السبت - 12 أكتوبر 2024
السبت - 12 أكتوبر 2024

سلطان عمان في ذكرى التنصيب: نبذل كل ما هو متاحٌ لصونِ مُكتَسَبَاتِنا

سلطان عمان في ذكرى التنصيب: نبذل كل ما هو متاحٌ لصونِ مُكتَسَبَاتِنا

قال السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، إن بلاده مرت بتحدياتٍ، تم التعامل معها بحكمةٍ وصبرٍ، والمضي قُدُماً في تنفيذِ خُطَطِ وبرامِجِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ، مُسترشداً برؤيةِ عُمان 2040، وهو ما تبعها تحسن في الأداء الاقتصاديُ والمالي، وبدء طريقَ النماءِ والازدهار

وأضاف السلطان هيثم في خطابه، الثلاثاء، بمناسبة ذكرى توليه مقاليد الحكم في البلاد في 11 من يناير إنه كان ولا يزالُ هدفُ استدامةِ قدرةِ الدولةِ على الوفاءِ بالتزاماتِهَا الماليةِ، أسمى أهدافِ هذه المرحلة، «أننا نَشْعُرُ بالرضا تجاهَ التغييرِ الإيجابي؛ لمسارِ الأداءِ المالي، الذي تحسَّنَ كثيراً وعززه أمْرُنَـا، بالتوسعِ في سِياساتِ التحفيزِ الاقتصادي، وبناءِ منظومةِ حِمايةٍ اجتماعيةٍ تُوفرُ للمواطنين حياةً كريمة، لِتُعْطِيَ هذا التحسنَ بُعْداً إنسانياً».

الشباب يبني الوطن

وقال إنه لن يتوانى عن بذلِ كلِّ ما هو متاحٌ لصونِ مُكتَسَبَاتِ السلطنة «وما تحققَ على هذه الأرضِ الطيبة، من إنجازاتٍ نشهدُ لها جميعاً، ومن أجلِ بناءِ مُستقبَلٍ زاهرٍ؛ لأبنائِنَا الأوفياء، في كلِّ شِبْرٍ من هذا الوطن».

وأشار السلطان هيثم إلى أنه تم جعل الشباب في صميمِ اهتمامِات السلطنة واهتمامِ الحكومة، "مُتابِعِين الجهودَ المبذولةَ؛ لإشراكِهِم في بناءِ الوطن، وسنَحْرِصُ على أن تكونَ هذه الشـراكةُ أكثرَ شموليةً، وأعمقَ أثـراً، حيثُ تعملُ مختلفُ مؤسساتِ الدولةِ ومَسْؤُوْلُوْهَا، على اعتمادِ منهجياتِ عملٍ مستدامةٍ؛ تُركزُ على إبرازِ إسهاماتِ الشبابِ الفاعلةِ، في هذه المسيرةِ المباركةِ وتُنَظِّمُ أدوارَهُم في خدمةِ المجتمع".

المحركَ الأساسيَ للتنميةِ

وأضاف: «لقد استبشـرْنَا بما أُنجِزَ في ملفِ التوظيفِ، خلالَ العامِ المنصـرمِ، بتشغيلِ أبنائِنا رُغْمَ صُعُوْبَةِ المرحلة، ونتطلعُ بأملٍ مقرونٍ بحزمٍ؛ لِأَنْ تقومَ كل قطاعاتِ الدولةِ، والقطاعُ الخاصُ، الذي يُنتَظَرُ منه أن يؤديَ دورَهُ المأمولَ في حركةِ التوظيفِ باعتبارِهِ المحركَ الأساسيَ، للاقتصادِ والتنميةِ؛ لتوفيرِ فُرَصِ عملٍ لأبنائِنَا وبناتِنَا المُؤهَّلِين، وتأهيلِ مَنْ يَحتاجُ منهم إلى المهاراتِ اللازمةِ؛ للانخراطِ في سوقِ العمل، أما أبناؤنا وبناتُنَا رُوادُ ورائداتُ الأعمالِ الذين يرغبون في تأسيسِ مشارِيعِهِم الخاصةِ؛ فإننا عازمونَ على الأخذِ بأيديهم، وتشجيعِ بَرَامِجَ رِيادةِ الأعمال، وتقديمِ الدعمِ، والحوافزِ اللازمةِ، للمؤسساتِ الصغيرةِ والمتوسطةِ، نظراً لدورِهَا المحوري، في تنشيطِ الحركةِ الاقتصاديةِ، وتوفيرِ المزيدِ من فُرَصِ العملِ».

