الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

لا هواتف ولا شهود.. كيف مرّ اليوم الأول لمحاكمة ترامب؟

دارت الجلسة الأولى من جلسات المحاكمة التاريخية الجارية في مجلس الشيوخ، بهدف التحقيق في إساءة الرئيس دونالد ترامب استخدام سلطته الرئاسية للتأثير على أوكرانيا وعرقلة الكونغرس أثناء نظره في سلوكه كرئيس، في جو من المشاحنات الحادة وفي ظل قواعد إجرائية صارمة.

وخلال ساعات طويلة، خاض الجمهوريون والديموقراطيون مواجهة حادة في مجلس الشيوخ الثلاثاء حول استدعاء شهود وطلب وثائق من البيت الأبيض، ودارت نقاشات حامية بين الجانبين حول إجراءات المحاكمة أتاحت للديموقراطيين فرصة عرض قضيتهم ضد ترامب على التلفزيون الوطني، فيما كان المعني يتابعها من المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس بسويسرا.

في المقابل، استعرض زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قدراته السياسية محركاً غالبيته في المجلس البالغة 53 - 47 ، لعرقلة جهود الديموقراطيين الواحدة تلو الأخرى الهادفة لتغيير ضوابط المحاكمة التي تقول تقارير إنه صاغها مع البيت الأبيض لحماية ترامب.


وبعد 13 ساعة من النقاشات، نجح ماكونيل في التصدي لكل محاولات الديموقراطيين، ضامناً سيطرة الجمهوريين على محاكمة يأملون أن تغلق بنهاية الشهر.


وتم في اليوم الأول نقاش البرنامج الذي وضعه ماكونيل للمحاكمة، والمتمثل في جلسات استماع مدتها 24 ساعة للاتهام ومثلها للدفاع ليقدم كل طرف حججه، كل ذلك في 6 أيام حداً أقصى.

أزمة الشهود

وتعد مسألة استدعاء الشهود لمجلس الشيوخ إحدى أبرز نقاط الخلاف بين الفريقين، حيث أعرب الديموقراطيون عن غضبهم إزاء رفض ماكونيل استدعاء الشهود وطلب وثائق، قبل انتهاء مرحلة النقاش.

وسعى معارضو ترامب للاستماع إلى مساعديه الحاليين والسابقين، ومنهم كبير موظفي البيت الأبيض ميك ماليفيني ومستشار الأمن القومي السابق جون بولتون.

واتهم كبير المدعين في محاكمة العزل آدم شيف منافسيه بأنهم "لا يريدون محاكمة عادلة، لا يريدون أن يتم الاستماع لهؤلاء الشهود، لا يريدون رأي قاضٍ محايد".

أحاديث تلفزيونية

واستغل أعضاء فريق المدعي شيف فرصة طلب تعديلات وعرضوا في أحاديث تلفزيونية مطولة قضيتهم ضد ترامب أمام الشعب الأمريكي.

وبث الفريق رسوماً بيانية وفيديوهات لدبلوماسيين أمريكيين يدلون بشهاداتهم في أواخر العام الماضي حول إشراف ترامب على المخطط الذي استمر لأشهر، للضغط على أوكرانيا لمساعدته للإضرار بمنافسه المحتمل جو بايدن والديموقراطيين.

كما عرضوا فيديو يظهر ترامب نفسه يقول في ديسمبر الماضي إنه "يود" حضور شهود مثل مالفيني.

واجتهد محامو ترامب بقيادة بات سيبولوني وجاي سيكولو على ما يبدو للتصدي لتهم الديموقراطيين، وتخلوا عن فرصة للدفاع عن ترامب على التلفزيون وركزوا بشكل كبير على أن تحقيقات مجلس النواب ليست عادلة للرئيس.

منع أجهزة الكمبيوتر

وقضت إجراءات المحاكمة، بمنع 100 عضو من مجلس الشيوخ هم المحلفون، من إحضار هواتفهم النقالة وأجهزة الكمبيوتر، حيث انهمكوا في تدوين الملاحظات على دفاتر وتبادلوا الحديث بهدوء وتململوا.

وخلال ساعات الجلسة كان الأعضاء مجبرين على البقاء في مجلس الشيوخ لمتابعة المحاكمة فقط دون التعاطي مع مسائل أخرى.

وبعد مضي 12 ساعة على انطلاق النقاشات اشتدت الانفعالات وخرق القاضي روبرتس صمته لتوبيخ المدعين والدفاع بعد أن تبادلوا الاتهامات بالكذب.

وقالت السناتور شيلي مور كابيتو "الموضوع جدي، أنا على استعداد للجلوس هنا طالما اضطرني الأمر" مضيفة أنه من دون هاتفها "أعتقد في اليوم الأول سأشعر ببعض العوارض (عدم الاستخدام)، لكن سنكون بخير".

ويعد ترامب الرئيس الثالث في تاريخ الولايات المتحدة الذي يواجه محاكمة عزل بعد أندرو جونسون في عام 1868 وبيل كلينتون في عام 1999.