الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

بعد زلزال الاستقالات.. الغموض يلف مستقبل «النهضة الإخوانية»

بعد زلزال الاستقالات.. الغموض يلف مستقبل «النهضة الإخوانية»

حمّل المستقيلون الغنوشي وقيادة الحركة مسؤولية حالة الرفض الشعبي التي تواجهها "النهضة". (أ ف ب)

تواجه حركة النهضة الإخوانية في تونس، وقائدها راشد الغنوشي، مستقبلاً غامضاً، بعدما قدّم 113 قيادياً في الحركة استقالاتهم منها، مساء الجمعة، في أكبر موجة استقالات تشهدها الحركة في مؤشر يدل على حجم الارتباك والعزلة التي تعيشها قيادة «الجماعة الإخوانية» بعد سنوات من حكم تونس تميزت بسوء التسيير و تنامي الغضب الشعبي ضد «النهضة»، وفق خبراء في الشأن التونسي.

وضمت قائمة المستقيلين قيادات عديدة؛ مثل الوزير السابق محمد بن سالم، الذي سبق أن تولى رئاسة الحركة لفترة قصيرة بشكل سري في التسعينات، والوزير السابق عبداللطيف المكي والوزير السابق سمير ديلو، ونواب بمجلس الشعب؛ مثل جميلة الكسيكسي، ومنية بن إبراهيم، والتومي الحمروني، وأعضاء من مجلس الشورى؛ مثل حمدي الزواري وقيادات في المحافظات، وأعضاء سابقين في البرلمان وفي مجلس الشورى.

«دكتاتورية الغنوشي»

وأصدر المستقيلون بياناً شرحوا فيه أسباب الاستقالة، محملين فيه قيادة الحركة مسؤولية العزلة السياسية التي تعيشها، مشيرين إلى «تعطل الديمقراطية الداخلية لحركة النهضة، والمركزية المفرطة داخلها، وانفراد مجموعة من الموالين لرئيسها بالقرار داخلها، خاصة خلال السنوات الأخيرة، بل كان رجع صداه قرارات خاطئة، أدت إلى تحالفات سياسية لا منطق فيها، ولا مصالح، إلى جانب أنها متناقضة مع التعهدات المقدمة للناخبين»، في إشارة إلى تحالف النهضة مع حزب قلب تونس الذي تلاحق رئيسه تهم بالفساد.

رفض مجتمعي

وتزامنت هذه الاستقالة الجماعية مع انعقاد مجلس الشورى مساء الجمعة، للمصادقة على المكتب التنفيذي الجديد، الذي شكله زعيم الحركة راشد الغنوشي، وأخرج منه كل الموقعين على هذه الاستقالة، إذ اختار مقربين منه ليحلوا بدلاً منهم.

وفي هذا السياق قال الباحث التونسي منذر بالضيافي إن «نهضة الغنوشي انتهت بعد فشلها في الحكم، والرفض المجتمعي الذي تواجهه في الشارع التونسي، وبين النخب، وعجزها عن إدارة الشأن العام».

وأضاف لـ«الرؤية» قائلاً «الحركة الإخوانية كانت تستند إلى رصيدها في المظلومية، لكن الديمقراطية كشفت عجزها عن إيجاد حلول لمشاكل البلاد».

نهاية الأسطورة

وفي سياق متصل قال المحلل السياسي والبرلماني السابق عادل الشاوش «الاستقالة الجماعية كانت متوقعة ومنتظرة، وهي ترجمة للرسالة المفتوحة التي وجهها قبل أشهر 100 قيادي إلى الغنوشي».

وأضاف الشاوش لـ«الرؤية» قائلاً «الغنوشي انتهى وأصبح من الماضي، ومن بقي في الحركة سيطالب باستقالته، والدليل أن مجلس الشورى في اجتماعه الأخير، أسقط عدداً من الأسماء التي اقترحها الغنوشي».

وأضاف: «قرارات الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو الماضي، سرعت بهذه الاستقالات، كما أن الديمقراطية أنهت أسطورة الإسلام السياسي الذي تبين أنه لا يملك أي حلول».