أكد وزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي، أن كلمة دولة الإمارات العربية المتحدة، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضحت سياستها خلال الفترة المقبلة، التي تتسم بالحوار السياسي مع مختلف الفرقاء، وإضفاء أجواء سلمية على المنطقة، ووضع الشرق الأوسط في قالب جديد يسوده السلام.
وأضاف العرابي في حوار مع «الرؤية»، أن الإمارات لديها نفوذ اقتصادي كبير في العالم، ولديها أيضاً قدر من التقدير والاحترام لسياستها الخارجية.
كيف قرأت كلمات الدول العربية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
لفتت انتباهي كلمات دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، فكلمة الإمارات أوضحت سياستها خلال الفترة المقبلة، والتي تتسم بالحوار السياسي مع مختلف الفرقاء، وإضفاء أجواء سلمية على المنطقة، حيث تحاول من خلال كلمتها وضع الشرق الأوسط في قالب جديد يسوده السلام، والإمارات لديها أدوات لتحقيق ذلك، فلديها نفوذ اقتصادي كبير في العالم، ولديها أيضاً قدر من التقدير والاحترام لسياستها الخارجية.
وما هي النقاط المشتركة في خطابات الدول؟
كل دولة كانت تخاطب مشاكلها الخاصة أولاً، ولكن هناك ملامح جديدة لنظام دولي بدأ يتشكل في المرحلة الحالية، ظهرت معالمه في الأداء الغربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، سواء كانت أمريكا أو بعض الدول الغربية الأخرى، ومن الواضح أن المناقشات عكست ملامح الحرب الباردة الجديدة في العالم، بين تجمع غربي يضم أمريكا وأستراليا وبريطانيا وبعض الدول الأخرى، في مواجهة الصين.
على أيّ محور تعتمد السياسة الدولية خلال الفترة المقبلة؟
النظام القادم سيكون قائماً على الصراع الاقتصادي، لا العسكري، أسلحته شركات كبرى عملاقة تتواجد في مناطق الصراع.
ما الكلمة التي لفتت انتباهك بشكل خاص؟
كلمة الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أنها أول كلمة بعد تولي الرئيس جو بايدن، وبعد الانسحاب من أفغانستان، والتي كانت تبريراً لمواقف وسياسات بلاده، حيث حرص بايدن خلالها على استعادة الهيبة الأمريكية مرة أخرى، لكنه لم يضع ملامح عامة للسياسة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، وإن كانت تحركاته العامة، تشير إلى مساعي الخارجية الأمريكية لمواجهة الصين، واحتواء نفوذها.
كيف قرأت كلمات الدول دائمة العضوية الخمس في مجلس الأمن؟
لم تكن كلمات تصعيدية، وكانت للصين ثقة في وضعها، أكبر من أي عام مضى، كما لم تخرج روسيا على نهجها، والذي يقوم على الهدوء واغتنام الفرص عندما تنضج الأرض.
كيف ترى العلاقة بين دول الاتحاد الأوروبي؟
الاتحاد الأوروبي سيشهد مرحلة جديدة خلال الفترة المقبلة، نتيجة اختفاء المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من الحياة السياسية، فضلاً عن الصعوبات التي يواجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وإخفاقاته الخارجية تجاه إفريقيا والدول العربية، وتصاعد أفكار أحزاب اليمين في أوروبا بشكل عام، كل هذه عوامل ستصيب الاتحاد الأوروبي خلال الفترة القادمة بالوهن والضعف، وسيتراجع وزنه ككتلة سياسية.