الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

«انتقاد الذات» يخيم على افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن

وجّه الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يوم الجمعة انتقاداً صارماً لأوروبا وألمانيا بصورة خاصة، ودعا إلى نظرة واقعية للتحديات الأمنية في العالم، وذلك في كلمته في افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن الذي تبحث دورته الـ56 هذا العام أسباب تراجع التأثير الغربي.

وقال شتاينماير إن «ألمانيا دولة كبيرة، ولا يمكن أن تستمر في ممارسة سياستها الخارجية من على الخطوط الجانبية، وإن عليها أن تجد دوراً جديداً لها في العالم يليق بمكانتها، وأنه حان الوقت أن تكف أوروبا عن رؤية العالم بنظرة غربية بعيدة عن الواقع».

وأضاف «هناك الكثير من انعدام الثقة والكثير من التسلح، والقليل من الأمن يدفع ثمنه الأطفال حول العالم في نزاعات مثل سوريا وليبيا واليمن وغيرها».

وأكد أنه من الضروري أن تجد ألمانيا وأوروبا إجابات للأسئلة المتعلقة بالأمن في أوروبا والعالم.

وجاء افتتاح المؤتمر وسط انتقادات في وسائل الإعلام الألمانية لدور ألمانيا وأوروبا وانتقادات لما اعتبر عجزاً عن حل مشاكلهما.

وقالت صحيفة فرنكفورتر ألجمانيه تسايتونج إنه من الصعب تصور أن تقود ألمانيا الاتحاد الأوروبي وخلق سياسات أمنية جديدة، في وقت لا يعلم فيه أحد من سيقود ألمانيا في المستقبل القريب بعد المشكلات التي تعاني منها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي.

وشهد اليوم الأول أيضاً جلسة بعنوان «وضع الديمقراطية في الغرب» وظهرت فيها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى جانب رئيس البرلمان الألماني (البوندستاغ) فولفجانج شويبله لبحث الموضوع الرئيس الذي يتبناه مؤتمر هذا العام عن «تراجع التأثير الغربي»، في وقت يجد الغرب نفسه في مواجهة مع الصين وروسيا من جانب، ومع أزماته الداخلية من جانب آخر.

ووصف مراقبون هذه الجلسة بأنها شهدت الكثير من التناغم والانسجام في المواقف بين الجانبين باتفاقهما على ضرورة العمل المشترك بين أوروبا والولايات المتحدة لتعود القوة الحقيقية للغرب برغم الصعوبات والتحديات مثل الحروب والنزعات القومية وقضايا المناخ وغيرها.

وشهد المؤتمر لقاءات جانبية منها لقاء وزير الخارجية الألماني هايكو ماس مع وزراء خارجية الهند وكوريا الجنوبية.

وشهدت الشوارع خارج الفندق الفاخر «بايريشر هوف» الذي يقام به المؤتمر إجراءات أمنية مكثفة تحسباً لمظاهرات ينظمها نشطاء حماية البيئة تحت عنوان «لا لتدمير البيئة»، وحركة «ضد مؤتمر ميونيخ».

ومن المنتظر أن يشارك الآف ككل عام في مظاهرات الحركة التي أسسها كلاوس شرير منذ عام 2002، حيث تتجمع سنوياً أمام المؤتمر الذي يعتبر من وجهة نظره «لقاء كبار لا يهدف لحل الحروب في العالم أو جلب الأمن للبشرية كما يزعمون بل هو» مجلس حرب يهدف لبيع مزيد من الأسلحة.

وطالب شرير على موقع الحركة الإلكتروني ألمانيا بأنها بدلاً من تقييم القيم الغربية كما تحاول في المؤتمر، فعليها أولاً أن توقف صفقات الأسلحة التي تؤجج الصراعات حول العالم، أوالأسلحة التي تعطيها لنظام أردوغان لقتل الأكراد.

وتظاهرت حشود من الجالية الإيرانية المعارضة لنظام الملالي ضد حضور الوفد الإيراني المكون من وزيري الخارجية والدفاع، احتجاجاً على ممارسات النظام الحاكم وإهدار حقوق الإنسان في إيران.

وتحتل الحرب في ليبيا صدارة المناقشات في المؤتمر، حيث ستعقد جلسة في ساعة متأخرة اليوم بعنوان «هل يمكن تحقيق هدنة في طرابلس؟» بمشاركة نيلز أنين وزير الدولة للشؤون الخارجية بالحكومة الألمانية، والسفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية، وإسماعيل شرقي مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي.

ويعقد يوم الأحد اجتماع متابعة لمقررات مؤتمر برلين الذي عقد الشهر الماضي، وينظم الاجتماع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.

ويستمر المؤتمر حتى الأحد المقبل في دورته الـ56 ويجمع حوالى 800 من رؤساء العالم ووزراء الدفاع والخارجية ومسؤولي المخابرات بعدد من دول العالم.