الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

أصغر رئيسة جماعة مُنتخبة في المغرب لـ«الرؤية»: في سن الـ19 أحاول مساعدة منطقتي

أصغر رئيسة جماعة مُنتخبة في المغرب لـ«الرؤية»: في سن الـ19 أحاول مساعدة منطقتي

إلهام بلكاس (19 عاماً) رئيسة جماعة سيدي الذهبي القروية.

في سابقة هي الأولى من نوعها في المغرب، نجحت التلميذة إلهام بلكاس (19 عاماً)، في أن تصبح أصغر رئيسة لجماعة ترابية على المستوى الوطني في المغرب، ضمن انتخاب رؤساء الجماعات الترابية، بعد الانتخابات الجماعية والجهوية، التي شهدتها البلاد في 8 سبتمبر الجاري.

وعلى الرغم من أنها لم تحصل بعد حتى على شهادة البكالوريا (ختم الثانوية العامة)، استطاعت إلهام التربع على عرش رئاسة جماعة سيدي الذهبي القروية (وسط المغرب).

وكشفت الشابة المغربية لـ«الرؤية» عن أسباب اقتحامها عالم السياسة في هذه السن المبكرة، وعن طريقة إقناعها لأهالي منطقتها بالوقوف إلى جانبها في المعركة الانتخابية، كما تكلمت عن رسالتها للشباب المغربي.

- ما هي أسباب اقتحامك عالم السياسة في هذه السن الصغيرة؟

راودتني فكرة الترشح في الانتخابات المغربية من أجل أن أساهم في حل مجموعة من المشاكل التي تعانيها منطقتي؛ وعلى رأسها غياب شبكة الصرف الصحي، وعدم ربط المنطقة بشبكة الماء الصالح للشرب، واعتمادنا في الوسط القروي على مياه الآبار مع ندرة المياه الجوفية، إضافة إلى رداءة نوعية الطرق المؤدية إلى المنطقة ما يتسبب في صعوبة وصول سيارات النقل المدرسي، لنقل تلاميذ المنطقة يومياً إلى المدرسة الثانوية في مدينة بن أحمد، البعيدة عنا، نظراً لعدم توفر منطقتنا على مدرسة ثانوية وهو الأمر الذي ينتج عنه غالباً مغادرة البنات لصفوف الدراسة.

- كيف استطعت إقناع أهالي منطقتك بالتصويت لك في الانتخابات؟

أهالي المنطقة، وأعضاء الجماعة، رأوا أنني أداة للتغيير ووثقوا في قدرتي على إحداث الفرق من أجل تطوير منطقتنا، وأنا من جهتي سأعمل جاهدة على حل جميع المشاكل التي تعانيها جماعتي وذلك إلى جانب فريقي.

- كيف تردين على من يقول إن «صغر سنك، وانعدام تجربتك السياسية» يجعلانك لا تمتلكين الكفاءة لتسيير الجماعة، ورعاية مصالح ساكنيها؟

سأرد عليهم بالعمل.. ولدي طموحات كبيرة لتسيير الجماعة، ولست خائفة من ذلك، وسأتعلم، وأجتهد، ومع مرور الوقت سأتفوق في ذلك، كما أنني لا أرى أن صغر سني، وانعدام تجربتي السياسية، يشكل عائقاً بالنسبة لي، ومع مرور الوقت سأتعلم كل شيء، وأعول في هذا الجانب على الفريق الذي سأعمل معه، وهم أعضاء في نفس الجماعة؛ وبعضهم سبق أن فاز بالعضوية في نفس الجماعة في انتخابات سابقة، وبعضهم الآخر تم انتخابهم أعضاء في الجماعة لأول مرة في الانتخابات الأخيرة.

- كيف ستوفقين بين الدراسة ورئاسة الجماعة؟

إن شاء الله سأفرق بينهما.. وسأحرص على الاستمرار في الدراسة بنفس الاهتمام، مع الاهتمام أيضاً بتسيير شؤون الجماعة، وأعول على فريقي، الذي لديه طموحات كبيرة، ورغبة في التغيير نحو الأحسن.

- ما هي رسالتك إلى الشباب المغربي عموماً، والعازف عن الشأن العام بشكل خاص؟

أقول لهم من يحلم بالدخول إلى عالم إدارة الشأن العام، فلا ينبغي أن يخاف، وأشجعهم على القيام بذلك، وعلى التصويت في الانتخابات، من خلال اختيار المرشحين، الذين يرون أنهم سيصلحون البلاد، ويدفعون بها نحو التقدم إلى الأحسن.

كما أقول لهم إن السن ليس عائقاً؛ فإذا كنتَ صغيراً أو كبيراً، وكنت تحلم بالوصول إلى شيء معين، فستصل إليه، سواء في السياسة، أو غيرها من المجالات الأخرى، أما الشباب المغربي الذي يريد خوض نفس تجربتي، ويتخوف من ذلك، بسبب صغر السن، أو انعدام التجربة السياسية، فأقول له إن السن ليس عائقاً، والمعرفة تأتي مع الوقت.

وحسب التنظيم الإدراي المغربي، تشكل الجماعة أحد مستويات التنظيم الترابي للمملكة، ومنها الحضرية والقروية، وهي جماعة ترابية خاضعة للقانون العام، تتمتع بالشخصية الاعتبارية، والاستقلال الإداري والمالي.

ويرتكز تدبير الجماعة لشؤونها على مبدأ التدبير الحر، الذي يخول لها سلطة التداول بكيفية ديمقراطية، وسلطة تنفيذ مداولاتها ومقرراتها. وتناط بالجماعة داخل دائرتها الترابية مهام تقديم خدمات القرب للمواطنات والمواطنين وذلك بتنظيمها وتنسيقها وتتبعها.