السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

التغيرات المناخية تفاقم أزمة النزوح في الشرق الأوسط

التغيرات المناخية تفاقم أزمة النزوح في الشرق الأوسط

نزوح السكان لأماكن أكثر رخاء يدفع لاندلاع الصراعات. (أ ف ب)

تتزايد الصراعات بسبب التكالب على الموارد الطبيعية، وتأتي الظواهر الجوية الناتجة عن تغير المناخ، وما أسفرت عنه من مشكلات، لتزيد الطين بلة، فمن المتوقع أن تتزايد الهجرة الناجمة عن تغيير المناخ، حيث تشير بيانات البنك الدولي إلى أنها قد تجبر 216 مليون شخص داخل 6 مناطق حول العالم على النزوح داخل بلدانهم بحلول عام 2050، والمؤسف أن نصيب منطقة شمال أفريقيا وحدها 19 مليون مهاجر.

تداعيات التغير المناخي

وحول تداعيات التغير المناخي، قال أستاذ الاقتصاد بجامعة نيس، ورئيس الجمعية الاقتصادية الفرنسية في باريس، دكتور آلان صفا: «يعد ارتفاع درجة الحرارة أحد أهم نتائج التغييرات المناخية، لأنه يؤدي لانخفاض الأمطار وانحسار المواد الغذائية، مما يدفع السكان إلى النزوح إلى أماكن أكثر رخاء، وهو ما يؤثر على الصراعات الموجودة بين دولة وأخرى، أو بين إقليم وآخر في حال النزوح الداخلي، خاصة داخل الدول التي تتمتع بأديان وأجناس مختلفة».

واللافت أن منطقة الشرق الأوسط من المناطق المعرضة لمخاطر التغييرات المناخية المحتملة، حيث تعاني المنطقة من 4 مشكلات رئيسية؛ هي نقص الموارد المائية مقارنة بعدد السكان، ووجود مناطق صحراوية عالية، كما أنها تعاني من قلة المساحات المزروعة، بالإضافة إلى النمو السكاني المرتفع.

وتعرضت دول البحر المتوسط لما يقرب من 650 حدثاً مناخياً شديداً خلال العقود الثلاث الماضية، وفقا لما قاله أندريه كوفاتاريو من مجموعة سياسة الطاقة الربحية، وهو ما أدى لظهور تغييرات الطقس بها، وما تبعها من تأثيرات سلبية تدريجية، ساهمت في تهديد النشاط الزراعي، وزيادة الهجرة الريفية نحو المدن والضغط على الحكومات.

وإذا كانت الدول العربية الغنية، قادرة على إيجاد حلول لندرة المياه، عبر تحلية مياه البحر، إلا أنها تواجه مأزق نزوح سكان الدول الفقيرة إليها، خاصة وأنها تشكل عنصر جذب لتلك الدول للهروب من ندرة الموارد داخل بلدانهم أو الصراعات الداخلية الناتجة عن ضعف القوة الشرائية والإنتاجية.

ويعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الميريلاند سابقاً، دكتور نبيل ميخائيل أن القضية الأساسية الأقرب لتغييرات المناخ، هي الإشكاليات الديموغرافية الناتجة عن إحلال عدد من السكان بأعداد كبيرة من مناطق سكنهم الأصلي إلى مناطق أخرى، غير أن هناك نقطة ضوء تتمثل في إمكانية استثمار فارق أسعار البترول الناتج عن ارتفاع الأسعار العالمية، لمزيد من الإنفاق على قضايا البيئة.

اقرأ أيضاً.. خبراء: عملية داعش في سيناء فاشلة عسكرياً.. وهدفها إثبات الوجود

ولفت رئيس مركز طروس للدراسات بالكويت، دكتور محمد خليف الثنيان، إلى نقطة أخرى، مرتبطة بانعكاسات التغيير المناخي على المنطقة، وترتبط بنقص الأمطار وارتفاع حالات الجفاف وانخفاض منسوب الأنهار والبحيرات والمياه الجوفية بشكل ينعكس على النشاطات الحضرية والزراعة والصناعية بالتوازي مع ارتفاع عدد السكان والحاجة إلى تنمية استثمارات وخلق فرص عمل وتحقيق الأمن الغذائي.