يستعين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في معركته السياسية للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الفرنسية بـ5 صقور يحظون بثقته، ويُعبِّدون طريقه نحو كرسي الإليزيه. وتجرى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 10 أبريل المقبل، والجولة الثانية في 24 من الشهر نفسه.
ألكسيس كوهلر
ويضم فريق ماكرون الأمين العام للإليزيه ألكسيس كوهلر، وهو الرجل الذي يمر من خلاله كل شيء، ويعرف ويرى ويتحكم في كل شيء، وفق صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، مضيفة أن كوهلر كان يميل في بعض الأحيان إلى طي الصفحة ومغادرة القصر، ووضع حد لمهمته التي تبدأ في الصباح الباكر، وتنتهي في وقت متأخر من الليل، لكن ماكرون احتفظ به دائما، حيث يعمل الرجلان في تعايش تام.
ويتم تقديم كوهلر باعتباره العقل الثاني لماكرون، وأنهما «توأم سيامي»، كما يعتبر كوهلر بمثابة برج التحكم في القصر، وهو الذي جعل كل الإصلاحات تنطلق، وأشرف على إدارة كل أزمات ولاية فترة ماكرون الأولى، وينسق كل عمل الحكومة، لكن من خلال البقاء في الظل، ولا يظهر إلا إذا أجبر على ذلك؛ كإعلانه عن تشكيل الحكومة بعد تعديل وزاري.
ريتشارد فيران
أما رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي)، ريتشارد فيران، فهو أحد الشخصيات السياسية الرئيسية والثقيلة في الجهاز، إذ قدم المشورة إلى ماكرون منذ بداية فترة ولايته الأولى.
ويعد فيران (59 عاما)، رجل جميع اجتماعات حزب ماكرون «الجمهورية إلى الأمام»، إذ يقود المكتب التنفيذي للحزب، ويستعد فيران للانتخابات التشريعية الفرنسية المرتقبة في يونيو المقبل، إذ يقوم باستقبال الوزراء والبرلمانيين في مقر إقامته في لاساي، لمنح ماكرون أغلبية برلمانية جديدة في حالة إعادة انتخابه، وفي ظل هذا السيناريو، يعتزم فيران البقاء على رأس الجمعية الوطنية.
ليوناردودزي
كما يضم فريق ماكرون أيضا، رئيس التواصل في الإليزيه كليمان ليوناردودزي، الذي جاء من القطاع الخاص في صيف 2020، وهو ليس ناشطاً سياسيّاً، ولا ينوي أن يصبح كذلك، ووضع خبرته في إدارة الأزمات في خدمة الرئيس، وساهم لمدة عامين في إضفاء الطابع الاحترافي وتطبيع العلاقات مع الصحافة والإعلام، في نفس الوقت الذي سعى فيه إلى كسر صورة الغطرسة، التي التصقت برئيس الدولة، لدرجة أن الأخير جعله سريعاً أحد رجاله الموثوق بهم؛ من خلال تعيينه «مستشاراً خاصّاً»، وهو منصب ليس من السهل عادة الحصول عليه عندما لا يكون المرء قد شارك في الانتخابات الرئاسية عام 2017 التي أوصلت ماكرون للإليزيه.
إسماعيل إيميليان
ومن رجال ماركون أيضا، رفيق لماكرون منذ الساعة الأولى، والعقل القادر على تغيير الأمور خلال الحملة الانتخابية، إسماعيل إيميليان، ففي انتخابات 2017؛ عندما كان ماكرون لا يزال مجهولاً، ويريد أن يكون طرفاً في النقاش العام، كان إيميليان هو القادر على طرح أفكار تحقق ذلك، خاصة وأن إيميليان مستشار غامض وغير ثرثار.
جوليان دونورمونديي
أما خامس أعضاء الفريق فهو نائب مدير مكتب ماكرون في بيرسي، جوليان دونورمونديي، الذي شارك في مغامرة حزب «الجمهورية إلى الأمام» منذ البداية، وبعد صياغة النظام الأساسي للحزب، أصبح نائب أمينه العام عند إنشائه.
ويعتبر دونورمونديي قريباً جداً من ماكرون، ويحظى أيضا بثقة كوهلر، الذي التقى به في وزارة الاقتصاد، وبعد أن شغل منصب وزير للمدينة، والإسكان، ثم الزراعة، تم ترشيحه ليصبح مدير حملة ماكرون، وهي مهمة يتقنها، بعد أن شارك بالفعل في العملية الانتخابية عام 2017 جنباً إلى جنب مع جان ماري جيريي، مدير الحملة الانتخابية لماكرون حينها.
وبينما يثير هذا المنصب شغف العديد من الوزراء، كان دونورمونديي قادراً على فرض نفسه، بينما كان شديد التكتم في وسائل الإعلام، ولديه تقارب فكري ومنهجي مع الرئيس وكوهلر، ويقول أحد المقربين من ماكرون إن الجميع يقدرون دونورمونديي، وإنه أفضل مدير حملة وأفضل وزير للزراعة.