الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

«ثاد وباتريوت وبانتسير».. أنظمة متكاملة للدفاع الجوي ومنع التهديدات

«ثاد وباتريوت وبانتسير».. أنظمة متكاملة للدفاع الجوي ومنع التهديدات

أنظمة باتريوت. (صورة من المصدر)

  • «ثاد» يوفر قدرة فريدة من نوعها على الدفاع ضد الصواريخ الباليستية
  • باتريوت يتصدى للمقاتلات والطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية
  • بانتسير يعتبر خط الدفاع الأخير عن أهم المنشآت العسكرية والمدنية

تتربع بعض منظومات الدفاع الجوي على العرش، لما لها من قدرة فائقة على رصد، واعتراض الأهداف المختلفة، من صواريخ باليستية، أو مقاتلات أو طائرات مسيرة، أو غيرها، وتعد من أفضل منظومات الدفاع الجوي، التي تستطيع التكامل مع بعضها، والعمل معاً، «ثاد»، وباتريوت اللتان لهما شهرة كبيرة منذ القرن الماضي، وكذلك (بانتسير إس 1)، وهي تعمل معاً لتوفير حماية متكاملة ضد شبكة التهديدات المختلفة.

«ثاد».. اضرب لتقتل

يعد نظام ثاد للدفاع الجوي، من أقوى الأنظمة في اعتراض الصواريخ، وطورته الولايات المتحدة الأمريكية، ويصل سعره إلى عدة مليارات من الدولارات، بحسب موقع ديفنس نيوز، «defensenews» الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية.

ونجحت الإمارات في الحصول عليه، وتم استخدامه في العمليات لأول مرة، بحسب ديفينس نيوز، في اعتراض صاروخين أطلقتهما جماعة الحوثي الإرهابية، 24 يناير الجاري، مستهدفة أبوظبي.

أول ظهور

طورت شركة لوكهيد مارتن العملاقة في مجال الصناعات العسكرية والدفاعية، نظام ثاد (THAAD) وهي اختصار (Terminal High Altitude Area Defense) أي منظومة دفاع في المناطق ذات الارتفاعات العالية الطرفية، وكانت بداية ظهوره، بحسب موقع الشركة الرسمي، بعد نجاح أول اختبار له في نوفمبر 2005.

وأوضحت الشركة أن نظام ثاد، أصبح من أهم القدرات لدى الولايات المتحدة وحلفائها، في مجال أنظمة الدفاع الجوي، ضد الصواريخ الباليستية، حيث يسجل نجاحاً كبيراً في اعتراض الأهداف، خلال الاختبارات عليه، بنسبة تصل إلى 100%.

وشددت على أن نظام ثاد، يوفر قدرة فريدة من نوعها على الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، في الغلاف الجوي الخارجي والداخلي، والدفاع ضد الصواريخ الباليستية، سواء القصيرة أو متوسطة المدى، فهو يستخدم تقنية «اضرب لتقتل» أي إصابة الأهداف بدقة لتدميرها.

ويتكون نظام ثاد، من 5 مكونات رئيسية، تعمل جميعها معاً؛ وهي الاعتراضات، والقاذفات، والرادار، ووحدة التحكم في الحرائق، ومعدات الدعم.

ويستطيع نظام ثاد توفير الحماية الدفاعية للمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، والمناطق التي تضم منشآت حيوية مهمة، ولديه القدرة على اعتراض الصواريخ الباليستية داخل أو خارج الغلاف الجوي، ولديه القدرة على العمل بشكل متكامل مع غيره من أنظمة الدفاع الجوي الأخرى، ضد الصواريخ الباليستية، كما أنه يتميز بالقابلية العالية لنقله وإمكانية نشره في جميع أنحاء العالم.

ولفتت الشركة إلى وجود 7 بطاريات لنظام ثاد في الولايات المتحدة، وبطاريتين في الإمارات، والتي تعد من الدول التي حصلت على ذلك النظام الدفاعي المتطور، وكذلك السعودية.

باتريوت.. شهرة تاريخية

أما نظام باتريوت فهو من أبرز أنظمة الدفاع الجوي، ونال شهرة كبيرة، منذ القرن الماضي، حين تمكن من اعتراض الصواريخ التي أطلقها العراق إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين على المملكة العربية السعودية وإسرائيل، إبان حرب الخليج الأولى.

