السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

محمد بن زايد.. حائط صد أمام محاولات اختراق البيت العربي

على خُطى الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، سار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، داعماً للعمل العربي المشترك، ومسانداً لأواصر العلاقات مع كل الدول العربية، وساعياً إلى تصفية الخلافات بين البيت العربي، واضعاً نصب عينيه مصالح الشعوب العربية التي تنتظر من قادتها التعاون لصالح الجميع، في منطقة لا تهدأ صراعاتها ولا تتوقف حروبها.

واتخذ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، من العمل العربي المشترك منهجاً وهدفاً رئيسياً يسعى من خلاله إلى لمّ الشمل، والتعاون لخدمة الأمة العربية وشعوبها، حتى ذهب إلى اتفاق مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة، مقابل وقف الجانب الإسرائيلي مخططات الضم في الضفة الغربية المحتلة.

وينظر إلى سموه على أنه أيقونة الدفاع عن قضايا الأمة العربية، وآمال شعوبها في الاستقرار والسلام، حيث مدّ يده إلى سوريا التي تتعرض لمقاطعة دولية وعقوبات قاسية، في محاولة لإفهام العالم أن للسوريين إخوة في العالم العربي، ولن يتم تركهم في معاناتهم الاقتصادية والحصار الدولي المفروض عليهم، فأرسل نهاية العام الماضي، وزير خارجية الدولة صاحب السمو الشيخ عبدالله بن زايد، لزيارة دمشق، قبل استقباله الرئيس السوري بشار الأسد في أبو ظبي، قبل نحو شهرين، في لقاء تشاوري أكد خلاله على مواصلة الدعم الإنساني والسياسي للأشقاء السوريين في أزمتهم.

كما شكل التحالف الرباعي (الإمارات ومصر والسعودية والبحرين)، ركيزة أساسية لحفظ وحماية الأمن القومي العربي من مخاطر بعض الدول الإقليمية الطامعة، وجماعة الإخوان الإرهابية التي سعت لإشعال المنطقة بالفوضى والصراعات المسلحة، فضلاً عن المنابر الإعلامية التي أضحت وأمست على النيل من التحالف، وكان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، دوراً بارزاً في هذا التحالف الذي نجح أخيراً في الوصول بالمنطقة إلى مرحلة جديدة من تنقية العلاقات مع الشركاء الإقليميين، وتصفية خلافات البيت الخليجي والعربي.

وكان لمصر نصيب كبير من اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، حين وقفت الإمارات سنداً للدولة المصرية التي تعرضت لهزات قوية بسبب جماعة الإخوان الإرهابية التي أطاح بها الشعب المصري من سدة الحكم، وخاض بن زايد، معركة شرسة ضد الجماعة وداعميها في المنطقة، إلى أن وصلت مصر إلى مرحلة من الاستقرار السياسي والأمني، واعترف رئيسها قبل أسابيع، أنه لولا الدعم العربي -خصوصاً الخليجي- لكانت الأوضاع في غاية السوء.

مغاربياً، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، من أكبر الداعمين لسيادة المملكة المغربية على الصحراء، دعماً لوحدة أراضي المملكة وشعبها، وكان من أول المرحبين بقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، في وقت تحاول بعض الأطراف دعم الانفصاليين لزعزعة استقرار الأمة العربية.

وشكل تحالف الإمارات ومصر الداعم لوحدة واستقرار الأراضي الليبية، عامل حسم في وقف الحرب الأهلية الدامية التي شهدتها ليبيا، ويعتبر الدعم السياسي الذي قدمته الإمارات ومصر في هذا الملف، أكبر عائق أمام القُوى التي أرادت استنزاف ليبيا وخيراتها، مستغلة إشعال الصراعات وخلق دولة ممزقة على البحر المتوسط.

ويرى مراقبون ومتابعون للشأن الخليجي والعربي، أن قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للإمارات بعد انتخابه بالإجماع، تحمل آمالاً كبيرة، لنقل العمل العربي المشترك إلى مستويات أقوى، ربما تسهم في السنوات القليلة المقبلة، في تصفية مشاكل المنطقة، ووقف الحروب والنزاعات العبثية التي حولت حياة جزء كبير من الشعوب العربية إلى مآسٍ كبيرة، في اليمن وسوريا وليبيا والصومال، وغيرها من الأقطار العربية التي تشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي.