الثلاثاء - 11 فبراير 2025
الثلاثاء - 11 فبراير 2025

وفاة أول أمريكي بفيروس كورونا تنذر بزيادة الخلاف الدبلوماسي بين واشنطن وبكين

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز الأمريكية» أن وفاة أول مواطن أمريكي بسبب فيروس كورونا في الصين، من المرجح أن تزيد من الخلاف الدبلوماسي بين البلدين بشأن مدى استجابة بكين للوباء.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه ليس لدى الولايات المتحدة خطط لإجراء عمليات إجلاء إضافية لمواطنيها من الصين رغم طلب بعض الأمريكيين المساعدة.

وقال مسؤولون بالولايات المتحدة يوم السبت إن مواطناً أمريكياً توفي متأثراً بإصابته بفيروس كورونا في مدينة ووهان بالصين.


ووفقاً للسفارة الأمريكية في بكين، فإن المواطن يبلغ من العمر 60 عاماً ومات في مستشفى في ووهان (معقل تفشي الوباء).


ومن المؤكد أن هذه الوفاة ستثير تساؤلات حول ما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزارة خارجيته على وجه الخصوص، قد اتخذت إجراءات كافية لضمان سلامة الأمريكيين في الصين وللمساعدة في إجلاء من يريدون المغادرة.

وأضافت «نيويورك تايمز» أن وزارة الخارجية الأمريكية اتخذت في بيان لها، لهجة دفاعية، قائلة إنه منذ 29 يناير الماضي، تم إجلاء نحو 850 شخصاً، معظمهم أمريكيون، في 5 رحلات شارتر من ووهان.

وأضافت الوزارة أنه «ليست لديها أولوية أهم من مصلحة وسلامة المواطنين الأمريكيين في الخارج»، لكن لا توجد خطط حالية للقيام برحلات إجلاء إضافية، حتى إن بعض الأمريكيين في أجزاء أخرى من الصين يطلبون من الحكومة الأمريكية إجلاءهم، بحسب «نيويورك تايمز».

والعلاقات بين واشنطن وبكين متوترة منذ سنوات حول قضايا تشمل التجارة والتكنولوجيا وحقوق الإنسان.

وأشار المسؤولون الصينيون إلى أهمية التعاون الدولي لمكافحة الفيروس، فيما نشأت شكوك في الآونة الأخيرة حول مدى استعداد الصين لقبول المساعدة، خاصة من الولايات المتحدة.

ومع انتشار الفيروس، تواجه الصين شعوراً متزايداً بالعزلة وهو - انتكاسة صارخة للبلاد بعد عقود من التكامل الاقتصادي والدبلوماسي مع بقية العالم ـ حيث فرضت العديد من الدول، بما فيها الولايات المتحدة، قيوداً على دخول المسافرين من الصين إلى أراضيها، وألغت شركات الطيران رحلاتها. وغذت المخاوف من الفيروس العنصرية المعادية للصين في بعض أنحاء العالم.

وانتقد المسؤولون الصينيون الولايات المتحدة لإجلاء الأمريكيين من أراضيها وفرض قيود على السفر، معتبرين أن مثل هذه التحركات يمكن أن تثير الذعر.

وتابعت «نيويورك تايمز» أنه على الرغم من أن مسؤولين أمريكيين بإدارة الرئيس ترامب عبّروا عن مخاوفهم حيال تعامل الصين مع الوباء، فإن «التأكيد على أن العروض المتكررة لمساعدة بكين قد تم تجاهلها، ما أدى فقط إلى تعميق الشعور بالقلق».

إلا أن الرئيس الأمريكي خفف من حدة هجماته على الصين منذ أن وقّع الجانبان اتفاقاً الشهر الماضي لوقف الحرب التجارية التي بدأها ترامب عام 2018.

وامتدح ترامب طريقة تعامل بكين مع الأزمة في مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني شي جين بينغ. وقال في تغريدات على تويتر إن «شي يقود ما ستكون عملية ناجحة للغاية. إنه قوي».

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو إن الولايات المتحدة مستعدة لإنفاق ما يصل إلى 100 مليون دولار لمساعدة الصين ودول أخرى على مكافحة الوباء.

وأضاف أن وزارة الخارجية ساعدت في نقل نحو 18 طناً من الإمدادات الطبية المتبرع بها، بما في ذلك الأقنعة والشاش، إلى الصين في الأسبوع الماضي.

ولإثبات أن رحلات الإجلاء تلبي الاحتياجات الفورية للأمريكيين في ووهان، قالت الوزارة إن آخر رحلة طيران شارتر، يوم الخميس الماضي، كانت بها مقاعد إضافية بعد استيعاب جميع الأمريكيين وفقاً لقائمة أسماء لديها، لذا تمكّن المسؤولون من توفير مقاعد لأكثر من 30 كندياً، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وفي سياق متصل، قال وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي أليكس عازار، في مؤتمر صحافي يوم الجمعة، إنه جدّد مؤخراً العرض الأمريكي لنظيره الصيني ما شياوي لتقديم المساعدة إلى بكين.

ولدى سؤاله عن هذا التعثر، قال عازار «الأمر متروك للصينيين. وما زلنا نتوقع أن يقبل الرئيس شي عرضنا بالكامل. نحن مستعدون ولدينا الإرادة لفعل ذلك».

وتزايدت مشاعر الإحباط من تعامل بكين مع الوباء الذي تصاعد داخل الصين وظهر على المستوى الدبلوماسي أيضاً.

وقتل الفيروس أكثر من 800 شخص في البلد القاري، وأصاب الآلاف، وانتشر في جميع أنحاء العالم.

فمنذ أكثر من شهر، عرضت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة إرسال فريق من الخبراء إلى الصين لمراقبة انتشار المرض والمساعدة قدر الإمكان. لكن لم ترد أي دعوة.

ويبدو أن منظمة الصحة العالمية، التي تقدمت بعرض مماثل قبل نحو أسبوعين، واجهت الأمر ذاته. لكن المنظمة قالت يوم السبت، إنها حددت فريقاً من الخبراء للذهاب إلى الصين، وأن قائد الفريق سيذهب يوم الاثنين أو الثلاثاء، وسيلحق به زملاؤه لاحقاً.

وقال مسؤولون بالصحة ودبلوماسيون حاليون وسابقون إنهم يعتقدون أن هذا التردد جاء من كبار قادة الصين، الذين لا يريدون أن يعتقد العالم أنهم بحاجة إلى مساعدة خارجية.

أما داخل الصين، فقد وصل السخط العام من استجابة الحكومة للأزمة إلى ذروته يوم الجمعة بعد وفاة الطبيب لي وينليانغ، الذي حذّر زملاءه في وقت مبكر بشأن الفيروس الجديد، ولكن تم توبيخه «لترويج الشائعات بشكل غير قانوني».

وبعد وفاة وينليانغ، نشر مستخدمو الإنترنت المكلومون رسائل تُعبّر عن الغضب من معاملته، وطالبوا بحرية التعبير.