الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

شبح الفتنة..اشتباكات مسلحة بين أنصار باشاغا والدبيبة في ليبيا

شبح الفتنة..اشتباكات مسلحة بين أنصار باشاغا والدبيبة في ليبيا

شهدت ليبيا حالةً من التوتر الشديد، واندلاع اشتباكات مسلحة، في أعقاب دخول رئيس الحكومة فتحي باشاغا، الثلاثاء، ووزراء حكومته إلى العاصمة طرابلس، لممارسة مهامه ونشاطه الحكومي من داخلها، ما دفعه وحكومته لمغادرة طرابلس، حرصاً على أمن وسلامة المواطنين، وحقناً للدماء، وإيفاءً بتعهدات الحكومة التي قطعها أمام الشعب الليبي بخصوص سلمية مباشرة عملها من العاصمة وفقاً للقانون، حسبما أكد في بيان. ولم يتمكن باشاغا، من ممارسة مهامه كرئيس للحكومة الليبية، في ظل خلاف ورفض حكومة عبدالحميد الدبيبة، الاعتراف بحكومته، واستمراره على رأس حكومة موازية.

وأكد رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، فتحي باشاغا، الثلاثاء، أنه «فوجئ بالتصعيد العسكري الخطير الذي أقدمت عليه مجموعات مسلحة تابعة للحكومة منتهية الولاية، رغم الدخول السلمي للعاصمة طرابلس دون استخدام العنف»، وأكّد عبر حسابه على «تويتر»، أنه دخل إلى العاصمة طرابلس بشكل سلمي، وفور دخوله استقبله أهلها بالترحاب. وتابع باشاغا «جئنا بالسلام وللسلام.. وبالحكمة وتغليب المصلحة الوطنية، ونزعنا فتيل الفتنة، ولم نرضَ بمجاراة الخارجين عن القانون وتعريض المدنيين للخطر»، وذكر باشاغا، أن سلوكيات حكومة الدبيبة المنتهية، ومواجهتهم للسلام بالعنف والسلاح دليل قاطع على أنها «ساقطة» وطنياً وأخلاقياً ولا تمتلك أي مصداقية لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة.

وأكد رئيس الحكومة المكلف من قبل البرلمان، أنه ليس طالباً للسلطة، بل إنه عقد العزم على بناء دولة مدنية ديمقراطية ذات سلطة منتخبة، يسودها القانون ولا يحكمها منطق العنف والفوضى. وفى أعقاب التوتر، دعا المجلس الرئاسي في ليبيا، الثلاثاء «جميع الأطراف إلى عدم تحويل الخلافات السياسية إلى نزاع مسلح قد يؤدي بالبلاد إلى منزلق خطير يهدد أمن المدنيين، وفقاً لما ذكرت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي، نجوى وهيبة، في تغريدة عبر حسابها على «تويتر»، مضيفة أن «المجلس دعا كذلك إلى التهدئة وضبط النفس وتجنيب ‫طرابلس وكل المدن أي استخدام للقوة أو التلويح بها، وتجنب أي إقحام للأطراف العسكرية في الخلافات السياسية».

وفى السياق نفسه، قال وزير الداخلية في حكومة الوحدة الليبية خالد مازن، إن هناك ضرورة للحلول السلمية في إدارة الخلاف، وأضاف: تابعنا عن «كثب وبحزن عميق مجريات الأحداث والاشتباكات المسلحة بين أشقاء وإخوة الوطن، ونشجب ما وقع من ترويع للمواطنين ومحاولات الزجّ بأبناء ليبيا في قتال قد يحصد الأرواح ويدمر مقدرات البلد في مرحلة حرجة من تاريخ البلاد، نسعى خلالها لطي سنوات من الفرقة والتشتت»، مطالباً بالتهدئة والجلوس معاً في حوار حضاري، للخروج بالبلاد من النفق المظلم، والدفع بعجلة التنمية والأعمار.

مصر تدعو لضبط النفس

من جانبها دعت وزارة الخارجية المصرية، الثلاثاء، جميع الأطراف الليبية على ضبط النفس والامتناع عن أي خطوات من شأنها تأجيج العنف بعد الاشتباكات التي حدثت في العاصمة طرابلس.وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد حافظ، إن مصر تتابع بقلق التطورات الجارية في طرابلس، وتؤكد مرة أخرى على ضرورة الحفاظ على الهدوء في ليبيا، والحفاظ على الأرواح والممتلكات، ومقدرات الشعب الليبي، مشدداً على حتمية الحوار بهدف الوصول إلى عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا بالتزامن وبدون تأخير.كما أكّد المسؤول المصري، أهمية حوار المسار الدستوري الجاري في هذه الأيام بالقاهرة، بما يحقق طموحات وآمال الشعب الليبي في الانطلاق نحو المستقبل بخُطى ثابتة.

ويليامز تشدد على حماية المدنيين

وفى سياق متصل، دعت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، ستيفاني ويليامز، الثلاثاء، الأطراف الليبية لضبط النفس والامتناع عن الأعمال الاستفزازية على ضوء الاشتباكات في العاصمة طرابلس، وشددت عبر حسابها على «تويتر»، على «الحاجة المُلحّة للحفاظ على الهدوء على الأرض وحماية المدنيين»، داعية إلى ضبط النفس والحرص كضرورة مطلقة على الامتناع عن الأعمال الاستفزازية، بما في ذلك الكف عن الخطاب التحريضي والمشاركة في الاشتباكات وحشد القوات.وتابعت «لا يمكن حل النزاع بالعنف، ولكن بالحوار والتفاوض، ومن أجل ذلك، تظل المساعي الحميدة للأمم المتحدة متاحة لجميع الأطراف التي تؤمن بمساعدة ليبيا على إيجاد طريق حقيقي وتوافقي للمُضي قدماً نحو الاستقرار والانتخابات».

قلق أمريكي بالغ

كما أعربت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، في ليبيا، في بيان لها الثلاثاء، عن قلقها البالغ إزاء الاشتباكات، داعية الجماعات المسلحة إلى الامتناع عن العنف، وطالبت القادة السياسيين بأن يدركوا أنّ الاستيلاء على السلطة أو الاحتفاظ بها من خلال العنف لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بشعب ليبيا. وأشار البيان إلى أن السبيل الوحيد القابل للتطبيق للوصول إلى قيادة شرعية، هو السماح للشعب الليبي باختيار قادته، مؤكداً أن المحادثات الدستورية الجارية في القاهرة تكتسب أهمية أكثر من أي وقت مضى. وشددت السفارة على ضرورة أن يدرك أعضاء مجلس النواب، والمجلس الأعلى للدولة المجتمعين، أن استمرار عدم وجود قاعدة دستورية تُفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في إطار زمني واقعي، قد يحرم الليبيين من الاستقرار والازدهار الذي يستحقونه. وأعلن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الثلاثاء، مراقبة الاتحاد عن كثب للتطورات في ليبيا، التي كانت في وضع هادئ نسبيًا لبضعة أشهر، مضيفا «الآن تبدأ الحرب مرة أخرى، لذلك سيتعين علينا إلقاء نظرة على الوضع هناك باعتباره أمراً مقلقاً للغاية».