الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

10 سنوات على رحيل القذافي.. هكذا استغل الإخوان الفراغ الأمني والسياسي

10 سنوات على رحيل القذافي.. هكذا استغل الإخوان الفراغ الأمني والسياسي

معمر القذافي - رويترز.

حلت بالأمس 20 أكتوبر الذكرى العاشرة لمقتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي بعد احتجاجات شعبية تبعها تدخل حلف شمال الأطلسي في البلاد، ودخلت ليبيا خلال العقد الماضي نفقاً مظلماً من الفوضى الأمنية، حيث استطاعت جماعة الإخوان استغلالها لمصلحة التنظيم الدولي، وهي مكاسب تريد الجماعة الحفاظ عليها من خلال عرقلة الانتخابات المرتقبة نهاية العام الجاري، بحسب محللين تحدثوا لـ«الرؤية».

وقال أمين المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا الدكتور عبدالمنعم الحر، إن الليبيين يدفعون ثمن تخلفهم عن إدراك خطورة جماعة الإخوان في وقت مبكر.

وأضاف «الحر» لـ«الرؤية» أن هذا التيار استطاع التوغل في مفاصل الدولة قبل الثورة، ولأنهم تيار دولي منظم يعمل من خلال استراتيجية دولية استطاعوا التمكن والتغلغل أكثر في كافة المؤسسات السيادية، والأخطر من ذلك توغلهم في الإدارات الوسطى داخل الدولة.

وتابع بقوله إن تلك الشريحة أصبحت عقبة أمام مصالح البلاد لأنها تخدم فقط مصالح الإخوان، ودخلت في عداء مع الجيش الوطني والشرطة، وعمدت لاستحداث أجسام موازية مثل «دروع ليبيا» في مقابل الجيش، و«اللجنة الأمنية» مقابل الشرطة.

وأكد أن حكاية الإخوان في ليبيا اقتربت من النهاية، إذا أجريت الانتخابات في موعدها المقرر نهاية العام، لأن التنظيم أصبح منبوذاً من قبل الشعب، لذلك يسعى جاهداً لعرقلة الانتخابات.

وأوضح أن ليبيا بحاجة لإعادة الحياة في جسد الدولة وإحياء مؤسساتها الأمنية والعسكرية والاستخباراتية وذلك لن يتأتى دون وجود إرادة سياسية وطنية منتخبة من الشعب مباشرة.

من ناحيته، قال عضو المكتب السياسي لحزب السيادة الوطنية الليبي عبدالحميد القطروني، إن جماعة الإخوان استطاعت خلال السنوات العشر الماضية وتحديداً بعد مقتل القذافي والفوضى العارمة التي سببها تدخل حلف شمال الأطلسي في البلاد أن تسيطر على مفاصل الدولة.

وأضاف «القطروني» لـ«الرؤية» أن الجماعة عملت على إطالة الفترة الانتقالية، واستغلت ذلك في تحويل المليارت امن أموال الليبيين إلى الخارج، وتمت استباحة التراب الوطني ورفع أعلام أجنبية على قواعد عسكرية ليبية.

وتابع بقوله إن على الشعب الليبي أن يوحد الصفوف وأن يطوي صفحة الماضي وينظر إلى المستقبل، مؤكداً أن الانتخابات المرتقبة نهاية العام الجاري هي الحل لأزمة ليبيا الممتدة لسنوات.

وأوضح أن مشكلة ليبيا تتمثل في عدم وجود رئيس يمثل كل الليبيين، لافتاً إلى أن الإخوان يريدون نظاماً برلمانياً حتى لا تتركز السلطة في يد شخص واحد، لافتاً إلى الدور المصري في دعم القوات المسلحة الليبية وتقديم الدعم السياسي لليبيين في المحفل الدولي للتوصل لحل ينهي أزمة ليبيا.

وأشار إلى أن الشعب الليبي بعد عشر سنوات من الفوضى، يريد السلام والاستقرار والتنمية والإعمار، لافتاً إلى أن الليبيين يتطلعون إلى دعم دول الجوار ودور «مصري - جزائري» لمنع التدخل في شؤون ليبيا بشكل يهدد الأمن والاستقرار، ومنع الأطراف التي تريد عرقلة الاستحقاق الانتخابي المرتقب.

ويرى رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الأسبق الدكتور عبدالمنعم سعيد، أن الإخوان ليست لديهم فرصة في الانتخابات المقبلة، لأن الشعب الليبي يبحث عن الاستقرار.

وقال «سعيد» لـ«الرؤية»: هناك شخصيات يمكنها خوض الانتخابات الرئاسية وبينها نجل القذافي سيف الإسلام، وهناك ليبيون على قدر عالٍ من الكفاءة كانوا يعملون في مؤسسات دولية باستطاعتهم وضع ليبيا على الطريق السليم.

وأشار إلى أن القوى الإقليمية والدولية تريد وضع حد للتدهور الحاصل في ليبيا والذي يفاقم أزمة الهجرة غير الشرعية ويبث الفوضى في المنطقة، ونجحت هذه القوى في وضع ليبيا على الطريق نحو الانتخابات وخلق آلية لظهور نخبة معتدلة داخل البلاد.