لا تزال الضبابية تسيطر على المشهد الليبي، بعد أكثر من أسبوع على تأجيل الانتخابات الرئاسية، التي كانت مقررة 24 ديسمبر المنصرم، وفيما تتعالى الأصوات المطالبة بإجراء الانتخابات في الموعد الذي اقترحته المفوضية الوطنية للانتخابات في 24 يناير الجاري، فإن أسباب التأجيل لا تزال قائمة.
حيث تعتبر الميليشيات المسلحة والمرتزقة والمقاتلين الأجانب، بمثابة ثالوث يعقد المشهد الليبي، ويتخوف مراقبون للحالة الليبية من اندلاع أعمال عنف في أي لحظة قد تتطور إلى تجدد الاقتتال الأهلي.
وفي السياق، دعا رئيس مجلس النواب المكلف، فوزي النويري، أعضاء المجلس لحضور الجلسة الرسمية التي ستعقد الاثنين 3 يناير الجاري، بمقر مجلس النواب في مدينة طبرق، للاستماع إلى إحاطة رئيس وأعضاء مجلس إدارة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، حول سير العملية الانتخابية وما يستجد من أعمال.
وقرر مجلس النواب الاثنين الماضي، استدعاء رئيس وأعضاء مفوضية الانتخابات، للاستماع إليهم، حول العراقيل التي واجهت العملية الانتخابية.
وفي إعلانها تعذر إجراء الانتخابات في ديسمبر، قالت المفوضية يوم 22 ديسمبر المنصرم، أنها تقترح تأجيل الجولة الأولى من الاقتراع في الانتخابات الرئاسية.
وأوضحت المفوضية في بيان نشرته عبر «فيسبوك»، أنها تقترح وبالتنسيق مع مجلس النواب، تأجيل يوم الاقتراع إلى 24 من شهر يناير 2022، على أن يتولى مجلس النواب، اتخاذ الإجراءات بإزالة «القوة القاهرة» التي تواجه استكمال العملية الانتخابية.
من ناحيتها، أكدت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي، نجوى وهيبة، ضرورة القيام بعمل حقيقي وسريع، من السلطة التشريعية، والمؤسسات المعنية بإصلاح مكامن الخلل في الانتخابات، وإقرار موعد جديد للانتخابات، بشكل توافقي، يضمن إجراء انتخابات متزامنة حرة ونزيهة في أقرب فرصة ممكنة.
وفي تسجيل مصور عبر حسابها الرسمي على موقع فيسبوك، قالت وهيبة «المجلس الرئاسي منذ توليه السلطة، عمل على تأسيس أول ديوان رئاسي في ليبيا، واتخذ مجموعة من القرارات واللوائح التنفيذية، تأسيسا لهيكلة أول رئاسة دولة في ليبيا، واتخذ مجموعة من القرارات، ما يعكس رغبة المجلس في تسليم مؤسسات جاهزة متكاملة لأول رئيس منتخب متى حدثت الانتخابات».
وأشارت إلى أن المجلس حريص على البقاء على مسافة واحدة من كل الأطراف، لحين اختيار الليبيين لرئيس جديد، يتسلم السلطة وينهي المرحلة الانتقالية.
ورغم وضع اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) خطة لخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، إلا أن الميليشيات تتحرك بحرية في ربوعها، خصوصا المنطقة الغربية، التي تتمركز حولها قوات من المرتزقة والمقاتلين الأجانب، فضلا عن الميليشيات بأسلحتها المتوسطة والثقيلة.