الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

افتتاح فعاليات المنتدى العربي الخامس للمياه بمشاركة 22 دولة عربية

افتتاح فعاليات المنتدى العربي الخامس للمياه بمشاركة 22 دولة عربية

وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي

افتتح سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية اليوم أعمال المنتدى العربي الخامس للمياه (AWF5) بفندق جراند حياة في دبي، بحضور أكثر من 600 مشارك، وممثلي 22 دولة عربية تعهدوا بالالتزام بقضية الأمن المائي في سبيل تحقيق السلام والتنمية المستدامة في العالم العربي.

ويركز المنتدى، الذي تستمر فعالياته 3 أيام، على ندرة المياه في العالم العربي، واستنزاف الموارد المائية، والبحث عن طرق ووسائل لإنتاج المياه من مصادر مستدامة، تماشياً مع الشعار العام للمؤتمر «الأمن المائي العربي من أجل السلام والتنمية المستدامة».

ويقام المنتدى - الذي يُعقد كل 3 سنوات - هذا العام برعاية وزارة الطاقة والبنية التحتية وبدعم من جامعة الدول العربية، وبالتعاون مع الشركاء الوطنيين والإقليميين والدوليين، ويستضيف 25 وزيراً ووكيل وزارة يمثلون 22 دولة عربية، إضافة إلى كبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال ومؤسسات القطاعين العام والخاص، حيث يناقش أكثر من 40 خبيراً من العلماء الدوليين والإقليميين ندرة المياه والتنمية المستدامة في جميع أنحاء المنطقة.

وشهد فعاليات المنتدى، الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري في جمهورية مصر العربية، والمهندس وائل بن ناصر المبارك وزير شؤون الكهرباء والماء في مملكة البحرين، والدكتور مشعان العتيبي وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة في دولة الكويت، ولوي فوشون، رئيس المجلس العالمي للمياه (WWC)، والدكتور محمود أبوزيد رئيس المجلس العربي للمياه (AWC)، والسفير أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية (LAS)، وسيرين مباى ثيام من بين كبار المسؤولين الآخرين.

وقال سهيل المزروعي - في كلمته الافتتاحية للمنتدى: «لقد جاء انعقاد المنتدى ليشكل منصة رائدة للتعاون والتعاضد لدعم قطاع المياه، وتعجيل الجهود المبذولة للتصدي للتحديات المتعلقة به، باعتباره ذا أهمية حيوية للتنمية المستدامة وعاملاً محورياً لتحقيق الأهداف والغايات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة 2030».

ورحب معاليه بالمشاركين في المنتدى الذي يقام في دولة الإمارات، متمنياً أن يحقق المنتدى أفضل النتائج الممكنة، من مشاركة جميع المعنيين في هذا الحدث وتبادل وجهات النظر والمساهمة في رفع مستوى المعيشة بالمنطقة العربية، ولفت إلى أن هذا المنتدى يكتسب وضعاً خاصاً بالنسبة للدولة لتزامنه مع إعلان حزمة «مشاريع الخمسين» وقبيل انطلاق معرض إكسبو 2020 الشهر المقبل الحدث الأبرز عالمياً.

وأضاف: «ستصبح التحديات المتعلقة بالمياه خلال السنوات المقبلة أكثر إلحاحاً في ظل الطلب المتنامي على المياه وندرة الموارد وخصوصاً في منطقتنا العربية، وإن المتغيرات العالمية وزيادة الطلب المستقبلي على المياه قد فرضت علينا مزيداً من التباحث وتبادل الأفكار والعمل المشترك لبناء قدرات مستقبلية قادرة على مواجهة التحديات والتغلب عليها. ونؤكد أن في دولة الإمارات سنواصل جهودنا في تعزيز نطاق التعاون الإقليمي والدولي في مجال الأنشطة والبرامج المتعلقة بالمياه».

ولفت إلى أن دولة الإمارات كان لها مساهمات نوعية في مجال التعاون الدولي وتقديم المساعدة الإنمائية المتصلة بالمياه والصرف الصحي للدول الأكثر حاجة، حيث بلغ مقدار المساعدات التي قدمتها الدولة خلال الفترة 2015 حتى 2020 ثلاثة مليارات درهم تقريباً.

