السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

حوار| فاروق الباز: الصراع بين الشرق والغرب «لم يصل للفضاء»

حوار| فاروق الباز: الصراع بين الشرق والغرب «لم يصل للفضاء»

فاروق الباز.

الصين تعمل على قضايا الفضاء أكثر من روسيا وتزاحم أمريكا بقوة

ليس هناك أي إثبات بوجود حضارة أو حياة أخرى في الفضاء

المعلومات التي يجمعها «مسبار الأمل» تساعد في فهم المريخ

أتمنى أن تنشئ الإمارات هيئة فضاء عربية وتطلق مسباراً لدراسة الصحراء

لا توجد شركات تجارية حالياً تجمع مواد معدنية من سطح القمر

تواترت أنباء طيلة السنوات السابقة حول انتقال الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي من الأرض إلى الفضاء، ووصلت حد تفاقم المخاوف من اشتعال حرب بين القوى العظمى من أجل بسط النفوذ، أضف إلى ذلك الحديث حول دخول شركات تجارية في سباق مع الزمن من أجل الفوز بنصيب الأسد في الاستحواذ على المواد المعدنية على سطح القمر، ولا يمكن الحديث عن الفضاء دون التطرق إلى التجربة الإماراتية الملهمة عربياً بإطلاق مسبار الأمل لدراسة الكوكب الأحمر، وضعنا كافة هذه الموضوعات على طاولة الحوار أمام العالِم المصري الكبير الدكتور فاروق الباز، مدير مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية، والمستشار العلمي بوكالة «ناسا» سابقاً، في محاولة لإزاحة الستار عن الحقائق.

هل يمكن القول إن الصراع والتوترات الحالية على الأرض انتقلت للفضاء؟

الصراع والتوتر على سطح الأرض بين الدول ممثلة في المعسكر الشرقي والغربي، لم يصلا إلى الفضاء بعد، وأعتقد أنه لن يحدث، السبب في ذلك أنه منذ عقود قامت هيئة الأمم المتحدة في الخمسينيات أو الستينيات من القرن الماضي، بسن قانون ينص على عدم السماح باستخدام الفضاء في الأمور العسكرية، ومعنى ذلك أن الأغراض السلمية هي الحقيقة الواقعة في الفضاء، لأن الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة ملتزمة بما وقعت عليه بعدم استخدام الفضاء عسكرياً، فهي ملزمة بعدم استخدام الفضاء في أمور عسكرية ضد دول أخرى.

ما حقيقة تنافس القوى الكبرى على استغلال الموارد الموجودة على القمر؟

هناك تنافس لاستغلال الموارد في الفضاء بين أمريكا وروسيا، وأمريكا والأوروبيين، في مقابل الصين، كما أن هناك تعاوناً بينهم في العمل في الفضاء.

ما أهم العناصر والمعادن التي تسعى الدول للحصول عليها من القمر؟

بالنسبة لاستغلال الموارد ليس هناك فكر حقيقي لكيفية استخراج العناصر خارج الأرض، لكن على سبيل المثال، فإن أهم العناصر التي من الممكن استخراجها من القمر، هو التايتانيوم، لأنه في الأرض عندما نجد صخور نسبة التايتانيوم فيها من 4 - 7%، فإنها نسبة هائلة للغاية، أما على سطح القمر فمعظم الصخور الداكنة اللون، نسبة التايتانيوم فيها كبيرة من 5 - 11%، أي أن نسبته مرتفعة وأنها خامة ممتازة للغاية، لكن الأمر يتوقف على كلفة استخراجها من القمر، هذه هي القصة، فهناك تنافس على المعادن، لكن لا يوجد مشروعات حتى الآن لاستخراج المعادن من على سطح القمر.

هناك أحاديث تتردد بعد الحرب الروسية الأوكرانية عن سعي أمريكا لإنشاء «الناتو الفضائي».. كيف ترى ذلك؟

الناتو موجود بالفعل حالياً في الفضاء، فهناك محطة الفضاء الدولية، مكونة من دول عديدة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، وإنجلترا وفرنسا، واليابان، والسويد، وألمانيا، ودول عديدة أخرى، والتي يزورها رواد الفضاء من أي دولة، وهناك توافقات في هذا الصدد.

