الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ولاية نبيه بري السابعة.. أكثرية حزب الله مبعثرة وتحالفات في «حدها الأدني»

ولاية نبيه بري السابعة.. أكثرية حزب الله مبعثرة وتحالفات في «حدها الأدني»

الرئيس اللبناني يستقبل رئيس البرلمان الجديد ونائبه

رغم عدم حصوله على الأكثرية، تمكّن حزب الله وحلفاؤه من حسم مقعد رئيس مجلس النواب لمصلحة نبيه بري بـ65 صوتاً، ما وضع الجميع أمام حقيقة «الأكثرية مبعثرة، لكنهم يستطيعون عقد تحالفات الحد الأدنى، للثلثين». وانتخب النواب اللبناني بري رئيساً للمرة السابعة على التوالي في تاريخ البلاد، في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزراء والنواب الـ128، وسفراء وأعضاء من السلك الدبلوماسي وقادة الأجهزة الأمنية وشخصيات سياسية، وأشرف على العملية الانتخابية الأعضاء الأصغر سناً.

واستعراضاً لأوراق التصويت، فكانت الأوراق البيضاء 23 جميعهن من التيار الوطني الحر، والملغاة 43، منهم كتلة «القوات اللبنانية»، التي كتبت على أوراق التصويت، الجمهورية القوية (19)، كما أن نوّاب «التغيير» كتبوا (العدالة لشهداء المرفأ، وللقمان سليم، الذي تم اغتياله من سنة، وتم توجيه اتهام لحزب الله، والعدالة لشهداء حادثة عكار، لذلك أصبحت أصواتهم «مُلغاة». كما تدل مؤشرات التصويت على أن قدرة حلفاء بري، على رصد 65 صوتاً، يعني التمكن من الحشد شبه الجمعي، وسيواجهون أموراً صعبة فى تمرير القوانين.

أصوات بري..

ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن الأصوات التي حصل عليها بري تمثّلت في: حركة أمل (15 صوتاً)، حزب الله (13 صوتاً)، نواب حلفاء حزب الله (6 أصوات)، الحزب التقدمي الاشتراكي (9 أصوات)، نواب حزب الطاشناق (3 أصوات)، مستقلون (5 نواب)، وقدامى المستقبل وكتلة نواب عكار (9 أصوات)، وتيار المردة (صوت واحد)،ما يعنى أن مجموع هؤلاء 62 صوتاً فقط، وبالتالي حتى يحصل بري على 65 صوتاً كان يحتاج إلى 3 أصوات، قريبين من تكتّل لبنان القوي، وهؤلاء غير ملتزمين حزبياً، وهم محمد يحي، إلياس نقولا بوصعب، فريد جورج فيليب البستاني.

وتستعرض «الرؤية» الأصوات التي حصل عليها بري، خلال 30 سنة متربعاً على رأس السلطة التشريعية، ففي عام 1992 حصل على 105 أصوات بنسبة 82%، وفى عام 1996 حصل على 122 صوتاً بنسبة 95%، وفى دورة 2000 حصل على 124 صوتاً بنسبة 97%، وفى 2005، حصل على 90 صوتاً بنسبة 70%، وفى 2009، حصل على 90 صوتاً أيضاً بنسبة 70%، وفى انتخابات 2018، حصل على 98 صوتاً بنسبة 76%، أما في انتخابات الثلاثاء حصل على 65 صوتاً بنسبة 50.7%.

وفي نفس الجلسة، تم انتخاب النائب، إلياس بوصعب نائباً للرئيس في الدورة الثانية بعد حصوله على الأكثرية المطلقة من عدد أصوات المقترعين من النواب. وقبل انتخاب نائب رئيس المجلس، قال بري: "بحسب معلوماتي، هناك مرشحان هما إلياس بوصعب وغسان سكاف، وجرت عملية الاقتراع فنال بو صعب 64 صوتاً وسكاف 49 صوتاً، ووجدت 13 ورقة بيضاء، واعتبرت ورقتان مُلغاتين، وبالتالي لم يحصل أيٌّ من المرشحين على الأكثرية المطلقة، وهي 65 نائباً فجرت دورة اقتراع ثانية، وفاز بوصعب بحصوله على 65 صوتاً، في حين نال سكاف 60 صوتاً، ووجدت ورقتان بيضاوين، واعتبرت ورقة ملغاة.

