الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

المتحدث باسم «مكافحة الإرهاب» بالعراق: قضينا على 90% من تمويل «داعش»

المتحدث باسم «مكافحة الإرهاب» بالعراق: قضينا على 90% من تمويل «داعش»

المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي صباح النعمان.

أكد المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، صباح النعمان، أن المتبقي الآن من تنظيم داعش الإرهابي نحو 1000 مقاتل، يفتقدون التمويل، والترابط فيما بينهم، ويعمل جهاز مكافحة الإرهاب وفق استراتيجية تستهدف القضاء عليهم خلال 5 سنوات.

وأضاف «النعمان» في حوار لـ«الرؤية»، أن الجهاز استطاع القضاء على 90% من مصادر تمويل داعش، وهم يعتمدون في تمويلهم الآن على الإتاوات التي يحصلون عليها من رعاة الأغنام، إلى جانب عمليات الخطف، مشيراً إلى أن عملياتهم تشبه حرب العصابات ويعتمدون فيها على أسلحة بدائية الصنع.

ما حجم داعش الآن في العراق؟ وما مناطق نفوذهم؟

حجمهم حالياً قليل للغاية قياساً بما كان عليه التنظيم بعد سقوط الموصل، حيث لا يتعدى 1000 مقاتل تقريباً، وهؤلاء يفتقرون للقيادة وللمعنويات وللتمويل، فالتنظيم الإرهابي كان يحصل على التمويل، خاصة بعد سقوط الموصل واستيلائهم على آبار النفط، والقيام بعمليات تهريبه وبيعه، إضافة إلى أموال الزكاة، والأموال التي كانت ترسل للتنظيم من جهات دينية متطرفة من الخارج، لكن حالياً فقد التنظيم جميع هذه الأموال، ولا يستطيع دفع رواتب المقاتلين، أو ما يسمى الكفالات، أو حتى شراء المعدات التي يحتاج إليها، خاصة تفخيخ السيارات أو العبوات الناسفة.

وفيما يتعلق بمقاتليه فهم الآن يتواجدون في المناطق الوعرة، و يختبئون في الكهوف والوديان خاصة في المناطق الشرقية، شمال ديالى، وأيضاً جنوب كركوك وجنوب الموصل، وفي المنطقة الصحراوية الواقعة بين كركوك وديالى، وأيضاً في المناطق التي تصل بين إقليم كردستان والمركز، وفي الوديان غرب الأنبار، خاصة وادي حران ووادي القدف.

ما الذي تغير في تحركات داعش واستهدافاتها؟

التنظيم الإرهابي لجأ الآن إلى حرب العصابات وحرب الاستنزاف، وأيضاً للعمليات الإرهابية الصغيرة لإثبات الوجود، وللترويج الإعلامي، وهذا التنظيم يحاول أيضاً الحصول على تمويل من خلال عمليات الخطف، أو من خلال العمليات التي تستهدف رعاة الأغنام، خاصة في المناطق الصحراوية، وعمليات الخطف بدافع الفدية، فضلاً عن عمليات الابتزاز، فالتمويل الآن قليل للغاية، ويفتقر لعملية دفع ما يسمى الكفالات لمقاتليه، أو حتى أيضاً دفع أموال لعوائل قتلى التنظيم.

ماذا تريد داعش من العراق حالياً؟ وهل تحاول العودة من جديد؟

حالياً يحاول التنظيم إثبات وجوده ويستخدم في عملياته الترويج والتهويل الإعلامي، ويحاول أن يبقى داخل العراق، وأن يكون مختبئاً من القوات الأمنية التي تقوم بعمليات باستمرار، وجهاز مكافحة الإرهاب وصل لمناطق يتواجد فيها هذا التنظيم، لذا هو يحاول إثبات الوجود من خلال العمليات الصغيرة التي يقوم بها هناك لاستنزاف القوات الأمنية، ولكسب هذه العمليات إعلامياً.



ما الذي يستهدفه جهاز مكافحة الإرهاب في العراق حالياً؟

يقوم الآن بعمليات استباقية لمتابعة وملاحقة بقايا التنظيم الإرهابي في مناطق وجوده، ويستخدم أحدث التجهيزات والتقنيات والتكتيكات التي تتناسب مع المناطق التي يختبئ بها التنظيم، خاصة عمليات الإنزال الجوي، وعمليات نوعية يستطيع من خلالها أن يجهد كل العمليات الإرهابية، وكل المحاولات والتحورات التي يحاول التنظيم الإرهابي القيام بها لاستهداف المدن، فضلاً عن ذلك يستهدف الجهاز الفكر التكفيري للتنظيم، وكذلك تمويل الإرهاب، وخاصة عمليات غسل الأموال، واستطعنا خلال الفترة الماضية القضاء على أكثر من 90% من تمويلات التنظيم، فضلاً عن استهداف المواقع الإلكترونية للتنظيم، حيث يتم يومياً غلق حسابات التنظيم، والداعمين والمروجين له.

هل هناك جماعات إرهابية أخرى خلاف داعش في العراق؟

هناك إلى جانب خطر داعش الإرهابي، أخطار أخرى تعصف بالواقع الأمني للعراق، خاصة عصابات الجريمة المنظمة، وأيضاً التنظيمات المسلحة غير الرسمية، وتجار المخدرات.