كيف ترى تعاون الصين وروسيا في مجال الفضاء واستكشاف المعادن على سطح القمر، وما طموح الصين في هذا المجال؟

أمريكا وروسيا تتعاونان في أشياء كثيرة، وستتعاونان في مشاريع الفضاء، وروسيا كانت متقدمة منذ عقود طويلة، إلا أن أمريكا تقدمت عليها، ولكن الصين تريد أن تتقدم على الولايات المتحدة الأمريكية، وتسعى لذلك، وتعمل الآن على الفضاء وقضاياه والاستثمار فيه أكثر من روسيا، فهي تنافس أمريكا حالياً بقوة.

الكائنات الفضائية

هل هناك حضارة أخرى أو حياة أخرى غير التي نعيشها؟ وهل هناك واقعياً كائنات فضائية؟

ليس هناك أي إثبات بوجود أي حضارة أو حياة أخرى في الفضاء الخارجي، مثلما توجد حضارة وحياة على الأرض، فليس هناك أي إثبات علمي ملموس بأنه كانت هناك حضارة في مكان ما في الكون، إلا أن هذا لا يعني الجزم بعدم وجود حضارة أو حياة أخرى، فلا نعلم ذلك، وإن كانت موجودة فنحن لا نعرف مكانها بعد.

إنجازات الإمارات الفضائية

كيف ترى ما حققته الإمارات في برنامجها الفضائي ووصول أول رائد فضاء إماراتي لمحطة الفضاء الدولية؟

قيام دولة من بين الدول العربية بخطوة فذة بإنشاء برنامج فضائي، يعد أمراً هائلاً، والإمارات استطاعت أن تجمع العرب جميعاً في هذا البرنامج، بتقديم خدماتها وكل ما تصل إليه في مجال الفضاء لهم، وشمل برنامجها خبراء من كل مكان في العالم، وأنشأت مشروعاً ممتازاً، وأطلقت قمراً صناعياً لدراسة الغلاف الجوي للمريخ، والمعلومات التي سيحصل عليها «مسبار الأمل» الذي أطلقته الإمارات ووصل للمريخ العام الماضي، سيساعدنا في فهم المريخ.

قالت الإمارات إنها ستشارك كل ما تصل إليه من معلومات وأبحاث مع العالم وكل المراكز البحثية.. ما رأيك في ذلك؟

التعاون مع العالم في مشاريع الفضاء أمر مهم للغاية، والإمارات العربية المتحدة تعاونت مع كثير من الدول لإتمام مشروعها «مسبار الأمل»، وكان لديها متخصصون يدرسون في أمريكا، وآخرون يتعاونون في إطلاق القمر الصناعي، فلديها مشاريع وتعاونات كثيرة للغاية.

اقرأ أيضاً.. لافروف: الدول العربية لا تريد التضحية بكرامتها الوطنية

ما الذي يمكن أن يحققه برنامج الفضاء الإماراتي؟

برنامج الإمارات للفضاء، من المفترض أنه بوابة الدول العربية جميعها، وبصيرة للدول العربية، في مجال الفضاء، وأتمنى أن تقود الإمارات، الدول العربية جميعها، وتنشئ هيئة فضاء عربية، فهناك وكالات فضاء في عدد من الدول العربية، مثل السعودية ومصر، ودول أخرى تفكر في ذلك، معنى ذلك أن هناك رغبة وأملاً في ذلك.. ومن المفترض أن تجتمع جميع الدول العربية، وتقرر إنشاء هيئة فضاء عربية، وتطلق مسباراً يتخصص في دراسة الصحراء العربية، لدراسة أراضينا، ونحن نهتم بالصحراء لأنها تحيط بنا من كل الاتجاهات، ولذلك أعتقد أن العالم العربي لا بد أن يجتمع لإقامة هيئة عربية للفضاء بغرض إطلاق قمر صناعي لدراسة الصحراء.

إلى أين وصل برنامج استكشاف القمر (أرتيمس) التابع لوكالة ناسا؟

مشروع أرتيمس بدأ عام 2019، ومن المفترض أن تصل الولايات المتحدة إلى القمر في عام 2024، وهم يسيرون بشكل جيد، وسوف يصلون للقمر في الموعد المحدد.

هل تعمل شركات تجارية حالياً على تجميع مواد معدنية من أجزاء على سطح القمر؟

لا توجد شركات حتى الآن بدأت العمل في الفضاء، لأنه ليس هناك وسيلة بعد لجمع المواد العملية من الفضاء حتى اللحظة.