السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

رحيل طنطاوي.. مصر تودع «حارسها الأمين»

رحيل طنطاوي.. مصر تودع «حارسها الأمين»

المشير محمد حسين طنطاوي. (أ ف ب)

بملامح جنوبية وعينين ثاقبتين، التحق الشاب محمد حسين طنطاوي بالكلية الحربية، ليواصل مسيرة الأجداد في الدفاع عن التراب المصري، وحرية وكرامة المصريين، قبل أن يغلق عينيه ويودع الدنيا صباح الثلاثاء عن عمر ناهز 85 عاماً قضى منها نحو 65 عاماً جنديا يقظاً، سهر على حفظ أمن وطنه وأمته.

نعى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عبر حسابه الرسمي بـ«فيسبوك»، المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق، والقائد الأعلى للقوات المسلحة في الفترة الانتقالية التي تلت تنحي الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وحتى تسليم السلطة بعد انتخابات الرئاسة في 2012.

وعبّر السيسي عن عميق حزنه بالقول: «فقدتُ اليوم أباً ومعلماً وإنساناً غيوراً على وطنه، كثيراً ما تعلمت منه القدوة والتفاني في خدمة الوطن».

وتابع الرئيس المصري قائلاً: «إنه المشير محمد حسين طنطاوي الذي تصدى لأخطر ما واجهته مصر من صعاب في تاريخها المعاصر. عرفت المشير طنطاوي محباً ومخلصاً لمصر وشعبها، وإذ أتقدم لشعب مصر العظيم بخالص العزاء، فإنني أدعو الله أن يلهم أسرة المشير طنطاوي الصبر والسلوان».

وأعلنت الرئاسة المصرية حالة الحداد العام في جميع أنحاء الجمهورية، اعتباراً من اليوم، وحتى غروب شمس الخميس المقبل، ومن المرتقب تنظيم جنازة عسكرية يتقدمها الرئيس السيسي، على أن تُجرى مراسم الجنازة في مسجد المشير طنطاوي الذي حمل اسم الجنرال الراحل بمنطقة التجمع، وهو أشهر مساجد مدينة القاهرة منذ تم افتتاحه في 9 مارس 2015.

فقدتُ اليوم أبًا ومعلمًا وإنسانًا غيورًا على وطنه، كثيرًا ما تعلمت منه القدوة والتفاني في خدمة الوطن. إنه المشير محمد...

Posted by AbdelFattah Elsisi - عبد الفتاح السيسي on Tuesday, September 21, 2021



الراحل من مواليد 31 أكتوبر عام 1935، عندما أتم دراسته الثانوية التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1956، واستكمل دراسته بكلية القادة والأركان.



خاض «طنطاوي» كل معارك الوطن التي تلت ثورة 23 يوليو عام 1952، وكانت البداية مع التصدي للعدوان الثلاثي على مدن القناة عام 1956، ثم حرب الاستنزاف التي تلت نكسة عام 1967، وصولاً إلى حرب التحرير الكبرى عام 1973 التي استردت فيها مصر كامل ترابها.

كان للمشير طنطاوي دور كبير في حرب أكتوبر، وقاد خلالها الكتيبة 16 بسلاح المشاة، وحصل على نوط الشجاعة العسكري تقديراً لدوره البارز في حرب استعادة كرامة المصريين.

تدرج طنطاوي في المناصب القيادية حتى تم اختياره وزيراً للدفاع من عام 1991، وحتى رحيل الرئيس مبارك بعد ثورة شعبية انحاز لها الجيش في 2011، وتولى خلال تلك الفترة الصعبة قيادة البلاد باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة.

امتد دور طنطاوي خارج حدود الوطن للدفاع عن الأمن القومي العربي، حيث شارك في حرب تحرير الكويت، وحصل بعدها على عديد الأوسمة والتكريمات من مصر ودول الخليج.



ومنذ إعلان وفاة طنطاوي، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، بكلمات الثناء والوداع للجنرال الذي خاض معركة الحفاظ على أمن مصر والأمن القومي العربي خلال ما عرف بـ«الربيع العربي» عام 2011، واستطاع العبور بمصر إلى بر الأمان.