ولفتت ديفنيس نيوز إلى أن نجاح التكامل ما بين نظامي ثاد وباتريوت، كان أمراً مهماً للغاية لتوفير قدرات تشغيلية أفضل، وتعامل أفضل مع التهديدات القادمة، حيث يتم نشر كل من ثاد وباتريوت في كوريا الجنوبية، بينما تنتشر وحدات باتريوت على نطاق أوسع حول العالم.

وطورت نظام باتريوت (Patriot)، شركة «ريثيون للتكنولوجيا» الأمريكية، وهي الشركة العملاقة في مجال صناعات الطيران والدفاع في العالم، ومنظومة «باتريوت» هي منظومة دفاع جوي، بعيدة المدى، وعالية الارتفاع، تناسب جميع الأحوال الجوية.

وبحسب موقع شركة ريثيون، فإن منظومة باتريوت للدفاع الجوي هي نظام دفاع صاروخي، تتكون من الرادارات، وتكنولوجيا القيادة والسيطرة، وأنواع متعددة من وسائل الاعتراض، وكل ذلك يعمل معاً من أجل رصد الأهداف والتعرف عليها، سواء كانت مقاتلات أو طائرات مسيرة، أو صواريخ باليستية، أو صواريخ كروز، أو غيرها من أنواع التهديدات المختلفة، ونظراً للكفاءة الكبيرة لتلك المنظومة، فإن هناك 17 دولة تستخدمها.

ولفتت الشركة إلى إجراء تطوير مستمر على منظومة باتريوت لتجعلها قادرة بشكل متواصل من التغلب على التهديدات، ولذا فقد أنتجت الشركة أكثر من 240 وحدة إطلاق نار من باتريوت وتسليمها إلى 17 دولة.

وتتكون منظومة باتريوت للدفاع الجوي، من الصواريخ أحدثها (PAC-3) وطوله حوالي 5 أمتار، ووزنه حوالي 312 كلغ، منها 73 كلغ من المواد المتفجرة، ويصل مداه إلى 100 كم، بالإضافة إلى منصة الإطلاق والتي لديها القدرة على حمل 16 صاروخاً، وكذلك نظام الرادار والذي يستطيع كشف التهديدات من بعد 150 كم، كما أن منظومة باتريوت تتعامل مع تهديدات على ارتفاع ما بين 60 متراً و24 كم، كما تشمل المنظومة أيضاً نظام التحكم، من خلال أجهزة الحاسب الآلي، المتصلة مع الرادارات ومنصات الإطلاق.

بانتسير.. خط الدفاع الأخير

وبالإضافة إلى نظامي ثاد وباتريوت، هناك نظام آخر من منظومات الدفاع الجوي، هو نظام بانتسير إس1 (Pantsir-S1) الروسي الشهير، والذي تستخدمه القوات المسلحة الروسية، وغيرها من الدول.

ومنظومة بانتسير هي منظومة صاروخية مدفعية متنقلة برية، صممت للحماية قصيرة المدى، من جميع وسائل الهجوم الجوي الحديثة، كما توفر الحماية للمرافق المهمة من جميع أسلحة الهجوم الجوي الحديثة والواعدة، كالطائرات، بما في ذلك الطائرات المسيرة الصغيرة وكذلك الصواريخ.

وتتميز منظومة بانتسير بأنها خط الدفاع الأخير عن أهم المنشآت العسكرية والمدنية، وتكمن مهمتها في تدمير التهديدات عالية الدقة وطائرات العدو، التي تمكنت من اختراق مجال عمل منظومات الدفاع الجوي بعيدة المدى.

وتتميز منظومة بانتسير بالسرعة في إطلاق النار، في زمن يراوح ما بين 4 و6 ثوانٍ، كما تمتاز بالقدرة على العمل في درجات الحرارة العالية والمنخفضة، وتتواجد بانتسير في الخدمة لدى دول عديدة، بما في ذلك روسيا والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والأردن والجزائر والعراق وسوريا والبرازيل.

وتشتمل منظومة بانتسير على مدافع مضادة للطائرات، وصواريخ لاعتراض الطائرات التكتيكية والذخائر الموجهة بدقة والطائرات المسيرة، باستخدام أجهزة الرادار، التي تمكنها من تعقب ما يصل إلى 20 هدفاً تكتيكياً على مدى يراوح ما بين 32 و36 كم، وإطلاق الصواريخ على 4 أهداف بنفس الوقت.

وتتكون منظومة بانتسير من قاذفتين مجهزتين بـ12 صاروخاً، ومن مزاياها قدرتها أثناء الحركة، على إطلاق النار على الأهداف.