أطلقت تونس اليوم الأحد حملة مكثفة للتطعيم ضد كوفيد-19 عبر تنظيم يوم مفتوح للمواطنين الذين توافدوا بشكل لافت على المراكز في أنحاء البلاد بعدما تمكنت من تأمين أكثر من 6 ملايين جرعة.
وشهد 335 مركزاً للتلقيح ضد كورونا، منتشراً في مختلف محافظات تونس، إقبالاً من المواطنين منذ ساعات الصباح الأولى لليوم الوطني المفتوح للتلقيح، الذي أعلن عنه الرئيس التونسي، قيس سعيد، منذ أيام، بهدف تلقيح أكبر عدد من السكان ضد الفيروس الذي قتل نحو 20 ألف مواطن، وأصاب أكثر من 600 ألف، منذ مارس 2020.
وأعلن الرئيس التونسي الاثنين الماضي، أن بلاده البالغ تعداد سكانها نحو 12 مليون نسمة، تلقت 6 ملايين جرعة من لقاح فيروس كورونا على شكل منح من دول صديقة، وأنه سيتم تنظيم يوم مفتوح لا يشترط فيه الحصول على مواعيد مسبقة أو حجز إلكتروني؛ لتلقي اللقاح.
وتستهدف عملية التلقيح الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 40 سنة فما فوق، على أن يصطحبوا معهم وثائق تثبت هوياتهم سواء بطاقة تعريف وطنية أو جواز سفر، وتضم هذه الفئة العمرية أكثر من 3 ملايين تونسي.
وبحسب بلاغ لوزارة الصحة، وصل عدد المواطنين الذين تم تلقيحهم منذ صباح اليوم الأحد، إلى 220 ألفاً، عبر 335 مركزاً لتلقي اللقاح خصصتها وزارة الصحة التي تنظم العملية، بالتعاون مع وزارة الدفاع الوطني والصحة العسكرية، بمعدل مركز في كل معتمدية (بلدية) مع تخصيص مركزين في المعتمديات التي تُعَد نسبة الإقبال فيها على التلقيح منخفضة.
ورافقت اليوم الوطني للتلقيح أجواء احتفالية في بعض المحافظات، منها محافظة المهدية، إذ شهدت بعض المراكز عروضاً تنشيطية لفرق الفنون الشعبية والرقص. واعتبر عديد الناشطين على السوشيال ميديا أن «نجاح اليوم الوطني والإقبال الكثيف من المواطنين يترجم فرحة التونسيين ببداية التخلص من الوباء الصحي والسياسي الذي يمثله جماعة الإخوان».
وقال محافظ جندوبة (شمال غرب) علي المرموري، لـ«الرؤية» إن الإقبال كان جيداً صباح اليوم في المحافظة، خاصة في منطقة بوسالم، وإنه تم تخصيص يوم 29 من الشهر الجاري، لتطعيم من لم يتمكنوا من الحضور لتلقي اللقاح من هذه الفئة العمرية.
وفي ذات السياق قال المدير الجهوي للصحة بمحافظة سيدي بوزيد (وسط غرب)، الدكتور زاهر أحمدي، لـ«الرؤية» إن المأمول اليوم الوصول إلى معدل تلقيح بألفي مواطن في كل مركز من مراكز اللقاح المخصصة لتلقي اللقاح، بما يعني الوصول إلى عدد يراوح بين 600 و700 ألف ملقح.
وأشار المدير الجهوي للصحة بسيدي بوزيد، إلى أن وزارة الصحة ترجح السيطرة على الوباء في البلاد قبل نهاية شهر أكتوبر المقبل، مع ارتفاع معدلات التطعيم ضد الفيروس.
وتلقى مليون و13 ألف تونسي الجرعة الأولى من اللقاح من جملة المسجلين على منظومة ''إيفاكس'' (evax.tn) البالغ عددهم نحو مليونين ونصف مليون شخص، فيما بلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح أكثر من 368 ألف شخص. بحسب منظمة الصحة العالمية، وتأمل وزارة الصحة في تطعيم 3 ملايين مواطن بين أشهر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر. بحسب تصريح إعلامي سابق لوزير الصحة بالإنابة، محمد الطرابلسي.
وشهدت تونس خلال الأشهر الفائتة تفشياً كبيراً لكوفيد-19، ما تسبب باكتظاظ المستشفيات وسط نقص حاد في الأكسجين. وتجاوز عدد الوفيات 20 ألفاً في حين بلغ عدد المرضى أكثر من 610 آلاف منذ بداية الجائحة في 2020.
ويعود ذلك إلى وصول اللقاحات بشكل متأخر وعدم احترام القواعد الصحية والتباعد فضلاً عن التجاذبات السياسية التي تنخر السلطة وصعوبة إقرار تدابير جديدة بالنظر للوضع الصعب الذي تواجهه البلاد التي سجلت منذ أسبوعين أسوأ معدل وفيات في العالم استناداً إلى الأرقام الرسمية، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.