الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

دبلوماسيان مغربيان سابقان يدليان بشهادتيهما بحق خليفة بن زايد ومحمد بن زايد

دبلوماسيان مغربيان سابقان يدليان بشهادتيهما بحق خليفة بن زايد ومحمد بن زايد

(أ ب)

أكد كل من وزير الخارجية المغربي الأسبق، محمد بن عيسى، وسفير المملكة المغربية السابق لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، عبدالقادر الزاوي، الإسهامات الكبرى للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في الحفاظ على وحدة بلاده، وتنمية مختلف القطاعات، وقيادته لمرحلة التمكين باقتدار، ووضعه أسساً صلبة لدولة الإمارات، وجعلها تلعب أدواراً طلائعية في محيطها الإقليمي والدولي، بجانب مواصلته مسيرة والده، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في تعميق العلاقات الإماراتية - المغربية.

وفي تصريحات خاصة، أكدا أيضاً أن انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، سيكون استمرارية لسياسة الشيخ خليفة بن زايد المنفتحة والمعتدلة، من أجل الاستقرار، والنماء، والرخاء.

الحفاظ على الوحدة وتنمية القطاعات

وقال وزير الخارجية المغربي الأسبق، محمد بن عيسى إنه كان له شرف لقاء المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد، في عام 2004، حينما تولى رئاسة الدولة، وذلك بعد حوالي 3 أشهر من وفاة الشيخ زايد رحمه الله، وأنه كان يزوره حاملاً له رسالة من جلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، في موضوع يتعلق بالعلاقات الثنائية، واجتمع معه أولاً بحضور عدد من إخوته الشيوخ، ثم بعد ذلك التقى به على انفراد، ثم قابله بعد ذلك عدة مرات في عدة زيارات، ولاحظ وتتبع إسهاماته الكبرى في الحفاظ على وحدة بلاده، وتنمية مختلف القطاعات، مؤكداً أنه كان حقيقة قائداً يحقق لبلاده أسمى وأعلى المنجزات.

تعميق العلاقات الإماراتية - المغربية

وأضاف بن عيسى، الذي شغل عدة مناصب منها وزيراً لوزارة للثقافة، وسفيراً للمملكة المغربية في الولايات المتحدة الأمريكية، أنه أعجب بحصافة رأي الشيخ خليفة، وتأكيده على المودة، والمحبة، والأخوة، التي تربط الإمارات بالمغرب، وتأكيده على مواصلة مسيرة والده الشيخ زايد في تعميق هذه العلاقات، والحفاظ على كل ما يساهم في تأكيد أو تعميق هذه العلاقات الأخوية.

من التكوين إلى التمكين

من جانبه، قال سفير المملكة المغربية السابق لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، عبدالقادر الزاوي، إن الشيخ خليفة انتقل بدولة الإمارات العربية المتحدة من مرحلة التكوين، التي عاصرها رفقة والده، إلى مرحلة التمكين، التي قادها باقتدار؛ حيث جسد مفاهيمه لدولة المواطنة والرفاهية، وساهم وأعطى تعليماته لكي يوسع دائرة المشاركة السياسية للمواطنين الإماراتيين، من خلال توسيع اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، عبر تمكين المرأة لتتبوأ المكانة التي تستحقها، والمهام التي كلفت بها على صعيد الوزارات المحلية أو الاتحادية، إلى جانب النهضة الاقتصادية والاجتماعية، التي قادها، ونهضة العمران التي رأيناها في أبوظبي، باعتبار أنه كان حاكماً لأبوظبي أيضاً.

وفي تصريحات خاصة، أضاف الزاوي «الشيخ خليفة استطاع أن يضع أسساً صلبة لدولة الإمارات، وبعدما تمكنت من ركائزها الداخلية، بدأت تلعب أدوارها الطلائعية في محيطها الإقليمي في دول الخليج، ثم في دول العالم العربي الإسلامي، وانتقلت الآن إلى مستوى الندية على صعيد العالم كله».

وأشار الزاوي، كان سفيراً للمملكة المغربية في أبوظبي في الفترة ما بين 2006 - 2010، إلى أن اللسان يعجز عن ذكر مناقب الفقيد الراحل، لأنه كان شخصاً يؤمن بالعمل الجماعي، ولا يبخل على إخوانه وأشقائه بالدعم والمساندة.

دعم مادي وسياسي للمغرب

وأردف الزاوي «نحن في المغرب نكن له كامل التقدير والاحترام، ولا يمكن أن ننسى مناقبه ومكرماته في ما يخص العديد من المشروعات، التي إما أنه طالب بتمويلها بهبات، أو قروض ميسرة، أو ودائع، وعلى سبيل المثال مستشفى الشيخ خليفة (في مدينة الدار البيضاء)، الذي سيظل معلماً راسخاً يذكرنا دائماً بالفقيد الراحل، لأنه أبى وهو يدخل إلى الدار البيضاء، في أول زيارة رسمية له كرئيس دولة إلى المغرب سنة 2006، إلا أن يسير على خطى والده، وعندما تحدثنا إليه عن مستشفى الشيخ زايد في الرباط، قال أنا أريد أن يكون هناك مستشفى خليفة في الدار البيضاء، وفعلاً كان، حيث طالب بالبناء، وكان جلالة الملك محمد السادس حفظه الله في مستوى الحدث أيضاً، حيث تبرع جلالته بالأرض، وكان البناء على نفقة الشيخ خليفة رحمه الله».

وتابع الزاوي قائلاً «لا ننسى أيضاً في المغرب سنة 2008 عندما وقعت الفقاعة المالية، واهتزت الكثير من البورصات العالمية، أبى الشيخ خليفة إلا أن يدعم العديد من المشروعات، التي كانت في المغرب، بسخاء، حيث أمر سموه بتقديم دعم مالي إلى المغرب بقيمة 300 مليون دولار».

وأفاد الزاوي بأن الشيخ خليفة لم يكن يبخل بأي شيء تجاه المغرب؛ سواء كان دعماً مادياً، في ما يخص تمويل المشروعات، إذ كان يعطي الأوامر إلى صندوق أبوظبي للتنمية، أو تعلق الأمر بطلب دعم سياسي، إذ لم يبخل، وكان من الأوائل الذين ساندوا المغرب في ما يتعلق بمبادرة الحكم الذاتي سنة 2007، التي اقترحها المغرب لحل النزاع حول الصحراء المغربية، لدرجة أنه طلب من المغرب، بحسب الزاوي، أن يقدم له مسودة رسالة الدعم، التي يريد من دولة الإمارات أن تكتبها، وبالفعل كانت الرسالة وفق ما يراه المغرب، وتم توجيهها من الشيخ خليفة إلى جلالة الملك محمد السادس، وإلى الأمين العام للأمم المتحدة، وكانت الرسالة تدعم مقترح الحكم الذاتي، وتعتبرها أمراً جدياً، وذا مصداقية، وكفيلاً بإيجاد حل لهذا النزاع المفتعل.

محمد بن زايد استمرار لوالده

وحول انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، قال الزاوي «انتخاب أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، الشيخ محمد بن زايد رئيساً للدولة، هو تأكيد على الاستمرارية، وعلى النهج، لأنه وارث سر أخيه ووالده، وقد تولى مهام جسيمة منذ نعومة أظافره».

وتابع قائلاً «لا شك أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد سيكون استمرارية لسياسة والده المنفتحة والمعتدلة، وسيقود باقتدار السياسة التي بدأها؛ سياسة البحث عن الاستقرار، والنماء، والرخاء، ليس في الإمارات العربية المتحدة لوحدها، وإنما في المنطقة العربية والإسلامية».