الثلاثاء - 11 فبراير 2025
الثلاثاء - 11 فبراير 2025

دراسة تكشف خريطة التلاعب بعقول الناخبين في الولايات المتحدة

دراسة تكشف خريطة التلاعب بعقول الناخبين في الولايات المتحدة
قالت دراسة علمية نُشرت أمس في دورية «بلوس وان» إنه من الممكن التأثير على الناخبين الأمريكيين لتبني مواقف أقل حدة تجاه الأشخاص الذين ينتخبونهم أو يعارضونهم.

الدراسة التي نفذت خلال الاستعداد للانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016، تقول أيضاً إنه يمكن التلاعب بأصوات الناخبين، وإطلاعهم على نتائج ذلك التلاعب وكأنه حقيقة، فيقوم الناخب بالدفاع عن نتيجة التلاعب وكأنه موقفه الشخصي!

في تلك الدراسة، قام فريق من الباحثين بطلب إجراء مقارنة بين ترامب وهيلاري كلينتون في سمات القيادة المختلفة، كالشجاعة والرؤية والمهارات التحليلية، عن طريق وضع علامة على مقياس مُكون من 0 ـ عدم الرضا - وصولاً إلى 10 ـ قمة الرضا.


وباستخدام الخدع، قام الباحثون بالتلاعب بالنتائج، عن طريق استبدال الأوراق التي صوت فيها الناخبون المتطرفون في الرأي بإجابات تحوي آراء معتدلة أقرب إلى نقطة الوسط بين ترامب وكلينتون، ثم قاموا بتقديم هذه الردود المعتدلة على المشاركين باعتبارها إجاباتهم الخاصة.


والمثير للدهشة، أن 94% من العينات قبلوا الإجابات المتلاعب بها باعتبارها إجابات خاصة بهم وبرروا بسهولة الآراء المعتدلة. على سبيل المثال، قال أحد المشاركين الذين فضلوا ترامب في البداية «أعتقد أنني أقع في مكان ما في الوسط - أود أن أعتقد أنني معتدلة إلى حد ما. أعتقد أنه من المهم في هذه المرحلة أن أكون منفتحاً»! على الرغم من أنه قد أبلغ عن آراء أكثر استقطاباً قبل لحظات.

ثم كرر الباحثون هذه الدراسة على الإنترنت بحوالي 500 مشارك ولم يجدوا أي اختلاف في النتائج بين مؤيدي كلينتون وترامب. كانت غالبية المشاركين مرة أخرى عرضة للتلاعب. بعد ذلك، لضمان عدم تأثيرها على مواقف المشاركين على المدى الطويل، قام الباحثون باستجوابهم وشرحوا لهم التلاعب.

أصبحت السياسة الأمريكية مستقطبة بشكل متزايد، ما يزيد من تحيُّز عملية صنع القرار ويقلل من النقاش المنفتح.

ويقول الباحثون في تلك الدراسة إنه وعلى الرغم من هذا الاستقطاب، فإن التلاعب البسيط يمكن أن يجعل الناس يعبرون عن آراء أقل استقطاباً حول المرشحين السياسيين المتنافسين ويؤيدونها.

توضح هذه الدراسة كيف يمكن للتعليقات الخاطئة أن تشكل بقوة التعبير عن الآراء السياسية.

وتكشف النتائج التي توصل الباحثون إليها عن إمكانية إجراء مناقشة متفتحة حتى في مناخ سياسي منقسم بشكل كبير.