الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

الدبلوماسية الإماراتية.. رسالة سلام للعالم

الدبلوماسية الإماراتية.. رسالة سلام للعالم

(وام)

تدخل الدبلوماسية الإماراتية نصف قرن جديداً من «تحدي الذات» وصنع النجاحات بعد أن كانت طوال 5 عقود كاملة نموذجاً في «الدبلوماسية المبدعة» استطاعت من خلالها رسم صورة حقيقية عن «قوة الإيجابية» التي تمتعت بها دولة الإمارات منذ التأسيس.

استطاعت الدبلوماسية الإماراتية على مدار خمسين عاماً ليس فقط الدفاع عن مصالح شعب ودولة الإمارات، بل الترويج والتسويق لكل القيم والثوابت الوطنية الإماراتية، التي تنسجم بالكامل مع المحددات والمسارات التي رسمتها الحضارة الإنسانية من زخم وقوة لكل معاني التعاون والتآخي الإنساني.

وعليه، جاءت الدبلوماسية الإماراتية منسجمة مع النفس، ومتصالحة مع القيم والأهداف والأدوات التي شكلت رافعة للعمل الدولي والإنساني، وهو ما أعطى للإمارات مكاناً ومكانة سامية على مختلف الساحات والصعد الخليجية والعربية والإقليمية والدولية.

ومن أهم الأسباب في نجاح الدبلوماسية الإماراتية أنها تنطلق من إيمان حقيقي ويقين راسخ بأن التعاون والتشارك والدعم المتبادل السبيل الوحيد لمساعدة البشرية والمجتمع الدولي للتغلب على كافة التحديات والأخطار التي تحدق بالجميع نتيجة «الأنانية السياسية» وسباق التسلح وعدم التقدير الدقيق للمواقف من جانب البعض، وهي تحديات دائمة ومستمرة ومتجددة وتشكل اختباراً آنياً ومستقبلياً لكل الدبلوماسيين في العالم.

كل هذا دفع شعوب العالم قبل حكوماتها لكي تتسابق لمد يد التنسيق والتشاور والحوار والتواصل مع الدبلوماسية الإماراتية التي أثبتت حضوراً فاعلاً في كل كتب «الحكمة الدبلوماسية» التي يحتاجها العالم كلما كان على «حافة الهاوية» أو تعرض لتحديات وجودية مثل الجوائح والتغير المناخي والأسلحة النووية.

ما يميز الدبلوماسية الإماراتية عن غيرها في العالم أنها تنطلق من رؤية ومحددات واضحة وشفافة، تقوم على مجموعة من الثوابت في مقدمتها دعم السلام والاستقرار. العنوان الأبرز، والرسالة الأهم للدبلوماسية الإماراتية منذ تأسيس الدولة قبل 50 عاماً أنها «رسالة سلام للعالم». لهذا تبذل الدبلوماسية الإماراتية الكثير من الوقت والموارد ليس فقط لإحلال السلام في مناطق النزاعات والحروب، بل لخلق بيئة سلام، وبناء قدرات السلام، والعمل على منع اندلاع النزاعات والحروب قبل وقوعها، وهي مهام وتحديات يصعب على من لا يؤمن بقيمة السلام القيام بها.

لهذا كانت دولة الإمارات طوال مسيرتها ضد الحلول العسكرية ولغة البندقية والرصاص، ودائماً ما كانت تنحاز بقوة ودون تردد لكل الأصوات الداعية لإحلال السلام، وإنهاء الصراعات بالطرق الدبلوماسية والسلمية، ولكل ذلك حظيت الدبلوماسية الإماراتية بمصداقية وقبول في كافة المحافل الخليجية والعربية والإقليمية والدولية.

