حوار | نائب رئيس الاتحاد العربى للاقتصاد الرقمي: تكنولوجيا الجيل الخامس أداة «حرب بين الكبار»

• 7.5 تريليون دولار القيمة السوقية لأكبر 5 شركات تكنولوجيا عالمية
• التقنية الجديدة قد تصل لـ20 جيجا بكسل في الثانية
• 18 تريليون دولار الاقتصاد الرقمي ما يعادل 20% في الناتج العالمي
• «أي بي» للإنترنت أصدرت 31 مليار عنوان في 2021

قال نائب رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، مستشار كلية كامبريدج لتطوير الأعمال، الدكتور عبد الوهاب غنيم، إن النقاش الدائر حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية بين شركات الطيران والسلطات التنظيمية المعنية بالاتصالات حول التأثير المحتمل للجيل الخامس للاتصالات على بعض تحركات الطيران، فتح الباب مجددا لنقاش أعمق حول هذه التقنية وأهميتها وتنافس الدول على السبق فيها.

وأكد الدكتور غنيم فى تصريحات لـ«الرؤية» على أن تكنولوجيا الجيل الخامس هي إحدى تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة التي كان قد أعلن عنها رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، الدكتور كلاوس شواب، وأكد أنها ستغير شكل العالم وشكل أساليب الإنتاج والمنتجات، وهى تعكس تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وتحليل البيانات الضخمة والبيوتكنولوجى والنانو، مضيفا أنها ناقل سريع جدا لحجم البيانات العالمية الضخم، و هي أحد أدوات الحرب بين الكبار.

خلاف أمريكي بريطاني

وأشار إلى أمريكا كانت قد اتهمت شركة هواوي الصينية بالتعدي على حقوق ملكية أمريكية، لكن الحاصل أن أكبر 5 شركات فى g5، آسيوية، وهي هواوي، وزد تي إيه، الصينيتين، وسامسونج، الكورية، ونوكيا وأريكسون، وهذه هى الشركات التي تملك نوعا من السرعات العالية جدا من فايف جى، أما شركتا «إيه تي آند تي» و«فرايزون» فأمريكيتين، فإنهما ليست بمستوى هواوي، ونحن نعلم أن بريطانيا تعاقدت مع هواوي على تركيب شبكة الجيل الخامس، وهذه إحدى نقاط الخلاف بين أمريكا وبريطانيا.

وأوضح الدكتور غنيم أن فايف جى تمتاز بساعات عالية جدا، وهى تستعمل تكنولوجيا مختلفة، ومن المتوقع أن تعمل بترددات راديو فى أماكن مختلفة و بسرعات مختلفة، فيها تردد خلوى متوسط أو منخفض أو عالى، و تصميم واختيار التردد يختلف من مكان إلى آخر، وحسب الموقع وطبيعته والسكان، وكل تلك الترددات تحتاج تقسيما جغرافيا للمكان وصولا إلى أصغر وحدة خلوية يتم تركيب هوائي معها لبث الإشارات.

معايير الاستخدام

وأكد رئيس الاتحاد العربى للاقتصاد الرقمى على أهمية وضع معايير لاستخدامات الجيل الخامس حتى لا تتعارض مع الترددات الراديوية الأخرى، أو مع الأجهزة الملاحية في الموانئ أو المطارات، أو المستخدمة من الأجهزة السيادية كالشرطة والدفاع. وحتى الآن قد تصل فايف جى إلى 20 جيجا بكسل في ثانية، وهذه عالية جدا وسوف تزيد مستقبلا.

ولفت إلى أنه خلال الفترة الأخيرة اتهمت شركات طيران أمريكية تكنولوجيا الجيل الخامس وخاصة الصينية، بأنها ستؤثر على الأجهزة الملاحية، خاصة أثناء الهبوط والإقلاع، مع احتمال حدوث تداخل يهدد حياة الركاب والطائرات وحركة النقل، مشيرا إلى أن هذا الاتهام لم يصدر عن أوروبا أو آسيا، بما يعنى أنه قد يكون نوعا من الحرب التجارية بين البلدين، وحتى الآن لم تطبق الدول الغربية بشكل عام الجيل الخامس إلا بدرجات، لكن الصين هي الرائدة.

توسع مستقبلي

وأكد مستشار كلية كامبريدج لتطوير الأعمال أن استخدامات جى فايف سوف تتوسع مستقبلا وتنتشر فى المدن الذكية وما فيها من طرق وأساليب تدوير قمامة، ونظم بيئة ذكية، ونظم طاقة نظيفة، والنقل الذكى، و الميديا، والتسويق، وكل هذا يعتمد على تطبيقات الجيل الخامس وإنترنت الأشياء، وسيتم وضع سنسور فى الطرق وفى السيارات ذاتية القيادة و كاميرات ذكية ترصد الأمن والأمان وحركة النقل والجرائم والمخالفات لحظيا.. إلخ.

وأشار إلى أن منظمة «آيكان» المسؤولة عن إصدار عناوين «اي بي» للإنترنت أصدرت 31 مليار عنوانا فى ٢٠٢١، منهم نحو 5 مليار للأفراد، والباقي يستخدم فى المدن الذكية والكاميرات والطرق وحتى الشوراع، موضحا أن المدن الذكية لن تكون كمبوند فقط، ولكن مدن بأكملها كما نرى فى دبى وأبو ظبى، وقد تكون القاهرة أو برشلونة أو باريس متصلة بشبكة عالية جدا لنقل البيانات لحظيا.

طفرة كبرى

وقال غنيم إن الجيل الخامس للاتصالات أحدث وسيحدث طفرة كبرى فى التعليم وعلاج الأمراض عن بُعد، وفي تطبيقات ومنصات التجارة الإلكترونية والتحول الرقمي والاقتصاد الرقمى الذى بلغ الآن 18 تريليون دولار، أى نحو 20 % فى الناتج العالمي، وهي نسبة قد تصل إلى 50% حال دخول الجيل الخامس.

وأوضح أن أكبر 5 شركات تكنولوجيا فى العالم، والتى تقوم على التكنولوجيا الذكية والذكاء الاصطناعى، وتحليل البيانات الضخمة، والعالم الافتراضي، والعالم المعزز، بلغ حجم القيمة السوقية لها نحو 7.5 تريليون دولار، بما يعني نحو 8 % من الناتج الإجمالي العالمي، أو ضعف الناتج الإجمالي إلى 22 دولة عربية.

وأضاف: أعتقد أنه فى الخمس سنوات المقبلة ستكون أكبر شركات من هذا النوع فى الصين، وسيكون حجمها بالتريليونات، أى أكبر من ميزانيات دول كبرى.

مبادرات أممية

واختتم رئيس الاتحاد العربى للاقتصاد الرقمى بالتأكيد على أن من يمتلك الجيل الخامس يمتلك زمام المبادرة فى التكنولوجيا الذكية والحرب السيبرانية، ومتوقع فى 2025 وجود أكثر من 2 مليار مستخدم لهذه التكنولوجيات أو السرعات، لذا فإن الحوار العالمى يجب أن يتجاوز ما يحدث حاليا في مجال الطيران بأمريكا، إلى البحث عن تعاون دولي فعال من خلال الأمم المتحدة وغيرها؛ لتنظيم الحركة بين المتنافسين، وحث الاتحاد الدولي للاتصالات على لعب دور أكبر، وليس فقط وضع معايير مع دراسة تحديات التقنيات الحديثة وكيفية التعامل معها.