الجمعة - 11 أكتوبر 2024
الجمعة - 11 أكتوبر 2024

أمريكا وإيران.. تكلفة باهظة لتحول الحرب الكلامية لمواجهة بين جيشي البلدين

أمريكا وإيران.. تكلفة باهظة لتحول الحرب الكلامية لمواجهة بين جيشي البلدين

عناصر من القوات الجوية الأمريكية (أرشيفية)

تصاعدت حدة الحرب الكلامية بين الولايات المتحدة وإيران، اليوم الأحد، بعد قيام القوات الأمريكية بتصفية قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وسط دعوات عالمية للتهدئة.



الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توعد برد لم يسبق له مثيل حال إقدام إيران على مهاجمة أمريكيين أو أي مصالح أمريكية وهدد باستهداف 52 هدفاً إيرانياً.



أما النظام الإيراني ومنذ عملية الاغتيال فيواصل التهديد والتصعيد الكلامي ضد الولايات المتحدة، حيث حدد القيادي الإيراني غلام علي أبوحمزة 35 هدفاً أمريكياً حيوياً في المنطقة، إضافة إلى تل أبيب، يمكن لهم استهدافها. وقال إن هذه الأهداف "في مرمى نيران القوات الإيرانية"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة وإسرائيل يجب أن تكونا في حالة ذعر دائم بعد مقتل قاسم سليماني".



الرئيس الأمريكي غرد مجدداً مذكّراً بأن الولايات المتحدة أنفقت تريليوني دولار على معدات عسكرية، وحذر ترامب إيران من أن بلاده مستعدة لاستخدام معداتها العسكرية "الجديدة الجميلة بلا تردد".



تصريح ترامب أعاد للأذهان الحديث عن توازن القوى بين دولة هي الأقوى على مستوى العالم بجيش يعتبر الأضخم عالمياً، وخصوصاً بعد الارتفاع المطرد الذي شهده الإنفاق العسكري الأمريكي خلال السنوات الأخيرة، ودولة ترزح تحت نير العقوبات الاقتصادية ووضع اقتصادي هش وتعرضت لموجة احتجاجات كشفت مشكلات اجتماعية ضخمة. كما يثير التساؤل حول تكلفة مواجهة محتملة بين الدولتين عليهما وعلى المنطقة والعالم بأسره.



في التصنيف العالمي لأقوى جيوش العالم، يحتل الجيش الأمريكي المرتبة الأولى، بين أقوى 137 جيشاً في العالم، والجيش الإيراني في المرتبة الـ14 على القائمة ذاتها، وهو ما يعطي مؤشراً على ملامح لأي مواجهة بين الجيشين.



حسب موقع "غلوبال فاير باور" المعني بتصنيف عدة وعتاد الجيوش في العالم، فإن تعداد الجيش الأمريكي 144 ألف شخص، وإجمالي عدد القوات الأمريكية التي يمكن الاستعانة بها وقت الحروب نحو مليوني و140 ألف عنصر.



وتملك الولايات المتحدة أكثر من 13 ألف طائرة ولديها أكثر من ألفي طيار مقاتل. كما يمتلك الجيش الأمريكي أكثر من 6 آلاف دبابة مقاتلة، وما يزيد على 39 ألف عربة مصفحة مقاتلة.



أما بالنسبة للقوة البحرية فتملك الولايات المتحدة 24 حاملة طائرات وأكثر من 415 قطعة بحرية، وتملك 68 مدمرة و68 غواصة.



في المقابل، يبلغ قوام القوات المسلحة الإيرانية نحو 47 ألف جندي، وإجمالي قواتها العسكرية 873 ألف فرد، مقسمة بين قوات احتياط بنحو 350 ألف فرد وإجمالي القوات العاملة 523 ألفا



وتملك إيران نحو 500 طائرة ولديها 140 طياراً مقاتلاً و126 طائرة هليكوبتر بينها 12 هليكوبتر هجومية، ولدى إيران نحو 1600 دبابة و2300 عربة مصفحة قتالية ونحو 1900 قاذف صواريخ. كما تملك إيران أيضاً نحو 400 قطعة بحرية وليست لديها حاملات طائرات ولا مدمرات بحرية، لكن لديها 34 غواصة و88 قارباً للدوريات البحرية التي يمكن استخدامها لأغراض هجومية.



ردّ الجيش الإيراني الأحد على التهديد الأخير الذي أطلقه الرئيس الأمريكي بضرب 52 موقعاً في إيران قائلاً إن الولايات المتحدة لا تملك "الشجاعة" للقيام بذلك.



وقال قائد الجيش الإيراني الجنرال عبدالرحيم موسوي إن الأمريكيين "يقولون أموراً من هذا النوع لتحويل اهتمام الرأي العام العالمي عن عملهم الشنيع وغير المبرر"، في إشارة إلى اغتيال سليماني. وأضاف "أشكّ في أن تكون لديهم الشجاعة" لتنفيذ تهديداتهم.



لكن العملية الأمريكية التي نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار الجمعة، تنبئ بغير ذلك، حيث وُصفت بأنها تغيير في تعامل واشنطن مع التهديدات والاستفزازات الإيرانية بعد صمت طويل.



في السابق، كان صمت واشنطن على إسقاط طائرة أمريكية للتجسس ومهاجمة المنشآت النفطية السعودية عبر وكلاء إيران وكذلك مهاجمة سفن في الخليج ومؤخراً الهجوم على قاعدة عسكرية قرب كركوك، يشير إلى أن الولايات المتحدة لن تقوم بأي عمل حربي كبير ضد إيران.



والعملية الأخيرة لتصفية سليماني، الذي وصفه ترامب بأنه الإرهابي الأول في العالم، تشير إلى سلوك أمريكي جديد في التعامل مع الاستفزاز الإيراني، وهو ما عبر عنه الجنرال الأمريكي المتقاعد ديفيد بيتريوس بالقول إنها "تعيد تشكيل سياسة الردع الأمريكي".



في ظل هذا الوضع المشحون تسود المخاوف العالم في أن تتحول الحرب الكلامية إلى حرب فعلية على الأرض أياً كانت أشكالها.