الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«لست فيروساً.. أنا إنسان».. عنصرية كورونا تلاحق الصينيين في بريطانيا

يتعرّض الصينيون في بريطانيا لاعتداءات ذات طابع عنصري منذ انتشار الحديث عن فيروس كورونا المتحور في مدينة ووهان الصينية، بؤرة تفشي الوباء، ووصوله إلى المملكة المتحدة، حيث تأكد وجود عدد من الإصابات.

وفي جامعة ساوثهامبتون جنوب بريطانيا، تعرّض عدد من الطلاب الصينيين إلى اعتداءات لفظية، وأصيب أحدهم بحجر ألقاه عليه شخص وهو يقول «عد إلى بلدك التعس».

وقالت طالبة صينية إنها كانت تسير قرب الجامعة وتضع قناعاً واقياً، فإذا بشخص يقترب منها قائلاً «فيروس لعين».


وفي مطعم وسط المدينة، صاح شخص في وجه النادل الصيني، وهدد مدير المطعم بأنه سيشكوه للسلطات لأنهم يعرّضون حياة الزبائن للخطر بـ«الإبقاء على العاملين الصينيين».


وتصاعدت التوترات في ساوثهامبتون بعد ذيوع أنباء عن إجراء اختبار صحي لطالب صيني عاد من بلده بعد تفشي المرض هناك، رغم أن نتيجة الفحص جاءت سلبية، إلا أن حالة الذعر والغضب خرجت عن نطاق السيطرة، ما حدا باتحاد الطلاب والأستاذة الصينيين في الجامعة إلى تصميم ملصق يحمل عبارات تقول «أنا لست فيروساً.. أنا إنسان».

وفتحت الشرطة في ساوثهامتون تحقيقاً في الاعتداءات العنصرية ضد الصينيين في المدينة.

وقال متحدث باسم الجامعة إن «الجامعة تدين بشدة ما يتعرض له الطلاب الصينيون من هجمات غير مقبولة، ورغم أننا لم نُبلّغ بوقوع هجمات داخل الحرم الجامعي، إلا أننا لن نتهاون مع أي شكل من أشكال العنصرية».

وفي لندن، شكا عدد كبير من أولياء الأمور، من أصول آسيوية، من أن أطفالهم في المدارس وخاصة المرحلة الابتدائية يتعرّضون لمضايقات من أقرانهم وصلت حد الضرب في بعض الحالات فضلاً عن السخرية، وإن بعض الأطفال ممن يحملون الملامح الآسيوية، حتى إن لم يكونوا من أصل صيني، قالوا لذويهم، حسب صحيفة «الديلي ميل»، إن أصدقاءهم توقفوا عن اللعب معهم تنفيذاً لتوجيهات أولياء أمورهم.

ولم تقتصر الحوادث على لندن وساوثهامبتون، فقد تعرّض راكب حافلة في بورتسموث للطرد من قِبَل السائق لأنه كان يضع كمامة وافترض السائق أنه مريض لأن ملامحه صينية.

وتحدثت «الرؤية» إلى طالب صيني في جامعة سيتي في لندن، عرّف نفسه بـ«تشي أون»، حول ما إذا تعرّض لأي من أشكال العنصرية خلال الفترة الماضية، فقال إن هذا يحدث منذ الإعلان عن تفشي المرض في بلده وبشكل يومي سواء في الجامعة أو الأماكن العامة وحتى في المنطقة التي يسكنها.

وأضاف تشي أون، أن الأمر لم يصل إلى مرحلة الاعتداء اللفظي عليه، لكن لا أحد يصافحه من زملائه الآن، والكثير منهم يتركون مسافة عندما يحادثهم أو يتجنبون الاقتراب منه سواء داخل الفصول الدراسية أو خارجها، لافتاً إلى أنه يعرف زملاء صينيين آخرين يتجنبون الخروج من مقار سكنهم إلا للضرورة القصوى خوفاً من التعرض لمضايقات في الطريق.