الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

أول تصريح لرئيس وزراء روسيا الجديد

أول تصريح لرئيس وزراء روسيا الجديد

رئيس الوزراء الروسي الجديد ميخائيل ميشوستين (رويترز)

وعد رئيس الوزراء الروسي الجديد ميخائيل ميشوستين، اليوم الخميس، في أول خطاب رسمي له بعد مصادقة مجلس النواب على تعيينه بتحقيق تغييرات تحسن حياة المواطنين وذلك غداة استقالة الحكومة وإعلان الرئيس الروسي المفاجئ عن إصلاحات دستورية.

وقال ميشوستين في خطاب أمام النواب الخميس إنه "يجب أن يشعر الناس بالفعل بتغيرات حقيقية للأفضل"، وأضاف أن "أمام الحكومة مهام كبيرة جداً" واعداً بالحرص على تطبيق برنامج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وطلب دعم البرلمان لتحقيق ذلك.

وبدون أي مفاجآت، حصل مرشح الرئيس الروسي على أصوات 383 نائباً بدون اعتراض أي نائب فيما امتنع 41 نائباً عن الحزب الشيوعي عن التصويت.


وجاءت تسمية رئيس وزراء جديد في سياق تصريحات مفاجئة للرئيس بوتين الأربعاء، من بينها رغبته في إدخال تغييرات على الدستور تعطي للبرلمان صلاحيات أوسع.


وينظر لهذه التغييرات على أنها تهدف لتمهيد الطريق لعام 2024، موعد نهاية ولاية بوتين الذي لا يحق له إعادة الترشح وفق التشريعات الحالية.

واختار الرئيس الروسي ميشوستين غير المعروف كثيراً، لخلافة رئيس الحكومة الوفي له ديميتري مدفيديف.

هوكي الجليد

ميخائيل ميشوستين من سكان موسكو ويبلغ 53 عاماً. وأعقب دراسته للهندسة مسار مهني طويل كموظف رفيع المستوى في عدة وكالات حكومية قبل أن يرأس صندوقاً استثمارياً ثم يكلف عام 2010 بإدارة مصلحة الضرائب التي أدخل عليها تغييرات عميقة.

ويحظى ميشوستين بتقدير بوتين، وهو مولع مثله بهوكي الجليد، كما أنه من دعاة تحديث روسيا وإدخالها العالم الرقمي.

وسيبقى مدفيديف على رأس حزب "روسيا الموحدة"، في مؤشر على عدم إخراج الرجل الوفي لبوتين من النظام.

ولم يدل ميشوستين منذ اختياره الأربعاء بأي تصريح إعلامي ولم ينشر الكرملين سوى صور له وهو يرتدي بدلة سوداء جالساً مع بوتين على انفراد. وقد أسس ميشوستين سمعة لنفسه بأنه موظف فعّال.

وجاء اختياره بعد الاستقالة المفاجئة للحكومة في أعقاب خطاب لبوتين أعلن فيه عن إصلاحات دستورية تمنح صلاحيات أوسع للبرلمان مع الحفاظ على الطابع الرئاسي للنظام الذي يقوده منذ 20 عاماً.

ودون إضاعة وقت، سيجتمع الخميس فريق عمل مكلف بإعداد التغييرات الدستورية. ومن بين الشخصيات الـ70 الحاضرة في الفريق، تظهر بعض الأسماء المثيرة للمفاجئة على غرار الكاتب زاخار بريليين المعروف بقتاله في شرق أوكرانيا، أو نجمة القفز بالزانة يلينا ايسبانييفا.

هشاشة اقتصادية

عيّن الرئيس الروسي، أثناء ولايتيه بين عامي 2000 و2008، عدة مسؤولين غير معروفين على رأس الحكومة، على غرار ميخائيل فرادكوف عام 2004 الذي كان حينها سفيراً لدى الاتحاد الأوروبي.

لكن يعتبر محللون ومعارضون تصريحات بوتين الأربعاء دليلاً لاستعداد الرئيس لما بعد 2024، تاريخ انتهاء ولايته الحالية. ويراوغ بوتين حتى الآن بخصوص نواياه، ولم يسم قط خليفة له.

لكن بوتين اعتبر الأربعاء أن روسيا تتعطش لإحداث "تغييرات"، وأنها باتت "ناضجة" لنظام يحظى فيه البرلمان بثقل أكبر.

وتهدف اقتراحات الإصلاح التي أعلنها بوتين إلى تقوية حكام الأقاليم ومنع أعضاء الحكومة والقضاة من الحصول على إقامة في الخارج وفرض أن يكون جميع المرشحين للانتخابات الرئاسية قد أمضوا الأعوام الـ25 الأخيرة في روسيا.

وسيحافظ رئيس الدولة على حق إقالة أي عضو في الحكومة وتسمية قادة جميع الأجهزة الأمنية.

ويأتي رحيل ديمتري مدفيديف عن السلطة في وقت انحصرت فيه شعبيته في نسبة تتراوح بين 30 إلى 35 % ـ في مقابل حوالي 70 % لبوتين ـ على خلفية هشاشة اقتصادية وتراجع مستوى المعيشة.

وواجه الكرملين الصيف الماضي أكبر حملة احتجاجية، قمعت بقوة، منذ عودة بوتين إلى الرئاسة عام 2012. وتلقى مرشحو السلطة في أعقابها صفعة خلال الانتخابات المحليّة في موسكو.