الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أوسكار 2020.. 3 أفلام تكشف قصة هوليوود والسياسة

أوسكار 2020.. 3 أفلام تكشف قصة هوليوود والسياسة

فاز الممثل يواكين فينيكس بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم الجوكر. أ ف ب

مع كل حفل توزيع جوائز «أوسكار» يتجدد السؤال حول دور هوليوود في تكريس صور وأفكار سياسية معينة، وعما إذا كانت أفلامها لا تزال أداة مميزة لنقل القيم والثقافة الأمريكية؟

وبالتزامن مع هذا الموسم الذي وُزعت جوائزه اليوم مُسدلة الستار على فعاليات النسخة الـ92 من «الأوسكار»، تجدّد التساؤل حول علاقة هوليوود بالسياسة على صفحات مواقع عالمية عدة.

وفي مقابلة مع موقع «هافينغتون بوست» حول أفلام الأوسكار والسياسة، ركز الكاتب والسينمائي الكندي كلود فيلانكور، الذي سبق أن أصدر كتاباً حول الموضوع، على 3 أفلام تنافست ضمن فئة الأفضل في أوسكار 2020، وهي «Le Mans 66،The Irishman وJoker».

وبالنسبة لـ«كلود» فإن هذه الأفلام تسلط الضوء على نماذج تناول هوليوود للقضايا السياسية خصوصاً الأمريكية من «الدعاية الخفية أحياناً» إلى ما يصفه بـ«التخريب الحقيقي» وصولاً إلى النقد «السطحي غير الضار».

- لي مانز 66.. الوضع الراهن



بالنسبة إلى كلود فيلانكورت، يندرج هذا الفيلم ضمن فئة «سينما الوضع الراهن» في أمريكا وهي التي تعبر عن الأفلام ذات الرسالة المعروفة التي لا تأتي بجديد، موضحاً أن رسالة الكثير من هذا النوع من الأفلام هي جعل المشاهد يقول إن «الولايات المتحدة فعلاً بلد رائع وإن القيم والخيارات السياسية هناك ممتازة»، إضافة إلى تغليب القيم الفردية على الجماعية، بدون أن ننسى نقل الصورة الأمريكية عن النجاح والمتعلقة بسهولة إمكانية تحقيق الأحلام والطموحات بالنسبة لأي فرد في أمريكا.

الفيلم الذي أخرجه جيمس مانغولد، الذي يحكى قصة منافسة بين فورد وفيراري في سباق بفرنسا، يسلط الضوء أيضاً على فكرة المنافسة الأمريكية مع العالم، عبر العلامات التجارية حيث الغلبة دائما للمنتج الأمريكي والمتمثل في الفيلم بـ«فورد» وهزيمتها لمنافستها الأوروبية «فيراري».

ويشير المؤلف الكندي كذلك إلى رسالة أخرى يتم تمريرها عبر الفيلم حول المعركة العالمية ضد الاحتباس الحراري، حيث يرى أن الفيلم بقصته عن سباق السيارات ينسجم مع الرؤية «الترامبية» المشككة في الحقائق العلمية حول الظاهرة المناخية والمدافعة عن صناعات السيارات والنفط.

وفاز الفيلم في أوسكار 2020، بجائزة أفضل مونتاج.

- الأيرلندي.. سينما الاستجواب



يعتقد كلود أن هذا الفيلم يدخل ضمن فئة سينما الاستجواب، وهي السينما التي تبدو في الواقع وكأنها تنتقد الوضع، وتتساءل حول قضايا أو قرارات سياسية أمريكية، لكنها تبقى في الواقع مجرد أسئلة سطحية لا تغوص في العمق.

ويشير إلى أنه في كثير من الأحيان تضع هذه الأعمال الإصبع على مشكلة محددة وليس على المشكلة الرئيسة، حيث توصل دائماً إلى أن المشكلة تكمن في شخص معين و«بمجرد أن تطرده من النظام، يبدأ كل شيء على ما يرام».

ومن خلال نقده للفيلم الذي أخرجه مارتن سكورسيزي، حول عالم المافيا الأمريكية، يرى كلود بأن القصة تحدثت أكثر عن السيكولوجية الشخصية، مغفلة الأبعاد المتعلقة بعلاقات المافيا بالنقابات آنذاك، وهي الأسئلة السياسية الأهم.

الجوكر.. السينما المدمرة



يُدرج الكاتب والسينمائي الكندي كلود فيلم الجوكر ضمن فئة «السينما التدميرية» أو التخريبية وهي الأفلام التي تذهب بعيداً في نقد النظام الأمريكي وهي المدرسة التي يعد المخرج مايكل مور أشهر روادها.

وحول هذا الفيلم، يشير كلود إلى أنه وخلافاً لأفلام هوليوود الخرافية ذات الأبطال الخارقين، كان «الشر» دائماً بلا سبب وكان يُطلب من المشاهد أن يصدق بأن الشخص شرير فقط، إلا أنه مع «الجوكر» تبين أنه يمكن للشر أن ينبع من شخص لم يجد من المجتمع والنظام سوى الإهمال.

ويلفت كلود كذلك إلى أن «الجوكر» حُمّل برسائل سياسية عدة، من رفض الظلم الاجتماعي والهجوم على النظام المصرفي المسؤول، وفقه، عن الكثير من مآسي الأمريكيين العاديين.



وبين في هذا الصدد، أنه حتى في ظل الأوضاع الأمريكية الحالية، سيزداد اهتمام السينمائيين الأمريكيين بطرق مواضيع مشابهة، مشيراً إلى أن السينمائيين بطبيعتهم أشخاص ينشدون الحرية ويصعب التحكم فيهم.

وفي نسخة الأوسكار 2020، فاز الممثل يواكين فينيكس بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم الجوكر، متفوقاً على أسماء كبيرة أمثال ليوناردو دي كابريو وأنطونيو بانديراس، حيث تُعد هذه أول جائزة أوسكار يفوز بها فينيكس.