الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«مؤتمر باريس»: محاسبة من يعيق عملية السلام في ليبيا

مصطفى نصر الدين- القاهرة

لحظات فارقة تعيشها ليبيا قبيل انطلاق الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر المُقبل، حيث تُعد خطوة باتجاه عملية السلام التي تدعمها الأمم المُتحدة، لإنهاء عقد من فوضى عنيفة استقطبت قوى إقليمية وقوضت استقرار البحر المتوسط، طيلة العشر سنوات الماضية.

إخراج المرتزقة

وقبل انطلاق الانتخابات الرئاسية بنحو 6 أسابيع، انطلقت، الجمعة أعمال مؤتمر باريس بشأن ليبيا، بحضور قادة فرنسا وليبيا وألمانيا ومصر، بالإضافة إلى نائبة الرئيس الأمريكي. وذلك بهدف مناقشة آليات إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المُقرر ديسمبر القادم، بالإضافة إلى المصادقة على خطة إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية.

وذكرت مسودة لنتائج مؤتمر باريس، أن من يحاولون عرقلة الانتخابات والانتقال السياسي أو تقويضهما أو التلاعب بهما أو تزييفهما، سيحاسبون وقد يواجهون عقوباتٍ شديدة من جانب الأمم المُتحدة. كما حثت المسودة كل الأطراف على الالتزام بجدولٍ زمني للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

خطة عاجلة



واتهم مبعوث الأمم المُتحدة إلى ليبيا يان كوبيش، في وقتٍ سابق المفسدين بمحاولة عرقلة الانتخابات الهادفة لتوحيد الأمة المُنقسمة. فيما قال المتحدث باسم الأمم المُتحدة ستيفان دوجاريك هذا الأسبوع: «نريد أن نرى انتخابات يمكن للشعب الليبي أن يؤمن بها، على أن تتمتع الانتخابات بالمصداقية وتتوافق مع الاتفاقيات السابقة».


أما في ما يتعلق بسحب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، فدعت مسودة المؤتمر إلى ضرورة وضع خطة لإخراجهم على وجه السرعة، بعد خلاف عميق لا يزال قائماً بين شرق البلاد وغربها، جراء وجود الآلاف من المقاتلين والقوات الأجنبية. إذ قدرت الأمم المُتحدة أنه كان هناك ما لا يقل عن 20 ألف مقاتل وعناصر مرتزقة أجانب في ليبيا خلال السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك الروس والسوريون والأتراك والسودانيون والتشاديون.

دول جوار ليبيا



وترأس المؤتمر -وهو الثالث الذي تستضيفه فرنسا بشأن ليبيا منذ عام 2017- الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وشارك فيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والمستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة.

كما شاركت بأعمال المؤتمر الأمم المُتحدة ودول جوار ليبيا، وهي تشاد والجزائر وتونس والمغرب والسودان، بجانب الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وتركيا.

وانزلقت ليبيا في حالة من الفوضى في أعقاب أحداث عام 2011 التي دعمها الناتو، منقسمة لسنوات بين حكومتين متنافستين، إحداهما في العاصمة طرابلس والأخرى في الجزء الشرقي من البلاد. ما يجعل زعماء العالم يدعمون ليبيا من أجل تجاوز اضطراباتها الميدانية والسياسية، عبر انتخابات تأمل القوى الإقليمية والعالمية أن تُخرج الدولة الغنية بالنفط من 10 سنوات من الفوضى.