الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

حوار | مواجهة طرفي الخلاف الكردي حول اختيار رئيس العراقي

حوار | مواجهة طرفي الخلاف الكردي حول اختيار رئيس العراقي

الخلافات السياسية في العراق لا تنتهي.. وآخرها الخلافات الواسعة بين المكون الكردي في إقليم كردستان العراق، حول المرشح لمنصب رئيس الجمهورية، الذي يتم اختياره من بين أبناء الإقليم، في حين يكون رئيس البرلمان من المكون السني، ورئاسة الوزراء من بين أبناء الشيعة.

ومنذ أول انتخابات لرئاسة الجمهورية العراقية في عام 2006، وحتى الآن، تمكن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، من شغل المنصب، سواء عبر شغل السكرتير العام للحزب جلال الطالباني، المنصب لدورتين متتاليتين، كأول رئيس منتخب وكردي في تاريخ العراق، ثم خلفه فؤاد معصوم في 2014، والرئيس الحالي برهم صالح منذ عام 2018، ومع عدم التوافق الكردي، ظهرت 4 أسماء وقيادات كردية كبيرة، من بين عشرات المرشحين؛ وهم الرئيس العراقي الحالي، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، برهم صالح، والقيادي في الاتحاد أيضاً، وزير الموارد المائية الأسبق، لطيف رشيد، والقيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري، والقيادي في حراك الجيل الجديد النائب في البرلمان الحالي ريبوار عبدالرحمن.

«الرؤية» أجرت مواجهة بين محمود خوشناو، القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الداعم للرئيس الحالي برهم صالح، ومحمد زنكنة القيادي بالحزب الديمقراطي الكردستاني الداعم للمرشح هوشيار زيباري.



القيادي بحزب الاتحاد الوطني الكردستاني محمود خوشناو:

برهم صالح مرشح توافقي ولا نريد تصدير أزمات

  • إذا لم يتفق الكرد على مرشح واحد فلا بد من الانصياع لنتائج الانتخابات
  • حزبنا نجح في تحقيق التوازن بين القوى الدولية والسياسية الداخلية
  • برهم صالح أدخل العراق في دائرة علاقات منتظمة مع دول الجوار والعالم

قال الكادر المتقدم في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني محمود خوشناو، إن الحزب وكذلك الرئيس العراقي الحالي برهم صالح، نجح خلال السنوات السابقة في إحداث التوازن بين القوى الدولية والسياسية الداخلية، مشيراً إلى أن حزبه لا يستقوي على الحزب الديمقراطي، الذي رشح هوشيار زيباري لمنصب الرئيس. وأكد أن الرئيس برهم صالح، مرشح توافقي.

لماذا يترشح الرئيس برهم صالح مرة أخرى ولم يترك فرصة للحزب الديمقراطي؟

حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، هو الذي أدار منصب رئيس الجمهورية بكل نجاح في المراحل السابقة ومنذ إقرار الدستور، بدءاً من الرئيس الراحل جلال طالباني، مروراً بالرئيس فؤاد معصوم، وانتهاءً بالرئيس برهم صالح.

منصب الرئيس مهم جداً، لأنه يُبقي على التوازن والشراكة السياسية، وهناك الكثير ممن يعول على شخص الرئيس برهم صالح، في إدارة المنصب، باعتباره رجلاً تمكن من إدخال العراق في دائرة علاقات منتظمة مع دول الجوار، كما فتح الباب للعراق مع العديد من دول العالم التي تربطه بها علاقات وطيدة ويحتاج إليها، كما يربط صالح علاقات قوية مع القوى السياسية.

هل هناك مباحثات مع الحزب الديمقراطي لانسحاب المرشح زيباري؟

بالفعل هناك مباحثات مع الحزب الديمقراطي، ولدينا ورقة عمل كردستانية موحدة، لكن لدينا تباين في الكثير من الملفات التي تخص الدولة العراقية، وهم اختاروا طريقاً، ولدينا طريق آخر، ونتمنى أن يظل التفاهم مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بالوجه المطلوب؛ حتى نتمكن من تنفيذ ورقة العمل الخاصة بأربيل وأبناء إقليم كردستان.

الحزب الديمقراطي يرى أنكم تستقوون عليه.. فما ردك؟

نحن لا نستقوي بأحد، أو بطرف على حساب آخر، ولدينا علاقات وطيدة مع الجميع، ونريد أن يكون لدينا توافق وتفاهم، ولا نريد أن نختلف مع الشركاء، ونريد أن ننضم للأصوات التي تؤيد التفاهم، الكردي- الكردي، والسني- السني، والشيعي- الشيعي، فالعراق يحتاج إلى أبنائه من الطوائف كافة، وعلينا جميعاً أن نلتف حوله.

