الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

اللبنانيون ينتخبون برلمان الأمل.. وأمريكا لا تملك استراتيجية تجاه بيروت

اللبنانيون ينتخبون برلمان الأمل.. وأمريكا لا تملك استراتيجية تجاه بيروت

اللبنانيون يستعدون لإجراء الانتخابات البرلمانية. (صورة من epa)

يتوجه الناخبون اللبنانيون إلى صناديق الاقتراع، غداً الأحد، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية اللبنانية، والتي يعول عليها الكثيرون، لتكون بوابة خروج لبنان من الأزمة الخانقة الحالية، إلا أن من اللافت أن الولايات المتحدة الأمريكية، لا تملك استراتيجية واضحة تجاه التعامل مع لبنان، لإضعاف نفوذ حزب الله، باستثناء الدعم القليل للجيش اللبناني، حسبما أكد تقرير نشرته موقع مجلة "National Interest" الأمريكية.

أهمية الانتخابات البرلمانية

الانتخابات الراهنة في لبنان تأتي في خضم أزمات شديدة، عصفت بالدولة اللبنانية، بداية من جائحة كورونا، والأزمة الاقتصادية الخانقة، بعد أعوام من الفساد، بخلاف التفاقم الكبير بسبب انفجار ميناء بيروت، كل ذلك كشف عورة التردي الكبير في الأوضاع اللبنانية، حيث ظلت الطبقة الحاكمة تحكم سيطرتها على السلطة، دون إصلاحات حقيقية.

وأشار التقرير إلى أن هناك بصيص أمل، يتمثل في أن هناك فرصة سانحة للمرشحين المستقلين وأعضاء المجتمع المدني، في الفوز بمقاعد عديدة في البرلمان المقبل، وهي فرصة كبيرة للولايات المتحدة، من أجل العمل على تعزيز الديمقراطية في لبنان، وإضعاف نفوذ حزب الله.

غياب الاستراتيجية الأمريكية نحو لبنان

إلا أن الغريب أن واشنطن، لديها مشكلة واضحة بالنسبة للتعامل مع لبنان، حيث تقتصر في تعاملها على الشق الأمني والدعم القليل الذي تقدمه للجيش اللبناني، وتفتقر واشنطن إلى وجود استراتيجية واضحة ومحددة للتعامل مع لبنان.

وتشير التوقعات إلى أن المستقلين لن يفوزوا بأغلبية مقاعد البرلمان اللبناني المقبل، إلا أن هناك بعض الأمل في أن حالة عدم الرضا بين الناخبين، ستؤدي إلى فوز عدد كافٍ من المرشحين المستقلين بمقاعد البرلمان، وهو ما سيؤدي بدوره إلى خفض سيطرة الأحزاب القائمة على السلطة، وصياغة إجماع سياسي جديد.

سد فراغ غياب الحريري

وتواجه الطائفة السنية في لبنان، مأزقاً بسبب الفراغ الناجم عن إعلان رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، في يناير 2022، عدم مشاركته في الانتخابات، ما دعا شخصيات عديدة لمحاولة سد ذلك الفراغ، ومنهم رجل الأعمال عضو مجلس النواب عن بيروت فؤاد مخزومي، وبهاء الحريري، الشقيق الأكبر لسعد الحريري، إلا أنهما لا يملكان نفوذاً كبيراً داخل الطائفة السنية، ما يفتح الباب لآخرين لملء فراغ غياب الحريري، مثل القوات اللبنانية، وحزب الله، لإقناع السنة بالتحالف معهم.

وتبدو فرص القوات اللبنانية، هي الأكثر، للفوز للتحالف مع السنة والفوز بأصواتهم، وخاصة في مناطق مثل طرابلس، حيث تحالفوا مع مخزومي، ومع وزير العدل السابق أشرف ريفي، الذي يحظى بتأييد كبير في طرابلس، كما أنه يتردد أن القوات اللبنانية ستحظى بدعم مالي من بعض دول الخليج، كالمملكة العربية السعودية.

خسائر حزب الله

وإذا كانت عدم مشاركة الحريري في الانتخابات المقبلة، قد أحدثت فراغاً في الطائفة السنية، إلا أن لها جانباً مشرقاً، هو أن غيابه يضعف من الأطراف السنية التي كانت تتقارب مع حزب الله، نكاية في الحريري، بسبب الخلافات فيما بينهم، وبالتالي، ومع غياب الحريري، فإن هؤلاء ليس لديهم حجة في استمرار التقارب مع حزب الله، ومن المتوقع أن يبتعدوا عنه.

وعلى صعيد آخر، فإن التحالف ما بين التيار الوطني الحر، الذي يعد أكبر الأحزاب المسيحية، وما بين حزب الله، قد تعرض للعديد من الهزات القوية خلال السنوات الأخيرة، بعد التحالف بينهما في 200، وبرغم ذلك، فقد توصل التيار الوطني الحر وحزب الله إلى أنه في الوقت الحالي، سيكون من مصلحتهما تنحية أي خلافات بينهما جانباً، وإنشاء قائمة مشتركة في الانتخابات الحالية، في استمرار لزواج المصلحة بينهما.

وخلال الفترة الأخيرة كان الحزب أقوى طرف سياسي في لبنان، وكان بمثابة دولة موازية داخل الدولة اللبنانية، ومع تدهور الأوضاع في البلاد، اتخذ حزب الله وحلفاؤه خطوات إضافية لتعزيز السيطرة وحماية مصالحهم الاستراتيجية حتى على حساب قدرة البلاد على التعافي من مشاكلها.

وإذا نجحت المفاوضات اللبنانية، مع صندوق النقد الدولي بشأن خطة الإنقاذ، فإن السيطرة على وزارة الأشغال العامة تعتبر أمراً شديد الأهمية للأحزاب الشيعية وعلى رأسها حزب الله، لأن تلك الخطوة ستجعله قادراً على إسناد العقود الحكومية إلى الشركات الموالية لهم، وبالتالي ملء خزائنهم بأموال جديدة، في تحايل على العقوبات الدولية.

إلا أن حزب الله هو الآخر يواجه مشاكل عديدة، بخلاف المشاكل مع التيار الوطني الحر، حيث يستخدم الحزب أسلوب التخويف والترهيب لسحق المعارضين، مستنداً إلى ترسانته الكبيرة من الأسلحة، ولكنه أمام مأزق كبير يتمثل في تحقيقات انفجار ميناء بيروت، فإذا أكد التحقيق أن نترات الأمونيوم التي تسببت في الانفجار، كانت جزءاً من مخبأ أسلحة حزب الله، فإن الحزب سيكون في ورطة كبيرة أمام مؤيديه.