الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«نيويورك تايمز»: «إكسبو» أعاد بناء الثقة بعد «كوفيد»

«نيويورك تايمز»: «إكسبو» أعاد بناء الثقة بعد «كوفيد»
أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن انطلاق «إكسبو 2020 دبي» جاء في الوقت المناسب، وقالت إن العالم أحوج ما يكون إلى مزيد من التواصل وبناء الثقة، لا سيما في أعقاب وباء كوفيد-19، مشيرة إلى أن شعار الحدث «تواصل العقول، وصنع المستقبل» يؤكد تركيز الحدث الدولي على ربط الناس من جميع أنحاء العالم معاً وتعزيز تواصلهم.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن هذا هو الدور الذي برعت فيه دبي منذ فترة طويلة بفضل موقعها كميناء حيوي يربط بين الخليج العربي وأفريقيا وآسيا، وأكدت أن فكرة خلق التواصل بين الشعوب والحضارات انعكست بشكل كبير على التصميم الهندسي لموقع الحدث الذي يمتد على مساحة 1000 فدان تقريباً، تضم سلسلة من المتنزهات والمسارات والشوارع المقوسة الواسعة والطرق الدائرية والأزقة والقطع الفنية العامة، وكلها تهدف إلى تشجيع التفاعل وسهولة التنقل والاستكشاف.

واعتبرت الصحيفة أن «إكسبو 2020 دبي» عكس مكانة الإمارات كدولة عصرية نجحت في الموازنة وبمهارة بين الحداثة والتراث وبناء نموذج مستدام للطاقة والتنمية فيما تعكس المشاركة الدولية في الحدث نجاح الإمارات في جمع العالم في ظل روح التسامح وسعياً لتهيئة فرص النجاح لجميع الطامحين والمبدعين من الجنسيات كافة.

وقالت الصحيفة إن المصدر المهم الآخر لـ «تواصل العقول» في إكسبو 2020 دبي يتمثل في المجموعة الواسعة للمعرض من الأجنحة الوطنية، والتي تملأ معظم الموقع وتغمر الزوار في الثقافات والرسائل من جميع أنحاء العالم حيث تشارك 191 دولة هذا العام ولأول مرة في تاريخ الحدث، ولكل منها جناح خاص به بدءاً من المباني الضخمة إلى الأكشاك داخل المرافق المشتركة.

وأشارت إلى تركيز إكسبو 2020 دبي على مبدأ الاستدامة الذي يتوافق مع الاحتياجات العالمية الملحة ومن هنا كانت الشراكة مع الأمم المتحدة -التي لها جناح خاص بها- لتسليط الضوء على أهداف التنمية المستدامة.

وقالت: «يهدف إكسبو 2020 دبي بأكمله -وليس فقط أجنحة الدول المشاركة- إلى أن يكون مستداماً ويعتمد بشكل أساسي على مزارع الطاقة الشمسية وغيرها من الموارد المتجددة للطاقة، وإعادة تدوير الكثير من مياهه».

وأضافت أن جميع المباني التي شيدتها دولة الإمارات في إكسبو 2020 دبي حاصلة على تصنيف LEED (الريادة في الطاقة والتصميم البيئي) وعلى الأقل حاصلة على تصنيف ذهبي، بينما عمل المنظمون أثناء البناء على إعادة تدوير نفايات البناء كلما أمكن ذلك، وعلى سبيل المثال، تضمين أسفلت الطرق مع خليط يتضمن الإطارات المعاد تدويرها.

وتطرقت الصحيفة إلى التصاميم الفريدة والجذابة لعدد من الأجنحة المشاركة في إكسبو 2020 دبي مثل الجناح الإيطالي الذي تعلوه 3 هياكل قوارب عملاقة وملفوفة بستائر حبال لإظهار قوة استخدام المواد الموجودة في البناء، والجناح الإسباني التي يحتوي الطابق السفلي منه على غابة اصطناعية مطبوعة ثلاثية الأبعاد، إضافة إلى الجناح الأسترالي الذي جاء على شكل هيكل شبكي رائع مع ملعب كرة قدم يحده يسمى Aussie Park.

ونوهت إلى جناح الاستدامة (Terra) الذي جاء على شكل مظلة عملاقة مدمجة بألواح كهروضوئية تشغل الكثير من المعروضات، تجمع أيضاً المطر للاستخدام المستقبلي وتظليل المناظر الطبيعية المحيطة بالجناح (والتي تُستخدم في حد ذاتها لتنظيف وإعادة تدوير المياه غير النظيفة من المبنى). وفي الواقع، تتحرك مجموعة «الأشجار» المعدنية الشمسية مع الشمس لتجميع أقصى قدر من الطاقة الضوئية ويجمع نظام معالجة الهواء بالمبنى التكثيف ويرشحها لاستخدام المياه، بينما يتم دمج جزء كبير من الجناح في الأرض لإبقائه أكثر برودة بشكل طبيعي. وسيتم استخدام المبنى بعد العرض كمتحف دائم للاستدامة.

وبالمثل يحتوي كل جناح وطني تقريباً كبيراً كان أم صغيراً، على عناصر مستدامة، وعلى سبيل المثال يستخرج الجناح التشيكي بخار الماء من الهواء ويتميز جناح أذربيجان بسقف وسادة هوائية لتبريد درجات الحرارة المرتفعة فيما يضم مدخل جناح سنغافورة 80000 نبتة من 170 نوعاً مختلفاً تم ترتيب العديد منها كحدائق معلقة.

وذكرت الصحيفة أنه وعلى عكس أي معرض عالمي تقريباً في الماضي، سيتم إعادة تدوير معظم إكسبو 2020 دبي ليصبح حياً جديداً يقع في مكان استراتيجي بين مطارات المدينة ومراكز النقل ويمكن الوصول إليه بسهولة عبر المترو.

ونوهت الصحيفة إلى التوازن الدقيق الذي يحققه إكسبو 2020 دبي بين التطلع إلى المستقبل والمحافظة على التراث والتقاليد حيث تتميز مسارات المشي في داخل موقع الحدث والتي تصطف على جانبيها أشجار الغاف المحلية (الشجرة الوطنية) بخطوط سوداء وبيضاء تذكر بنمط النسيج الإماراتي التقليدي المسمى السدو، فضلاً عن أن العديد من المقاعد عبارة عن نسخ من تلك الموجودة في دبي القديمة.