وحصل سجال قانوني دستوري إزاء آلية الاقتراع ومواد النظام الداخلي وطريقة احتساب الأوراق البيضاء أو الملغاة، وهو ما تكرر مع انتخاب أميني سر هيئة مكتب مجلس النواب، حيث تم الاحتكام إلى العرف، على أن يصوّت أولاً للمرشح الماروني ثم للمرشح الدرزي، وبعد السجال الطويل جرت عملية الانتخاب، وفاز النائب آلان عون، كما فاز النائب هادي أبو الحسن، بالتزكية بعد انسحاب النائب فراس حمدان.

وفاز بالتزكية المفوضون الثلاثة، وهم النواب: ميشال موسى، أغوب بقرادونيان وعبد الكريم كبارة.

وعقب انتخاب بري: قال: يدي ممدودة للجميع للتعاون من أجل إنقاذ لبنان، وأي كلام لا يلامس حياة الناس وأي خطط ووعود وبرامج لا تقدم الحلول للأزمات هو كلام وخطط خارج السياق.، ولنسير خطوة خطوة، يداً واحدة".

ثروات لبنان..

ودعا رئيس البرلمان إلى حفظ ثروات لبنان البحرية موحدة ضد أي تفريط بحقوق لبنان السيادية في ثرواته المائية والنفطية مع فلسطين المحتلة، مؤكداً على حقوق المودعين واسترداد الأموال المنهوبة، وتابع: "نعم لمجلس يرسخ مناخ السلم الأهلي والوحدة الوطنية، لا لمجلس يعمق الانقسام بين اللبنانيين ويعيد إنتاج مناخ الاحتراب الداخلي ويوزعهم على محاور الانقسام الطائفي والمذهبي."

وأضاف: لنكن 128 نائباً لإنجاز الاستحقاقات الدستورية في موعدها و لا للفراغ في أي سلطة، ولنكون جميعاً للانتقال بلبنان من دولة الطوائف والمذاهب والمحاصصة إلى دولة المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص والدولة المدنية، واختتم كلمته بـ"ليكن الخلاف والتنافس من أجل الأفضل للبنان واللبنانيين."

من جانبه أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون، عن تمنياته، أن يتمكن مجلس النواب الجديد من مواجهة التحديات الراهنة على مختلف الأصعدة والمساهمة في إنقاذ لبنان من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية عبر سنّ التشريعات والقوانين اللازمة ما يحقق النهوض الاقتصادي الضروري للبلاد، جاء ذلك خلال استقباله رئيس البرلمان نبيه بري ونائب رئيس المجلس إلياس بو صعب وأعضاء هيئة مكتب المجلس النواب: الان عون، ميشال موسى، هاغوب بقرادونيان وكريم كبارة الذين زاروا قصر بعبدا بمناسبة انتخابهم، وذلك وفقاً للتقليد.

العرف الطائفي..

نقلت الوكالة الوطنية للإعلام، اللبنانية، عن النائب السابق إميل إميل لحود، ما أسماه «مسرحية عد الأصوات الهزلية في المجلس النيابي»، بينما البلد غارق في أزمات تبدو الطبقة السياسية بعيدة جداً عن السعي لإيجاد حلول لها، متلهية بالعد والأرقام، والتصفيق للرابحين، بينما الشعب ينتظر من يستحق منها تصفيقاً على إنجاز يتيم يحققه".

وتابع: ما شاهدناه في البرلمان، هو استكمال للعرف الطائفي الذي كرّسه إقرار القانون الانتخابي الحالي، وهو أبعد ما يكون عن الديمقراطيّة وعن إيصال صوت الناس والوجوه القادرة على العمل وطنياً لا طائفياً، مشدداً على ضرورة تعديل قانون الانتخاب، وإلا ستكون البلاد أمام مرحلة صعبة جداً في السنوات الأربع المقبلة، محذراً من الانزلاق في الصراعات الطائفية في ظل انهيارٍ اقتصادي وأزمة معيشيّة.

واختتم تصريحات: «لعل أكثر ما يعبر عما ينتظر اللبنانيين في المرحلة المقبلة هو انقطاع التيار الكهربائي ثلاث مرات أثناء جلسة مجلس النواب. فعلاً "المكتوب يقرأ من عنوانه"».