وكذلك يتمتع بحرية الحركة، ما يمكّنه من القيام بعمليات التجنيد.


تهريب الصبية


وبناء على تقديرات من وكالة المخابرات العسكرية بوزارة الدفاع الأمريكية، فإن داعش يعطي أولوية لتهريب الصبية من تلك المخيمات، لتلقي التدريبات العسكرية في معسكرات تقع في الصحراء السورية، كما حذر المسؤولون العسكريون الأمريكيون من أن مخيم الهول للنازحين، على وجه الخصوص، يعد بؤرة لتجنيد عناصر جدد لتنظيم داعش الإرهابي.



وقالت القيادة المركزية الأمريكية، المسؤولة عن تواجد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، للمفتش العام، إن النساء الداعمات لداعش، قد كثفن من جهودهن المتطرفة في مخيم الهول، بين أبريل ويونيو الماضيين، باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف الأطفال والمراهقين، وذلك في مقابل المال.

تحذيرات متكررة

ولم يوضح تقرير المفتش العام، عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم، لصالح داعش، واقتيادهم إلى معسكرات التدريب في صحراء سوريا، كما أن هذا التحذير ليس جديداً، فقد حذر المسؤولون العسكريون الأمريكيون مراراً من إمكانية استغلال داعش للأوضاع في مخيمات النازحين، خاصة أن التنظيم يحاول استعادة قدراته.

وكان قائد القوات المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي قد حذر أمام المشرعين الأمريكيين، في شهر أبريل الماضي، من أن الأوضاع في مخيم الهول للنازحين، وغيره من المخيمات، تعد مصدراً للقلق.

وقال: "إذا لم نجد وسيلة لسحب هؤلاء الأطفال من تلك المخيمات، لنتمكن من دمجهم في الحياة الاجتماعية ونجنبهم التطرف، فإننا سنكون بصدد مشكلة عسكرية كبيرة في غضون 10 سنوات".

شبكات التهريب

ويضم معسكر الهول حوالي 60 ألف شخص، أغلبهم من النساء والأطفال، ويعد نقطة عبور رئيسية، سواء بالنسبة للدعم وللأفراد وللأسلحة.



وكان مسؤول أمريكي قد قال: "نقل تنظيم داعش عائلات أفراده خارج مخيم الهول، باستخدام شبكات التهريب في محافظتي الحسكة ودير الزور، في سوريا، وقام بتهريب الأسلحة إلى المخيمات في الأشهر القليلة الماضية".

وأثارت التقديرات الاستخباراتية، التي تتبادلها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، قلقا حول أنشطة داعش في سوريا والعراق، حيث ما زال التنظيم يحتفظ بحوالي 8 – 10 آلاف مقابل تحت إمرته.

وحذر تقرير للأمم المتحدة، صدر الشهر الماضي، من أن داعش ينشط بفاعلية في سوريا من أجل إعادة بناء قدراته القتالية.