وأكد أن المياه تمثل ركيزة أساسية من ركائز الاستدامة، ما يجعلها في مقدمة الأولويات الاستراتيجية للإمارات التي تقود الجهود السبّاقة لتبني أحدث الابتكارات والمبادرات والاستراتيجيات الداعمة لهذا القطاع الحيوي، إيماناً منها بدوره الهام في دعم الاقتصاد الوطني وجودة الحياة. لذلك حددت الإمارات الملامح المستقبلية لقطاع المياه من خلال إعداد استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، الهادفة إلى ضمان استدامة واستمرارية وصول المياه في الظروف الطبيعية والطارئة على حد سواء، والمضي بهذا القطاع الحيوي نحو مستقبل مزدهر يلبي الاحتياجات والتطلعات.

وقال المزروعي: «إنه انطلاقاً من رؤية وتطلعات القيادة الحكيمة للدولة نحو تحقيق التنمية المستدامة، اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي»رعاه الله«، البرنامج الوطني لإدارة الطلب على الطاقة والمياه بهدف توحيد الجهود في مجال إدارة الطلب وترشيد الاستهلاك. وفي دولة الإمارات كلنا حريصون على ضمان استدامة المجالات المرتبطة بالطاقة والمياه والتعدين والبنية التحتية من أجل سعادة المجتمع وازدهاره، مع التركيز بشكل خاص على مجابهة التحديات التي تواجه منطقتنا عبر تبني السياسات الاستباقية ووضع التشريعات المناسبة، وبناء الشراكات الاستراتيجية والتعاون والتنسيق التام مع الجهات ذات الصلة».

وكشف عن مجموعة من المشاريع المستقبلية الجديدة الداعمة لاستدامة قطاع المياه في الإمارات، حيث سيتم خلال الأعوام القادمة من 2021 حتى 2023 تشغيل 3 محطات تحلية تعمل بتقنية التناضح العكسي في كل من أبو ظبي ودبي وأم القيوين، والتي ستضيف سعة إنتاجية تبلغ 420 مليون جالون يومياً من المياه المحلاة إلى إجمالي السعة المركبة البالغة 1590 مليون جالون يومياً.

وأكد وزير الطاقة والبنية التحتية أن الرسالة الرئيسية في هذه المرحلة تتمثل في أهمية العمل نحو مجتمع محلي ودولي تعاوني متماسك لتعزيز منهج الإدارة المتكاملة للموارد، وأن الحوار بين مختلف الجهات الفاعلة بات ضرورة كبرى أكثر من أي وقت مضى لتعزيز التعاون المشترك ولدراسة الحلول المبتكرة وصياغة الإجراءات والمبادرات العامة والخاصة من أجل ضمان أمن واستدامة أفضل للمياه.

يذكر أن تقرير الأمم المتحدة لعام، 2020 الصادر حديثاً حول أجندة أهداف التنمية المستدامة 2030، يشير إلى تحقيق دولة الإمارات 100% في مجال تقديم خدمات مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، كما حققت الدولة نتيجة 79% في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية.

ويشارك في أعمال المنتدى أكثر من 50 عارضاً يستعرضون أحدث التقنيات والابتكارات في المجالات المتعلقة بالمياه منها تحلية المياه وإنتاج مياه الشرب النقية، إضافة إلى شركات المرافق والبلديات والموردين بهدف نشر الوعي حول أهمية هذا القطاع.

وتشهد الدورة الخامسة من المنتدى العربي للمياه على مدار الأيام الثلاثة تنظيم العديد من الجلسات العامة، وجلسات النقاش، والجلسات العلمية، والاجتماعات الرسمية والمعرض العربي للمياه، بالإضافة للعديد من فرص التواصل بين الحاضرين.

ومن أبرز القضايا التي سيتناولها المؤتمر: تحقيق الأمن المائي والغذائي وأمن الطاقة، التغيرات المناخية وتأثيرها على الأمن المائي العربي، تقنيات تحلية المياه كخيار إستراتيجي لتحقيق الأمن المائي العربي المستدام، مشاركة موارد المياه ودورها في تحقيق السلام والتنمية، الإدارة الفعالة للمياه من أجل تحقيق السلام والاستقرار، السياسة والدبلوماسية المائية الخاصة بإدارة المياه العابرة للحدود، وضع القوانين المُنَظِمة وتأسيس الشراكات الفعالة لإدارة وتطوير الموارد المائية المشتركة.