الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

واشنطن بوست: خط الدفاع الأول يلجأ لـ«الهروب الكبير» من لبنان

واشنطن بوست: خط الدفاع الأول يلجأ لـ«الهروب الكبير» من لبنان

40 % من الأطباء و30% من الممرضات غادروا لبنان منذ أكتوبر 2019. ( رويترز)

هاني بدرالدين

اشتهر لبنان سابقاً بأنه قبلة للباحثين عن أحدث أنواع العلاج، ووجود أمهر الأطباء، إلا أن تلك الأوضاع تغيرت خلال العامين الماضين، مع الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تعصف بالبلاد، والتي دفعت العديد من الأطباء والممرضات إلى السفر بعيداً، بعدما أصبح الحياة بالنسبة لهم لا تطاق في بلاد الأرز، بحسب تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

الهروب من لبنان

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد نشرت في شهر سبتمبر الماضي، تقديرات توضح أن نحو 40% من الأطباء اللبنانيين، قد غادروا البلاد، بالإضافة إلى مغادرة 30% من الممرضات، منذ شهر أكتوبر 2019، وأن أغلبية الممرضات اللائي غادرن، قد تمت مغادرتهن خلال العام الجاري، وفقاً لأرقام نقابة الممرضات اللبنانية.

وقال نقيب الأطباء في لبنان، شرف أبو شرف، «تقريباً فإن جميع الأطباء الذين تخرجوا مؤخراً من كليات الطب، قد حصلوا على وظائف لهم خارج البلاد».

ويأتي سفر الأطباء والممرضات إلى خارج لبنان، لتضيف من أزمة انهيار قطاع الخدمات الصحية، والذي يعاني بالفعل مجموعة من المشكلات؛ كنقص الأدوية وغيرها من المستلزمات الدوائية، حيث بات من المألوف أن تنتشر المناشدات عبر مواقع السوشيال ميديا، مثل «إنستغرام»، للمطالبة بالمساعدة في نقل الدم، أو الحصول على الأدوية الأساسية، مثل المسكنات.

وأدى ذلك العجز الكبير في الأدوية، إلى قيام شركة (DHL) للشحن، بعرض تخفيضات بقيمة 40%، على الشحنات الطبية، كما سمح طيران الإمارات بوزن إضافي للركاب المتجهين إلى بيروت، ليكون بمقدورهم حمل المزيد من الأدوية خلال سفرهم إلى لبنان.

تأثير انفجار بيروت

وكانت الأوضاع الاقتصادية اللبنانية قد تدهورت كثيراً، وانخفض سعر الليرة اللبنانية، وجاء انفجار بيروت في أغسطس 2020، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، بالنسبة للعديد من الأطباء والممرضين في لبنان.

ونقل التقرير عن أحد الأطباء، والذي رفض الكشف عن اسمه، قوله أنه غادر إلى قطر، وأضاف «مستوى المخاطر بالبقاء والحياة في لبنان، بالنسبة لي ولعائلتي، كان كبيراً.. واستيقظنا على انفجار ميناء بيروت، فأخذت ابنتي معي وهربنا من البلاد».

وتابع قائلاً «أدركت أن قادة لبنان يضعون على رأس أولوياتهم أن يصبحوا أكثر ثراء، على حساب مصالح الناس».

وأشار التقرير إلى أن أغلب الأطباء والممرضات، الذين غادروا لبنان، توجهوا إلى مصر والعراق ودول الخليج، وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال مدير المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت، جوزيف عطايك «بعدما بدأ انهيار الاقتصاد، لجأ الأطباء إلى التقشف والترشيد، على أمل أن تتحسن الأوضاع في نهاية الطريق، ولكن جاء انفجار ميناء بيروت ليغير كل ذلك».

والتقط طرف الحديث مدير التمريض بالمركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت، هشام بوادي، قائلاً «نعرف ذلك من الحالة النفسية للموظفين، فقد تغيروا بعد الانفجار، وخاصة بعدما رأوا أنه لم يحدث أي شيء، أصبح لديهم شعور باليأس».

عجز كبير

وتعاني المستشفيات اللبنانية عجزاً كبيراً في الأدوية والمستلزمات الدوائية، حيث قال عطايك إن المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت، يواجه نقصاً في الإمدادات الطبية، ومن عجز في نحو 500 نوع من المواد الأساسية، كالمضادات الحيوية والقسطرة والشاش والمطهرات وصبغة الأشعة المقطعة وغيرها.

وبالطبع فإن ذلك يؤدي إلى مشاكل في تقديم الخدمة العلاجية للمرضى، والذين باتت تطول إقامتهم بالمستشفيات، بخلاف مشكلة نقص الوقود وانقطاع الكهرباء والتي اعتادت عليها المستشفيات، بينما باتت أرفف الصيدليات خاوية من الأدوية.