تنويعِ مصادرِ الدخلِ

وأكد السلطان هيثم أن الاستثمار المحلي يعد إحدى الركائزِ المهمةِ لتنويعِ مصادرِ الدخلِ الوطني، «فبعدَ أن أطلقنا العديدَ من البرامجِ الوطنيةِ، وهيّأْنا البيئةَ المساعدةَ، فإنّنَا نحثُّ على استثمارِ رُؤوسِ الأموالِ محلياً، فأمامَهَا فرصُ استثمارٍ مُجْزِيَةٍ في جميعِ المجالاتِ، ونتطلعُ لِأَنْ تكونَ بلادُنَا وِجهةً استثماريةً رائدة، لا سِيَّمَا في المجالاتِ التي تُعزِّزُ توجُّهَاتِنا الراميةِ لتوسيعِ حِجْمِ اقتصادِنَا الوطني، وتنويعِ مصادِرِ الدخل».

وأضاف: «بِلادُنَا تتمتعُ بمزايا تنافسيةٍ، وإمكانياتٍ كبيرةٍ، وفُرَصٍ واعدةٍ ينبغي استغلالُهَا، وستُسخِّرُ الحكومةُ ومؤسساتُ الدولةِ جميعاً، كافةَ جُهودِها وطاقاتِها، في تعاونٍ وتكاملٍ يضمنُ توجيهَ التنميةِ إلى المحافظات، وتعملُ على تعزِيزِ جاهزيتِها للاستثمارِ، وتنميةِ دورِها المحلي، القائمِ على الميزةِ النسبيةِ، التي تمتازُ بها كلُّ محافظة، بما يَخْلُقُ نماذجَ تنمويةٍ محلية، وستردفُ ذلك ثُلْةُ من مشاريعَ استراتيجية، تُنفِّذُها الحكومةُ ضِمنَ خُطَطِها الخمسيةِ، فتتكاملُ حركةُ التنميةِ؛ لتشملَ كلَّ أرجاءِ وطنِنَا العزيز».

استدامةَ الماليةَ

وأشار السلطان هيثم إلى حرص بلاده خلالَ المرحلةِ المقبلة، للانتقالِ بالأداءِ الحكومي، من مستوى الحلولِ الاضطراريةِ، إلى مستوى آخر، أكثرَ ديمومةً، يَتِمُّ فيه إرساءُ مجموعةٍ، من الحلولِ الشاملةِ التي تضعُ النموَ الاقتصادي، والاستدامةَ الماليةَ، ورفاهيةَ المجتمعِ في أولِ سُلَّمِهَا.

ووجه الحكومةَ بالإسراعِ، في دعمِ وتطويرِ منظومةِ الإنذارِ المبكر وتبني أفضلَ منهجياتِ التخطيط الحَضَـريِ للحدِّ من آثارِ الأنـواء المناخيةِ.

وأضاف: «نُهِيبُ بأبنائِنَا وبناتِنَا التمسُّكَ بالمبادئِ والقيمِ، التي كانت وستظلُ ركائزَ تاريخِنَا المجيدِ، فَلْنَعْتزّ بِهويَتِنَا وجَوْهَرِ شخصيتِنَا، ولِنَنْفَتِحْ على العالَمِ، في توازنٍ ووضوحٍ، ونَتَفَاعَلْ معه بإيجابيةٍ، لا تُفْقِدُنا أصالتَنَا ولا تُنسينا هويتَنَا». واختتم خطابه بتوجيه كلمة ثَنَاءٍ واعتزاز لكل الأجهزة العسكريةِ والأمنيةِ، على أدوارِها الوطنيةِ المشـرِّفةِ في حمايةِ الوطن.