الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

تقرير يطالب بايدن بـ«تقريب المسافات» بين واشنطن وأبوظبي

تقرير يطالب بايدن بـ«تقريب المسافات» بين واشنطن وأبوظبي

محمد بن زايد خلال استقباله نائبة الرئيس الأمريكي في أبوظبي

على مدرج تعصف به الرياح، استقبلت أبوظبي زيارة الوفد الأمريكي الذي جاء لتقديم واجب العزاء في وفاة فقيد الوطن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - رحمه الله-، إلا أن المباحثات التي جرت على هامش الحدث، عكست إلى حد كبير رغبة البيت الأبيض في فتح صفحة جديدة مع رئيس البلاد الجديد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بجانب الرغبة في ذوبان جبال الثلج الذي خيم على العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية. بالتزامن مع تلك الزيارة طالب تقرير صادر عن معهد «بروكينغز» البيت الأبيض بضرروة تقريب المسافات بين واشنطن وأبوظبي، مؤكداً نفوذ الإمارات العربية المتحدة في العواصم الغربية والعربية، الذي يلعب دوراً محورياً في صياغة وتحديد بوصلة القرارات المصيرية في عديد القضايا والإشكالات المصيرية، واستشهد تقرير المعهد الأمريكي في توصياته بتوافد قادة العالم على المشاركة في تقديم التعازي في وفاة فقيد الوطن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، إذ كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أول قادة أوروبيين يسافرون إلى العاصمة الإماراتية.

واستدل مراقبون في واشنطن على توجه الإدارة الأمريكية بالوفد رفيع المستوى الذي زار أبوظبي لتقديم واجب العزاء، الذي ضم نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس، ووزيري الخارجية أنتوني بلينكن، والدفاع لويد أوستن، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الـCIA ويليام بيرنز، ومبعوث المناخ جون كيري، وحسب «نيويورك تايمز»، حددت الزيارة ومستوى المشاركين فيها جدول أعمال إدارة جو بايدن خلال المفترة المقبلة، ولفتت إلى «محاولات واشنطن الدؤوبة لإصلاح العلاقات المضطربة مع أبوظبي وسط مشهد جيوسياسي سريع التغيير، تحركه عجلة الحرب الدائرة في أوكرانيا». وربما أكدت التحليلات الأمريكية الرغبة في إعادة ترتيب العلاقات بين أبوظبي وواشنطن بما يتسق ومصالح الجانبين، لا سيما في أعقاب المباحثات التي جرت بين سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية والتعاون الدولي، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، التي أعقبها «بيان غامض»، حسب تعبير «واشنطن بوست»، أبدى فيه وزير الخارجية الإماراتي «شكره العميق لبلينكن والولايات المتحدة على المشاعر الطيبة تجاه الإمارات المتحدة حكومة وشعباً»، وتأكيد البيان تباحث الجانبين حول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك الأزمة الأوكرانية.

إقرأ أيضاً..للابتعاد عن روسيا.. 500 مليون دولار مساعدات عسكرية أمريكية للهند


في السياق، ووفقاً لمراقبين في واشنطن، جسَّدت زيارة الوفد الأمريكي لأبوظبي «بادرة مهمَّة» لتعزيز العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة، لا سيما بعد شعور أبوظبي بـ«إحباط» من إدارة بايدن على خلفية رفع التصنيف الإرهابي عن المتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران، الذين أطلقوا صواريخ وطائرات مسيرة على الإمارات والسعودية، بينما تعارض الإمارات ودول الخليج الأخرى أيضاً جهود إدارة بايدن، الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني، المعروف باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة»، والذي انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه في 2018.وربما اتضح مدى حرص إدارة بايدن على إعادة إنعاش العلاقات والتقارب مع أبوظبي بعد بيان مكتب نائب الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس، الذي «شدَّد على قوة شراكة الولايات المتحدة مع الإمارات، والتزام إدارة بايدن بتعميق العلاقات وتعزيز مصالح الشعبين الأمريكي والإماراتي خلال الأشهر والسنوات المقبلة»، وعزت صحيفة «فورين بوليسي» ما وصفته بـ«تهافت» الإدارة الأمريكية على إعادة تحسين العلاقات مع الإمارات المتحدة إلى خارطة توجه السياسة الخارجية الإماراتية خلال نصف القرن المقبل، والتي كشفت عنها أبوظبي أواخر العام الماضي، تزامناً مع الذكرى الخمسين لتأسيس البلاد، ولم تعوِّل فيها على العلاقات بالولايات المتحدة.


وفي حين وضعت خارطة السياسة الخارجية الإماراتية حينئذ مصالحها الاقتصادية وحسن الجوار في طليعة أهدافها، خصَّت لاحقاً دولاً بعينها واعتبرتها شركاء اقتصاديين في التجارة والاستثمار خلال المستقبل المنظور، ومنها تركيا، وإسرائيل، والهند، وبريطانيا، وكوريا الجنوبية، وإندونيسيا، وكينيا، وإثيوبيا. ولعل هذا التصنيف هو ما أثار حراك الولايات المتحدة، وحرضها على إعادة التفكير وتحسين علاقتها مع الإمارات المتحدة، تفادياً للعزلة أو الخروج من دائرة العلاقات مع أبوظبي.