السبت - 08 فبراير 2025
السبت - 08 فبراير 2025

نتيجة الخلاف بشأن اليمين المتشدد.. أزمة في حزب ميركل بعد استقالة «وريثتها»

نتيجة الخلاف بشأن اليمين المتشدد.. أزمة في حزب ميركل بعد استقالة «وريثتها»

خيارات صعبة تواجه ميركل وحزبها. (أف ب)

سادت الفوضى حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وخططها للبقاء في السلطة حتى عام 2021 عقب تخلّي «وريثتها» الأبرز أنيغريت كرامب-كارنباور عن طموحاتها لقيادة البلاد على خلفية الأزمة المتفاقمة بشأن العلاقات بين الوسط واليمين المتشدد.

واستقالت زعيمة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي (يمين وسط) كرامب-كارنباور من هذا المنصب بعد أقل من عام في فترة شهدت نزاعات داخلية بشأن مسألة التعاون مع حزب «البديل من أجل ألمانيا» المناهض للمهاجرين.

وأكدت أنها لن تترشّح عن الحزب لمنصب المستشارية في الانتخابات العامة المقررة العام المقبل.


وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير والمقرّب من ميركل: «هذا وضع خطير بشكل غير مألوف بالنسبة للاتحاد المسيحي الديمقراطي».


وأقرّت كرامب-كارنباور بأنها واجهت «فترة صعبة» كزعيمة للحزب.

وصرّحت للصحافيين في برلين «في الوقت الحالي، نشعر بقوى طرد نافذة داخل مجتمعنا وحزبنا».

وفي وقت لاحق، أعربت ميركل من برلين عن «أسفها» لاستقالة كرامب-كارنباور وأشارت إليها باسمها الأول فقط «أنيغريت» في لحظة شخصية نادرة أمام عدسات الكاميرات.

وفي وقت يتّبع الحزب سياسة تقضي بعدم التعاون مع أي من اليمين أو اليسار المتشددَين على الصعيد الوطني، تمرّد نوّاب من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي على هذا النهج الأسبوع الماضي وصوّتوا في المعسكر نفسه مع نواب حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليمني المتشدد للإطاحة برئيس مقاطعة تورينغن الصغيرة اليساري المتشدد.

ودفع خرق الموقف السياسي تجاه البديل من أجل ألمانيا شركاء ميركل في الحكومة، «الحزب الاشتراكي الديمقراطي» للدعوة إلى محادثات طارئة في نهاية الأسبوع بشأن مستقبل الشراكة.

وقال الزعيم المشارك للحزب الاشتراكي الديمقراطي نوربرت فالتر بوريانز أمس، إن «على الاتحاد المسيحي الديمقراطي توضيح علاقته بالمتطرفين من اليمين المتشدد».

وأضاف أن وزراء حزبه اليساري الوسطي لن يعملوا مع حزب «يترك فسحة للقوى اليمينية المتطرفة».

وفي وقت باتت الأبواب مشرعة بشكل كامل في السباق على المستشارية، توقعت صحيفة «سويدوتش تسايتونغ» بأن تكون تداعيات تطورات الأمس ضخمة.

وكتبت: «هناك احتمال كبير أن تكون مغادرة المستشارة (لمنصبها) اقتربت».

ويشكّل التحالف مع اليمين المتشدد في التصويت خرقاً لأحد المحظورات الأساسية لسياسات ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية، أي رفض الأحزاب التقليدية العمل مع تلك المتشددة.

وأخفقت محاولات كرامب-كارنباور لفرض ضوابط صارمة من برلين على التعاون مع اليمين واليسار المتشددين، خصوصاً في شرق البلاد الشيوعي سابقاً، إذ يهدد الدعم القوي الذي يحظى به البديل من أجل ألمانيا واليسار في بعض المقاطعات قدرة الأحزاب التقليدية على تشكيل تحالفات قائمة على الأكثرية وقادرة على أداء مهامها.

ومن المفترض أن تجري انتخابات ألمانيا الوطنية المقبلة بحلول خريف العام القادم، رغم أن التحالف الهش بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي وحلفائه البافاريين من الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي قد لا يصمد حتى ذلك الوقت.

ورغم أن ميركل عيّنتها كوزيرة للدفاع في يوليو الماضي لمنحها سلطة تولّي منصب اتحادي، إلا أن كرامب-كارنباور لم تتمكن قط من فرض سلطتها في الاتحاد المسيحي الديمقراطي بعد فوزها بفارق ضئيل على منافسها فريدريخ ميرز.