السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

عبدالله العساف: زيارة جونسون تهدف لإصلاح ما أفسدته الإدارة الأمريكية

عبدالله العساف: زيارة جونسون تهدف لإصلاح ما أفسدته الإدارة الأمريكية
قال المحلل السياسي السعودي، أستاذ الإعلام السياسي، الدكتور عبد الله العساف، إن زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، تعكس مكانتهما السياسية والاقتصادية عالميا، وثقلهما ودورهما المحوري دوليا في التعامل مع الأزمات والتحديات العالمية في مختلف المجالات.

أهداف زيارة جونسون

وفي تصريحات خاصة، أوضح أن كلا من السعودية والإمارات، ترتبطان مع المملكة المتحدة، بعلاقات تاريخية ومميزة في مختلف المجالات السياسية والأمنية والعسكرية، والتجارية والاستثمارية والخدمات المالية، وفي الصحة والتعليم، والطاقة والصناعة والبيئة، وكذلك الثقافة والرياضة والسياحة، فالسعودية والإمارات أكبر شركاء بريطانيا التجاريين في المنطقة.


وأشار إلى أن زيارة رئيس الوزراء البريطاني، ستسهم في تعزيز هذه العلاقات وتطويرها، موضحا أن الهدف الأهم من هذه الزيارة، هو حث الدول المنتجة للنفط على المساعدة في خفض الأسعار، بعد الحرب في أوكرانيا، كما سيحاول جونسون حث الحلفاء (الإمارات والسعودية) من أجل الضغط على روسيا دبلوماسياً واقتصاديا.


ولفت إلى أن جونسون، سيسعى في ذات الوقت لمحاولة إصلاح ما أفسدته الإدارة الأمريكية، في علاقتها مع من كانوا حلفاء أو شركاء إستراتيجيين لواشنطن، وفشلت الإدارة الحالية في المحافظة عليهما، وظنت أنه بمقدورها الاستغناء عنهما، والعمل بدونهما، ولكن الأزمة الأوكرانية سرعان ما أعادت البوصلة إلى مكانتها الطبيعية، وأرسلت رسائل واضحة للإدارة الأمريكية، بأن مقارباتها تجاه الرياض وأبو ظبي كانت خاطئة.

عدم الانحياز

وأوضح أن الحرب الروسية الأوكرانية ما زالت في بدايتها، وأطراف الصراع تسعى لممارسة نفوذها في المنطقة، والعودة لحالة الاستقطاب، مثلما كان يحدث أيام الحرب الباردة، لكن الظروف الجيوسياسية تغيرت، والدروس الأمريكية تعددت، والحالة هذه تستوجب أن تعود الدول العربية فعلياً لمظلة عدم الانحياز إلا لمصلحتها فقط، وعدم الركون لسياسة المحاور، والعمل وفق مقاربة جديدة، ملفات مقابل ملفات، والحفاظ على مسافة واحدة من أطراف النزاع، فما حدث في اليمن يلهمنا الدروس من مواقف هذه الدول معنا، ومع قضيتنا العادلة، وسعيها خلف مصالحها، ولا تخدمنا إلا بقدر ما تستفيد منا، وحان وقت المعاملة بالمثل.

وأشار إلى أنه في ظل الظروف الجيوسياسية التي تغيرت كثيرا، وكذلك الظروف الدولية، نجد أن دول الخليج اليوم، عليها أن تتعامل وفق مصالحها الخاصة، فهي لديها رؤى طموحة اقتصادية، وهي أيضا تسعى لتنويع السلة الاقتصادية، فاتجاه دول الخليج شرقا لا يعني الاغرار بالأصدقاء غربا.كما لفت إلى أن دول الخليج تتعامل الآن مع مصالحها، كما فعل الغرب واستدار شرقا بحثا عن مصالحه دون أن يقيم اعتبار لهذه الدول ويسأل عنها، لذا فعلى دول الخليج والدول العربية أيضا أن تبحث عن مصالحها، ولا تنحاز شرقا أو غربا، وإنما تعود لمظلة عدم الانحياز إلا لمصالحها الخاصة.

وأضاف قائلا "السعودية ودول الخليج لن تنحاز لأي من الشرق أو الغرب، لأن الانحياز اليوم لأي من المعسكرين هو خسارة كبيرة للغاية، لأن الأمور ما تزال في الثلث الأول، والعشرين اليوم الأولى من هذه الأزمة التي لا يعرف أحد مداها، ولا يزال الضباب يكتنف هذه الأزمة".واختتم تصريحاه قائلا "على دول الخليج أن تتبين مواقع أقدامها قبل الاتجاه شرقا أو غربا أو البقاء في المنتصف، وعليها استثمار هذه الأزمة جيدا في علاج أزمات المنطقة وملفاتها المضخمة".