لماذا لم يكن هناك تنسيق من قبلكم مع الحزب الديمقراطي؟

كنا مستمرين مع الحزب الديمقراطي الكردستاني في مفاوضات سياسية، لكنهم ذهبوا إلى ترشح هوشيار زيباري، وكانوا مع طرف آخر، ولا نريد أن نكون ضمن الخلاف الشيعي- الشيعي، والقوى الشيعية لديها استراتيجية واحدة، ونحن لا نريد تصدير أزمات، بل نريد أن يكون هناك توافق على مرشحنا وهو محل توافق.

التيار الصدري لديه تحفظات على طريقة اختيار برهم صالح. ما تعليقك، وهل الأمر خاص بالكرد؟

أعتقد أن التيار الصدري لديه علاقة وطيدة بالحزب ومع الرئيس برهم صالح، ونحن كأكراد نريد مرشحاً واحداً، وفي ورقة كردستانية واحدة، والتفاوض هو ما سينقذ الكرد من أي تخندق أو اصطفاف من أي نوع، كما أننا حريصون على تقدم الإقليم.

هل من الممكن أن ينسحب الرئيس برهم لصالح المرشح الرئاسي ووزير الموارد المائية الأسبق لطيف رشيد؟

أعتقد أن ترشيح الحزب لشخص الرئيس برهم صالح لفترة رئاسية ثانية يعني أن الأمر محسوم بالنسبة للحزب ولا تراجع عنه، فهناك توافق على شخص الرئيس وأدائه المشرف خلال السنوات السابقة، وإن كنت لا أستطيع أن أتنبأ بفكرة الانسحاب من عدمه، فالأمر متروك للقرار الحزبي.

هل أنت مع تعديل الدستور الحالي؟ وهل يكفل كافة الضمانات لكردستان العراق؟

التعديل يجب أن يكون في سياق الثوابت القانونية والدستور، وفقاً لما يتعلق بمستقبل العلاقة بين أربيل وحكومة بغداد، بدءاً من المادة 140 من الدستور، والتوازن والشراكة السياسية يجب أن تبقى، أما المواد الأخرى التي نتفق عليها في تنفيذ الدستور، لما لا، فنحن نريد أن يكون لدينا دستور معاصر في العراق.

وما المتوقع خلال هذه الأزمة؟

نحن لا نريد أن نستبق الأحداث، لكن ما أود أن أقوله أننا نريد أن يكون الجميع حسن النية من خلال التوافق والتفاهم الدائر، وإذا كان الأمر سيتم حسمه من خلال المتحدث الرسمي للاتحاد الوطني الكردستاني، فإنني أرى أنه في حالة عدم التوافق بين الحزبين سيكون الأمر الفصل بيد الانتخابات وعلى الجميع الالتزام بها.



القيادي بالحزب الديمقراطي الكردستاني محمد زنكنة:

زيباري الأنسب لأننا «لن نلدغ من الجحر مرتين»

  • آلية انتخاب برهم صالح منذ البداية لم تكن صحيحة
  • مخاوف من اندلاع حرب أهلية بين الفصائل الشيعية
  • المليشيات المسلحة لا تقبل بفكرة المعارضة السلمية

قال القيادي بالحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي محمد زنكنة، إن حزبه رشح وزير الخارجية الأسبق، هوشيار زيباري، لمنصب رئيس الجمهورية، لأنه «لا يريد» أن يُلدغ من نفس الجحر مرتين»، متهماً حزب الرئيس برهم صالح، بأنه تنصل من الاتفاقات والتفاهمات المشتركة. وأضاف أن زيباري لعب دوراً كبيراً في إعادة العراق إلى مقعده الدائم في جامعة الدول العربية، في المقابل لم يحرك برهم صالح ساكناً في قضايا عديدة.

لماذا أعلن حزبكم تقدم هوشيار زيباري بأوراق ترشحه لرئاسة الجمهورية؟

لم يكن الحزب الديمقراطي الكردستاني متحمساً لهذا المنصب، بدليل أنه اختار منصب نائب رئيس مجلس النواب، تاركاً رئاسة الجمهورية للاتحاد الوطني الكردستاني، ولكن بتطبيق الاتفاق الذي حصل بين الجانبين، بالتقدم بمرشح واحد يمثل الطرفين، ويمثل التوافق الكردستاني، رأينا أعضاء الاتحاد الوطني، وفي اللحظات الأخيرة ‏تنصلوا من ذلك الاتفاق.