العلَم يرفرف في كل مكان

بعد 50 عاماً من النجاح والنشاط الدؤوب للدبلوماسية الإماراتية بات من الطبيعي أن تجد العلَم الإماراتي يرفرف في كل مكان، كما تتمتع الدبلوماسية الإماراتية بانتشار واسع في غالبية العواصم والدول، حيث أقامت الإمارات علاقات دبلوماسية مع 189 دولة حول العالم، ويوجد في الإمارات سفارات لـ110 دول أجنبية، و73 قنصلية، و15 منظمة إقليمية ودولية، وفق بوابة الحكومة الإماراتية.

كما أن الإمارات هي الدولة العربية والشرق أوسطية الوحيدة التي تستضيف المقر الرئيسي لمنظمة دولية بحجم منظمة الطاقة الجديدة بعد أن صوتت 130 دولة لصالح استضافة أبوظبي مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة «أيرينا».

نشاط دبلوماسي

تتزامن احتفالات دولة الإمارات باليوبيل الذهبي ومرور 5 عقود على التأسيس مع نشاط دبلوماسي إمارتي أصبح يشكل عنواناً للتفاعلات السياسية التي تجري في المنطقة العربية، والشرق الأوسط، من خلال الانفتاح الدبلوماسي الإماراتي على الجميع وفق الثوابت الوطنية ورؤية القيادة الإماراتية التي تعمل على «تبريد الصراعات» و«تهدئة التوترات» التي صاحبت المنطقة منذ اندلاع ما يسمى «بالربيع العربي».

لهذا يشيد الجميع بالخطوات والمبادرات الإماراتية الشجاعة، وهو ما يخلق مساحة لا تتوافر للآخرين في التواصل والتفاعل مع الجميع، فصاحب سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، قام بزيارة ناجحة ومثمرة لتركيا في 24 نوفمبر العام الجاري، ووجد عند أنقرة والرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقبالاً حافلاً واستعداداً لبدء مرحلة جديدة من التعاون المثمر بين البلدين.

كما يستعد أردوغان لزيارة الإمارات في فبراير المقبل، حسب تصريح الرئيس التركي، وقبلها بأيام في العاشر من نوفمبر الجاري كانت الزيارة الشجاعة من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، لدمشق ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد، وهي الزيارة التي شكلت «الخطوة الأكبر» في السنوات العشر الماضية لعودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، وهدف الإمارات من كل هذا إلى خلق بيئة سياسية إيجابية للتعاون وتحقيق الرخاء الازدهار للشعوب المنطقة.

قطف النتائج

نتيجة لهذا الإصرار والجهد والنشاط للدبلوماسية الإماراتية يتسابق الجميع لوضع يده في يد الإمارات، دول العالم لم تدعم فقط الإمارات لتكون أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف معرض «إكسبو» الدولي، بل شاركت أكثر من 200 دولة بأجنحتها المتميزة في «إكسبو دبي 2020» الذي افتتح أعماله في الأول من أكتوبر الماضي، وهو دليل كافٍ ليقول إن العالم يرى في الإمارات شريكاً فاعلاً وأميناً في الأهداف التي تسعى البشرية لتحقيقها في السنوات المقبلة.

كما تم اختيار الإمارات للمرة الثانية في تاريخها عضواً غير دائم في مجلس الأمن للعامين القادمين 2022 و2023، بعد أن شغلته من قبل عامي 1986 و1987، وتم انتخاب الإمارات من جانب 180 دولة لعضوية المجلس العالمي لحقوق الإنسان للأعوام الثلاثة المقبلة من 2022 حتى 2024، ما يعني اختيار الإمارات لعضوية المجلس العالمي لحقوق الإنسان 9 مرات في 3 دورات في آخر 10 سنوات.

لكل هذا تبدأ الدبلوماسية الإماراتية الخمسين عاماً المقبلة على أسس راسخة، وإنجازات كبيرة تقول إننا أمام دبلوماسية من نوع خاص استطاعت تحقيق الكثير، ليس فقط للشعب الإماراتي والشعوب العربية، بل للعالم أجمع.