أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، انطلاق المحادثات الهادفة لإنهاء المأزق السياسي في السودان بالرغم من مقاطعة ائتلاف قوى «الحرية والتغيير»، التحالف الرئيسي المؤيد للديمقراطية، بسبب حملة الشرطة المستمرة على المحتجين ضد الأحداث التي شهدتها البلاد في أكتوبر العام الماضي.
تتوسط في جهود السلام بعثة الأمم المتحدة الخاصة إلى السودان، والاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد)، والتي تضم ثماني دول في شرق القارة، واصطلح على تسميتها جميعاً بـ«الآلية الثلاثية».
ويهدف هذا الجهد لجلب المجلس العسكري الحاكم وعدد من الجماعات السياسية والحركات الاحتجاجية إلى طاولة المفاوضات.
بدأت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وإيغاد، الأربعاء، باجتماع فني شارك فيه عسكريون ومدنيون.
وجاء ذلك بعد أشهر من المناقشات المنفصلة مع عدة أطراف، بينها الجيش وائتلاف قوى الحرية والتغيير.
وسيناقش فولكر بيرتيس، مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، «برنامجاً انتقالياً» يتضمن تعيين رئيس وزراء مدني، بالإضافة لترتيبات من أجل صياغة دستور دائم، وإجراء انتخابات في نهاية المرحلة الانتقالية.
ورحب الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الحاكم، بالمحادثات واعتبرها فرصة تاريخية لاستكمال المرحلة الانتقالية.
وفي خطاب ألقاه للأمة مساء الثلاثاء، حث البرهان كل الفصائل على المشاركة في المحادثات، وتعهد بأن ينفذ الجيش نتائجها، وقال إن الجيش ملتزم بالعمل مع الجميع لإنهاء المرحلة الانتقالية في أقرب وقت ممكن، وإجراء انتخابات نزيهة.
مع ذلك، قاطع ائتلاف قوى الحرية والتغيير، الذي يضم أحزاباً سياسية وحركات احتجاجية، الاجتماع، وقال الائتلاف إن المحادثات يجب أن تؤدي لإنهاء الانقلاب وإقامة سلطة ديمقراطية مدنية.
اقرأ أيضاً.. صور | قتيل و30 مصاباً بعد اصطدام مركبة بحشد وسط برلين
كما دعا الائتلاف إلى تنفيذ إجراءات لبناء الثقة، من بينها إطلاق سراح المعتقلين، وإنهاء العنف ضد المتظاهرين؛ وعقب ضغط دولي منسق، رفع مجلس السيادة حالة الطوارئ أواخر الشهر الماضي، والتي كانت قد أعلنت في أكتوبر.