من يقف وراء العمليات الإرهابية المتكررة في العراق داخلياً؟ ومن استهدف أربيل مؤخراً؟

عمليات الاستهداف المتكررة لأربيل توليه الحكومة أهمية كبيرة للغاية، ويتم فيه التحقيق والتنسيق بين الحكومة المركزية في بغداد، وإقليم كردستان لمعرفة الجهات التي تقف وراءه، وبالتأكيد الجميع يدرك أن هذا الموضوع خارج عن القانون.

ما شكل تسليح داعش حالياً؟

داعش من قبل كان يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة، خاصة التي استولى عليها بعد احتلال الموصل، التي خلفتها بعض وحدات الجيش، من عجلات ودبابات، وأيضاً كان يمتلك أسلحة حصل عليها من تجار الأسلحة الدوليين، لكن هذه كلها دمرت في عمليات التحرير، وحالياً التنظيم لديه أسلحة خفيفة، من البنادق وبنادق القنص، ولا يستخدم سيارات مفخخة لأن هذه العجلات مكلفة، وتمويلها وإمكاناتها المالية لا تمكنه من تفخيخ العجلات، والآن يستخدم عبوات بدائية الصنع، تأثيرها يكون محدوداً وصغير الحجم، قياساً بالعبوات الكبيرة التي كان يفجر بها البنايات والطرق في السابق.

أعلنتم منذ أيام مقتل قيادات لداعش منهم قيادات بارزة، ماذا يمثل ذلك لكم؟

عمليات الجهاز تستهدف قادة التنظيم، وكان لها دور كبير للغاية في كشف معلومات أدت إلى مقتل الإرهابي أبوبكر البغدادي، ثم عبدالله القرداش، وأيضاً لدينا معلومات عن الزعيم الجديد للتنظيم، ومتابعة من قبل استخبارات جهاز مكافحة الإرهاب، ونتبادل المعلومات الاستخبارية مع الأجهزة الأمنية الأخرى، وأيضاً مع نطرائنا في التحالف الدولي، وخاصة قوات التحالف، وهذه العمليات التي طالت قيادات التنظيم، أسهمت إسهاماً مباشراً في التأثير على قدرة المقاتلين داخل التنظيم، الذي أصبح يفتقر للقادة، وأيضاً ولدت نوعاً من عدم الثقة بين قادة التنظيم الإرهابي، وبين المقاتلين.

ما الجهات التي يتعاون معها جهاز مكافحة الإرهاب في العراق في حربه؟

منذ نهاية العام الماضي تقريباً، والعام الحالي انفتح جهاز مكافحة الإرهاب على إقليم كردستان، من خلال الزيارات المتبادلة بين رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، وقادة أمنيين من إقليم كردستان، والجهاز الآن يتعامل في تبادل المعلومات، والتنسيق الاستخباراتي والقيام بعمليات مشتركة مع مكافحة الإرهاب في كردستان في السليمانية وأربيل، وخلال هذا العام بفضل التنسيق استطعنا القبض على أكثر من 21 إرهابياً بقيادات عالية للتنظيم كانوا مختبئين في كردستان.

ما الاستراتيجية التي يتعامل بها جهاز مكافحة الإرهاب مع داعش حالياً؟

الجهاز يعمل وفق استراتيجية أطلقت عام 2021 حتى 2025، لمدة 5 سنوات، بنيت على تشخيص عوامل الإرهاب وسبل الوقاية منه، وإيجاد الخطط اللازمة التي لا تقتصر على محاربة الإرهاب ميدانياً، وإنما يتعدى ذلك إلى إيجاد برامج وخطط لمكافحة كل أنواع وأسباب الإرهاب، خاصة فيما يخص الفكر والتمويل، وأيضاً الخطاب الديني المتطرف، والتنسيق والانفتاح على المحيطين الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب، كون أننا نؤمن بأن الإرهاب جريمة دولية عابرة للقارات والحدود، تستلزم تضافر جهود الجميع من أجل القضاء على هذا الخطر الكبير، لأنه أحياناً يكون العمل الإرهابي في دولة ما لكن المقاتلين والتمويل والترويج، وأيضاً التجنيد يكون من دول أخرى، لذلك يحرص الجهاز على بناء علاقات ومذكرات تفاهم مع أجهزة مكافحة الإرهاب المناظرة إقليمياً ودولياً.

هل هناك دول تسيطر أو تتعامل مع داعش حالياً؟

ليس لدينا معلومات أو حقائق تدين دولاً معينة بدعمها للتنظيم، من الممكن أن تكون هناك جهات، أغلبها دينية متطرفة، وبعض الأطراف الخارجية غير الرسمية، التي تدعم وتمول داعش، وقد تكون هناك تنظيمات تكفيرية تدعم التنظيم الإرهابي، لكن لم يتحقق لدينا أي معلومات بأن هناك دولاً معينة أو دولاً رسمية تدعم التنظيم الإرهابي، بالعكس كل الدول الداعمة للعراق، ساعدت العراق في عملية التحرير سواء الدول الإقليمية أو الدول الأخرى، والانفتاح السياسي وتوجه الحكومة العراقية فتح آفاقاً من التعاون والتنسيق والعلاقات مع الدول المحيطة، وهو ما أسهم بشكل كبير في حشد الدعم الدولي والإقليمي في حربها ضد التنظيم الإرهابي.