الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

استراتيجيون: الهجوم الحوثي الغادر لن يغير موازين القوي باليمن

استراتيجيون: الهجوم الحوثي الغادر لن يغير موازين القوي باليمن
  • عبد الخالق عبدالله: الإمارات تعرف كيف ومتى ترد على الجريمة الحوثية
  • سعيد الذيابي: الهجوم يزيد الإصرار على تكبيد الميليشيات مزيد من الخسائر
  • محمد الشهاوي :رسالة المسيرات تأثيرها ضعيف ولمجرد «الظهور والشو»

وصف محللون استراتيجيون وخبراء، لـ«الرؤية»، هجوم ميليشيا الحوثي، على مطار أبوظبي، الاثنين، بأنه لن يغير شيئا في موازيين القوي، بل سيدفع قوات التحالف العربي نحو تكثيف هجماتها للثأر من تلك الميليشيات، متوقعين ردا إماراتيا، على تلك الهجمات الإرهابية.

الرد الإماراتي

وقال أستاذ العلوم السياسية الإماراتي، الدكتور عبدالخالق عبدالله «أبوظبي عاصمة الإمارات آمنة مستقرة، ومستمرة في مسيرة النماء والبناء، ولا خوف على أمنها واستقرارها».



وفي تصريحات خاصة، شدد عبدالله على أن «الإمارات تعرف كيف ومتى ترد على جريمة حوثية إرهابية لا تتعدى كونها «فهلوة وفرقعة إعلامية» تسببت بمقتل 3 أشخاص أبرياء، وأضرار مدنية طفيفة»، متوقعاً ردا إماراتيا على الأدوات الإيرانية الجبانة في المنطقة.


إشكالية الطائرات المسيرة

كما أوضح العقيد طيار ركن، سعيد الذيابي، الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، أن «الهجوم الذي حدث على أبوظبي، هو هجوم إرهابي، يعطي إشارات وتحذيرات بأن هذه الميليشيات خطيرة، وكلما تُركت تزداد قوة، وتتمكن من جلب خبراء وأسلحة نوعية من إيران، تزيد دول الخليج إيلاماً».

وفي تصريحات خاصة، شدد على أن «الهجوم بالطائرات المسيرة، لن يغير من موازيين القوي، ولن تؤثر على منطقة العمليات، سواء على المستوي العملياتي، أو التكتيكي، خاصة بالنظر إلي الانتصارات في كل من شبوة، ومأرب، وحضرموت، والبيضاء، والخطة الجديدة في الهجوم وتنظيف اليمن بالكامل».

كما أشار إلي أن ميليشيا الحوثي، تستخدم ورقة ضغط، تعتقد أنها رابحة، عبر استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، وتعتبرها مؤثرة بالفعل، بينما تمتلك دول الخليج منظومة دفاع قوي ومتقدم، إلا أن الإشكالية تكمن في صعوبة اكتشاف تلك الطائرات المسيرة، من خلال الرادار، نتيجة لأن سرعتها قليلة وتحلق على مستوي منخفض للغاية".

وشدد على أنه لا يمكن أن ترتفع معنويات الحوثيين عبر إرسال طائرات مسيرة، وتعتقد أنه انتصار كبير، فهذا لن يغير شيئا، بل يزيد القوات المشتركة تصميما في إيلام تلك الميليشيات، وجعلها تدفع الثمن، مؤكداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، تصنف على المستوي العسكري، من أكبر الجيوش التي تمتلك قوات ردع، سواء على مستوى القوات الجوية، أو الدفاع الجوي، أو على مستوى القوات البحرية، لافتاً إلي أن حرب الميليشيات لا يمكن القضاء عليها بسهولة، إنما تحتاج إلى صبر وتفعيل الخطط العسكرية والاستخباراتية بشكل أكبر، مؤكدا أن قوات التحالف والشعب اليمني سيحققان النصر في هذه الحرب.

تأجيج الفتن واستمرار النزاعات

ومن جانبه قال خبير مقاومة الإرهاب الدولي وأمن المعلومات في مصر، العقيد حاتم صابر إن إيران تبقي على ميليشيا الحوثي «طعنة في ظهر» الإمارات والسعودية، مؤكداً أن إيران ستعمد على استهدافهما، تجنباً لأي مصالحة ممكنة، تسهم في وقف مد الهلال الشيعي الإيراني.

وفي تصريحات خاصة، أكد أن أي حديث عن مصالحة يضرب أهداف المد الإيراني، ستقابله الأخيرة باستمرار استهداف أهداف محددة لتأجيج الفتن واستمرار النزاعات، لافتاً إلي أن المصالحة تعني بالتبعية التوقف عن دعم ميليشيا الحوثي، والتدخل في سوريا ولبنان، مشدداً على أن الأهداف الإيرانية موجودة منذ عشرات السنوات، إلا أنها تبلورت عقب ما أطلق عليه «ثورات الربيع العربي».

السيطرة على ميناء الحديدة

وبدوره وصف لواء أركان حرب دكتور محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، حديث الحوثي عن تنفيذ عملية في العمق الإماراتي، بأنه بعيد عن الدقة، لاسيما وأن الأضرار بسيطة.

وفي تصريحات خاصة، لفت الشهاوي إلي أن أحداث اليوم هي لإعطاء رسالة، ولكنها رسالة ضعيفة للغاية، مؤكدا أن رسالة التفجير لمجرد «الظهور والشو» ولا ترقى إلى أن تكون بمثابة تهديد، بل تؤكد أن الحوثي يلفظ أنفاسه الأخيرة، مشيراً إلي أن توقيت العملية الذي جاء عقب قرصنة واختطاف السفينة «روابي» التابعة لدولة الإمارات، مما يؤكد على ضرورة شروع قوات التحالف، بالتعاون مع الجيش اليمني، من خلال عملية عسكرية نوعية، في السيطرة على ميناء الحديدة، باعتباره يهدد أمن الملاحة البحرية.

الحل العسكري

وفي السياق ذاته، أشار رئيس مركز سيريس للدراسات الاستراتيجية في باريس، الدكتور السعودي عمر الزبيدي، إلي أن الهجوم إذا ثبت تورط الحوثي به، يعد امتدادا لاعتداءات تلك العصابة المسلحة، التي تتميز بكونها لم تتمكن من فهم معادلة إدارة الدولة واحترام المعاهدات الدولية، لأن القيادات فيها محاطة بعناصر جاهلة، تم اختيارها بناء على الولاء وليس الامكانيات العلمية أو العملية، مشيراً إلي أنها جماعة دينية متعصبة، يتم التحكم فيها من قبل الحرس الثوري الإيراني.

وفي تصريحات خاصة، أوضح أن الحل في التعامل معها، يكون من خلال نزع قدراتها العسكرية بالقوة المسلحة فقط، ونزع الغطاء الدولي الداعم لها، لاسيما وأن جماعة الحوثي تختطف شعب كامل في اليمن، وتزيد من معاناته وجراحه، ما يزيد من إصرار دول التحالف العربي، على إنقاذ اليمن، وإعادة الحكومة الشرعية لتكون السلطة الوحيدة التي تدافع عن مصالح شعب اليمن».