الاثنين - 10 فبراير 2025
الاثنين - 10 فبراير 2025

ضابط سابق في الناتو يكشف ما تعرض له في سجون أردوغان

ضابط سابق في الناتو يكشف ما تعرض له في سجون أردوغان

الملازم التركي كولونيل إرسوي أوزو

كشف موقع نورديك مونيتور السويدي عن توثيقات باختطاف تركيا لضابط سابق في الناتو وتعذيبه على أيدي المخابرات التركية.

وكانت السلطات التركية قد اختطفت الملازم التركي كولونيل إرسوي أوزو الذي تم تعينيه في مقر حلف الشمال الأطلسي "الناتو".

بين عامي 2010 و2013، وتم تعذيبه على أيدي عملاء المخابرات التركية لمدة 3 أيام ما بين 16 و18 يوليو 2016، وفي 20 يوليو الماضي حكم على أوزو بالسجن المؤبد بناء على تهم الانقلاب المشكوك فيها.


وكشفت الوثيقة الذي قام الموقع بتسريبها ما كتبه أوزو لمكتب رئيس النيابة العامة في أنقرة أغسطس 2016 عن ما تعرض له وعن التفاصيل المروعة.




وكان قد تم تعيين أوزو رئيساً للواء التركي الذي تم نشره في قطر في 13 مايو 2016 وبعد محاولة الانقلاب، تم اختطافه من قبل عملاء مخابرات تابعين للحكومة التركية بالقرب من قاعدة أنقرة الجوية في يوليو 2016 وتم نقله إلى موقع في منطقة ينيماهل في أنقرة وتعرض للتعذيب الشديد هناك.

وتزامن اختطافه مع محاولة انقلاب على نظام أردوغان في يوليو 2016 وذلك وفقاً لما كتبه في الالتماس الذي قدمه والذي كرر فيه طلب إجراء الفحوصات الطبية له لكشف علامات التعذيب الذي تعرض له والتي لا تزال واضحة حتى بعد مرور عام عليها.

ووفقاً للصحيفة، فإن أوزو قد أثار حفيظة عملاء المخابرات التركية بسبب نمط الحملة التي أجرتها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، القائمة على تطهير وسجن معظم الضباط الموالين للغرب الذين قاموا بمهام مختلفة في التحالف العسكري لحلف الناتو في الماضي.

وتفصيلاً ذكر الملازم أوزو في العريضة قائلاً: "تعرضت جميع أجزاء جسدي بما في ذلك الأعضاء التناسلية للصدمات الكهربائية، تعرضت للضرب الشديد ووجهي مغطى بأقمشة مبللة لدرجة أنني لم أستطيع التنفس" وأضاف: "يوجد في جسدي نحو 150 علامة من الإصابات والحروق الناجمة عن التعذيب ولا تزال واضحة في أجزاء مختلفة من جسدي، وما زلت أعاني من آلام في العضلات وفقدان الإحساس نتيجة الصعقات الكهربائية، ونتيجة للضرب أعاني من فتق إربي وأجريت لي عملية جراحية في مستشفى أنقرة نومون، وفوق كل ذلك أعاني من آلام في العمود الفقري والمسالك البولية".

وأضاف في مذكرته أنه تراجع عن أقواله للشرطة لأنه أُجبر على إعطائها تحت الإكراه ولم يُسمح له بقراءتها.

كما أكد أن الشرطة أضافت ادعاءات لم يصرح بها قط، كما تقاعست السلطات التركية عن الاستجابة لطلباته المتكررة بتقديم شهادة جديدة بعد سجنه.

وبحسب الموقع فإن هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الملازم الالتماسات، إذ كان قد قدم في وقت سابق عريضة ولم يتم اتخاذ أي إجراء رسمي بشأنه.

وأكد محامي أوزو أنه شاهد بنفسه آثار التعذيب على جسده، وأكد أنها كانت واضحة على كتفيه وظهره وأرجله وأعضائه التناسلية.

وأعرب المحامي عن أسفه لعدم إجراء الفحص الطبي الشامل لإثبات التعذيب.

وعلى الرغم من ظهور جميع الأدلة المذكورة على الإصابات إلا أنه تم تخويف الأطباء لعدم إدراج إشارات التعذيب في فحوصاته الطبية.

وكان أوزو البالغ من العمر 42 عاماً قد حضر دورة توجيهية في أنقرة قبل تولي مهامه في قطر، وقام بزيارة هيئة الأركان بعد ظهر يوم 15 يوليو 2016 لاستكمال باقي الإجراءات وتسليم المهام الأخيرة لخليفته.

وفي مساء اليوم ذاته وقعت محاولة الانقلاب، ووصل أوزو بسيارته الشخصية إلى هيئة الأركان وكان يرتدي حينها ملابس مدنية ولا يحمل سلاحه.

وبعد ذلك طلب عقيد الأركان دوغات أوتوك منه البقاء في المقر لحماية المبنى من أي هجوم إرهابي وأكد له أن هيئة الأركان العامة تلقت معلومات استخباراتية موثوقة تشير لاتخاذ التدابير الوقائية الطارئة.

وبعد ذلك تم نشر المروحيات لنقل القادة من المقر، وطلب من أوزو مرافقتهم وتم نقله إلى قاعدة أنقرة الجوية، إلا أن أوزو شعر بأن هناك خطراً في الساعات الأولى من اليوم التالي وقرر الفرار إلا أنه تم اختطافه بعدها من قبل المخابرات.

وهذه ليست الحالة الوحيدة في تركيا، فقد أصبح التعذيب وغيره من طرق المعاملة اللاإنسانية جزءاً من السياسية الداخلية التركية في ظل حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبلغت هذه الممارسات ذروتها بعد محاولة الانقلاب في يوليو 2016، والتي استخدمتها حكومة أردوغان كذريعة لشن حملة على المعارضين.