الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

التقارب الإماراتي الإيراني.. خطوة في طريق «تصفير» مشاكل المنطقة

التقارب الإماراتي الإيراني.. خطوة في طريق «تصفير» مشاكل المنطقة

تأتي زيارة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، لإيران في سياق تصفير مشكلات الشرق الأوسط، وانعكاساً لسياسة الواقعية التي يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية في المنطقة، بحسب محللين تحدثوا لـ«الرؤية».

وقال المحلل السياسي الإماراتي الدكتور جاسم خلفان، إن دولة الإمارات تسعى للتقارب مع إيران لتحقيق أهداف ومصالح المنطقة كلها، وسحب إيران من عزلتها للتأثير عليها والذهاب للحوار معها، ووقف ما نص عليه دستورها من «تصدير للثورة».

وأضاف خلفان أن الإمارات تسعى لحل المشاكل بالحوار، بما يخدم جميع الأطراف وهي الطريقة التي انتهجتها مع تركيا مؤخراً وجاءت بنتائج طيبة، ودفع إيجابي للعلاقات بين البلدين الكبيرين.

وأكد خلفان، أن وجود هذه الحالة من التفاهم والحوار والاتفاقيات والتصالح لا بد أن يهدئ وضع الإقليم الذي أصبح بؤرة للصراعات، وإذا تم التفاهم مع إيران ستتوقف الكثير من المشاكل في عدد من الدول العربية.

وأشار إلى أن الدولة «بقيادتها الرشيدة انتهجت دبلوماسية قائمة على التفاهم وحل المشاكل عبر الحوار، بعيداً عن لغة السلاح والحرب والصدامات، وتسعى لتغيير جذري في شكل الإقليم، يقوم على التعاون لخدمة مصالح جميع البلدان، وتغيير الماضي العقيم الذي كان يجرنا للحروب».

وتابع قائلاً إن «مهندس السياسة الخارجية» لدولة الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، يسعى للتواصل مع جميع دول العالم عبر التفاهم وبناء علاقات قوية ومتينة وخلق مجالات للتعاون وقطع الطريق على أي خلافات.

ونوه بأن العالم كله أصبح يفتح أبوابه للإماراتيين بدون تأشيرة، وهذا دليل على نجاح السياسة الخارجية للدولة، والتي تقوم على الاستثمار والتعاون بما يخدم المصالح المشتركة بين الإمارات وجميع دول العالم، وهو توجه بدا جلياً في خطة الخمسين التي أطلقتها الدولة.

من ناحيته، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، إن زيارة الشيخ طحنون بن زايد لإيران تتسم بأهمية كبيرة، وتأتي في سياق الحوار مع طهران بما يخدم مصالح الإقليم وسبق طرحها في اجتماعات الأمم المتحدة، فضلاً عن الدور العراقي في التقريب بين إيران والدول العربية.

وأضاف فهمي، أن هذه السياسة جاءت بنتائج إيجابية مع تركيا، وأذابت الجليد ودفعت العلاقات إلى مرحلة مختلفة تماماً عن آخر 10 سنوات، لافتاً إلى أن الدبلوماسية الإماراتية تتحرك في محاور واتجاهات متعددة، بهدف إنهاء وتصفية المشكلات العالقة، وتنمية وتطوير العلاقات أكثر من الاهتمام بالقضايا التاريخية.

وأوضح أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يقود فكرة الواقعية السياسية داخل دول الخليج، لتصفير مشاكل الإقليم، مشيراً إلى أن هذه السياسة أثمرت اتفاقاً تاريخياً مع إسرائيل، وأنهت حالة العداء مع تركيا.

وأشار إلى أن الإمارات دولة ذات تأثير على الإقليم بأكمله، ورسالة التقارب مع الجانب الإيراني ليست أمنية، ولكنها دبلوماسية، والكرة الآن في الملعب الإيراني لإعادة ترتيب الأولويات ونزع حالة الاحتقان الموجودة في المنطقة.

وأكد أن الدبلوماسية الإماراتية قادرة وناجحة، وتستطيع القيام بدور الوسيط المهدئ والوازن للعلاقات بين إيران ودول المنطقة سواء على المستوى الثنائي، أو الخليجي، أو حتى الإقليمي بما في ذلك إسرائيل.