ورغم أن التفاهمات تنص على ‏عدم ترجيح كفة على أخرى، ولم يكن الحزب الديمقراطي الكردستاني قد اتخذ قراراً حول مسألة اختيار من سيكون الأقرب لتشكيل الحكومة، ولكن الحزب الديمقراطي لاحظ أن التيار الصدري، وحزبي «عزم» «وتقدم» يوافقان على التصويت للمرشح الديمقراطي للنائب الثاني لرئيس مجلس النواب، وبذلك هم بادروا بترجيح كفة الإطار التنسيقي على الواقع السياسي، الذي يظهر أن الحكومة ستتشكل بقيادة ‏الفائزين الثلاثة الأقوياء (الصدريون وعزم وتقدم والديمقراطي الكردستاني)، ومن ثم اتخذوا خطوة انفرادية بترشيح الدكتور برهم صالح لمنصب رئاسة الجمهورية، ولذلك فقد تجاوزوا كل اتفاق، ما اضطر الديمقراطي إلى اتخاذ قرار بترشيح هوشيار زيباري لهذا المنصب، ‏لأن الديمقراطي لا يريد أن «يلدغ من نفس الجحر مرتين».

هل الوضع الحالي يعني أن الكرد منقسمون؟

‏لا يمكن أن نقول إن هناك انقساماً أو قطيعة، لأن الحزب الديمقراطي والاتحاد الكردستاني شريكان في حكومة إقليم كردستان، ولكن يمكن أن نسميه عدم التزام بالاتفاقات والتوافقات بين الجانبين، أو اختلافات في وجهات النظر.

ألا يوجد اتفاق أن يقدم الحزب مرشحاً آخر بعد الفترة الرئاسية المقبلة؟

‏كان هناك اتفاق بأن يقدم الحزبان «الاتحاد والديمقراطي» مرشحاً واحداً متوافقاً عليه بين الجانبين، وكانت هناك اتصالات واجتماعات عديدة، وكان الاتفاق ينص على ضرورة أن يكون هناك مرشح للاتحاد الوطني الكردستاني، يحظى بدعم الديمقراطي وبقية الأطراف السياسية الأخرى، لأن أطرافاً سياسية عراقية تحفظت أيضاً على أداء الدكتور برهم صالح، لكن الاتحاد الوطني لم يلتزم.

يتردد أن رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني، يصر على ترشيح برهم صالح؟ فماذا ستفعلون؟

أعتقد أن كل الخيارات باتت مفتوحة أمام الحزب الديمقراطي الكردستاني، والخطوة الأولى تمثلت بترشح زيباري، وأعتقد أن الحزب الديمقراطي له تحالفات قوية مع التيار الصدري، ومع «عزم وتقدم»، ويسعى إلى توسيع هذا الاتفاق، خاصة أن المشكلة الأكبر هي في البيت الشيعي، وهناك مخاوف من اندلاع حرب أهلية داخلية بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري، والمليشيات المسلحة لا تقبل بفكرة المعارضة السلمية.

ما تحفظاتكم على ترشح برهم صالح؟

‏الاعتراض على الآلية وليس على الشخص، فآلية انتخاب برهم صالح لرئاسة الجمهورية منذ البداية لم تكن صحيحة، كما أنه على الرغم من تعرض أربيل أكثر من مرة للقصف من قبل المليشيات، فلم يحرك ساكناً، ولم تتعد مواقفه سوى تصريحات ضعيفة جداً لا ترتقي إلى مستوى رئيس جمهورية.

هل من الممكن أن ينسحب زيباري لصالح لطيف رشيد؟

‏من الممكن أن تكون هناك اتفاقات وتوافقات حول هذا الموضوع، لكن لا نستطيع أن نؤكد أي شيء حول هذا الموضوع إلا بتصريح رسمي من قبل الديمقراطي، حيث أكد الرئيس مسعود بارزاني، أن أي موقف رسمي للديمقراطي يجب أن يكون عن طريق المتحدث الرسمي للحزب، وزيباري يتمتع بعلاقات قوية ومهمة على المستوى العراقي والعربي والدولي، ‏ولعب دوراً كبيراً ومهماً في إعادة العراق إلى مقعده الدائم في جامعة الدول العربية عندما كان وزيراً للخارجية.