الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الغارديان تحذر من كارثة بإسطنبول بسبب «مشروع أردوغان المجنون»

الغارديان تحذر من كارثة بإسطنبول بسبب «مشروع أردوغان المجنون»

أثار بيئية خطيرة تتعرض لها اسطنبول من حفر القناة (الغارديان)

انتقدت صحيفة «الغارديان» البريطانية مشروع قناة جديدة في تركيا لربط البحر الأسود ببحر مرمرة، محذرة من تأثيراتها السلبية على البيئة والطيور المهاجرة ومصادر المياه لسكان المدينة التاريخية.

وتحت عنوان «مشروع أردوغان المجنون» أبرزت الصحيفة التأثير السلبي لمشروع القناة حيث أن المنطقة التي سيتم فيها شق المجري المائي تضم أيضاً بحيرة تيركوس ونهر سازليدير وبحيرة وخزان كوشوك شيكميس، وكلها مصادر مائية ضرورية للطيور المهاجرة ناهيك عن سكان إسطنبول.

وخصص أردوغان أكثر من 12 مليار دولار لشق القناة التي سيبلغ طولها ٤٢ كم يوازي مجراها مضيق البوسفور.

وقد أطلق أردوغان على مشروعه وصف «المشروع المجنون» عندما تحدث عنه للمرة الأولى في عام ٢٠١١، واعتمدته وزارة البيئة التركية الشهر الماضي.

لكن المنتقدين للمشروع ومن بينهم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أغلو يحذرون من كلفة بيئية باهظة للقناة تشمل تدمير التوازن البيئي في محيط بحر مرمرة ومضيق البوسفور والبحر الأسود.

ويقول سيفاهير إيفي آتشيليك سكرتير اتحاد المهندسين والمعماريين الأتراك عن مدينة إسطنبول: «ملوحة البحر الأسود أقل من ملوحة بحر مرمرة، والمحتوى العضوي للبحر الأسود أضعاف الموجود في بحر مرمرة».

كما أن وصول كائنات بحرية من البوسفور إلى مياه مرمرة سيؤدي إلى تآكل نسب الأكسجين المتاحة ما يعني زيادة معدلات غاز الكبريت المنبعث في المنطقة وهو المعروف برائحته التي تشبه رائحة البيض العفن والتي ستملأ هواء مدينة إسطنبول بأسرها.

وهناك مخاوف من أن يقضي المشروع على الحياة البرية في مرمرة تماماً. كما يهدد المشروع إمدادات المياه لإسطنبول والتي تحصل على ربع احتياجاتها من مياه الشرب من بحيرة تيركوس وخزان نهر سازليدير.

وهكذا كان الحال منذ العهد الروماني ما يعني أن رمزية المنطقة كمصدر لمياه الشرب لمدينة إسطنبول محفورة في وجدان سكان المدينة. وسيكون البديل بحسب أتشيليك هو مياه نهر ساكاريا البعيد وهو بديل مكلف وغير آمن صحياً.

وقد أثار الإعلان عن شق القناة انتقادات منظمة السلام الأخضر مشيرة إلى أنها قدمت طلباً للحكومة لإعادة النظر في المشروع، محذرة من كارثة حقيقية ستتعرض لها المدينة. وكانت وزارة البيئة التركية أعلنت عن فتح باب التشاور العام قبل اعتماد المشروع، لكنها لم تكترث لعريضة شعبية حملت 70 ألف توقيع ومضت قدماً في إقراره.

ونظم سكان إسطنبول احتجاجات للتنديد بالمشروع ورفعوا لافتات تحمل شعار: «إما القناة وإما إسطنبول».

ويتزعم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو والذي ينتمي لحزب المعارضة الرئيس (حزب الشعب الجمهوري) حملة المطالبة بالتراجع عن شق القناة، وقد أعلن أن البلدية ستلجأ للقضاء لوقف المشروع، ونشبت جراء ذلك أزمة سياسية جديدة كبرى بينه وبين حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان.