شهدت مناظرة الحزب الديمقراطي في لاس فيغاس بولاية نيفادا، حيث سيُجرى التصويت الثالث في الانتخابات التمهيدية للحزب، حواراً ساخناً بين المترشحين الستة.
وتميزت المناظرة بهجوم حاد شنه منافسو الملياردير الأمريكي مايكل بلومبرغ في أول مشاركة له في هذه المناظرات، حيث واجه صعوبات في الرد على وابل من الهجمات العنيفة أثناء المناظرة.
وقالت السناتورة التقدمية اليزابيث وارن: «أود التحدث عن خصمنا، هو ملياردير ينعت النساء بالبدينات والمثليات، أنا لا أتحدث عن ترامب بل عن بلومبرغ».
واتهمته بدعم السياسات العنصرية، في إشارة إلى الاستجوابات وعمليات التفتيش التعسفية التي تعتبر مسؤولة عن تفشي التنميط العنصري في نيويورك أثناء فترة توليه منصب عمدة المدينة.
وأُرغم بلومبرغ أيضاً على الدفاع عن نفسه مقابل اتهامات بالتحيّز الجنسي وجّهتها إليه موظفات سابقات.
من يمكن أن يهزم دونالد ترامب؟
وفي مواجهة الهجمات، سعى بلومبرغ (78 عاماً) إلى تقديم نفسه باعتباره الأكثر قدرة على الفوز بالانتخابات الرئاسية المرتقبة في 3 نوفمبر.
وقال: «من يمكنه هزيمة ترامب؟ وتقديم عمل جيد في البيت الأبيض؟ إنني المرشح القادر على القيام بهذين الأمرين».
في المقابل، علّقت وارن (70 عاماً): «الديموقراطيون يجازفون كثيراً، إذاً نحن نقوم فقط باستبدال ملياردير مغرور بآخر».
وبدا بلومبرغ الذي لم يشارك في مناظرة منذ نحو 10 سنوات، متراجعاً ومتلعثماً أحياناً كما انتقل من نبرة مترددة إلى لهجة أكثر صرامة.
استراتيجية فريدة
ويقدّم بلومبرغ الذي تصنفه مجلة «فوربس» بأنه تاسع أغنى رجل في العالم بثروة تتجاوز 60 مليار دولار نفسه على أنه المرشح القادر على استقطاب الوسط، فيما دخل متأخراً جداً غمار الحملة في نوفمبر، متعهداً بتمويل حملته من حسابه الشخصي.
واعتمد بلومبرغ استراتيجية قلما استخدمت في تاريخ الانتخابات التمهيدية، بعدم خوض الانتخابات في الولايات الأربع الأولى (أيوا ونيوهامبشر ونيفادا وكارولاينا الجنوبية). وسيدخل السباق في 3 مارس حين ستجري الانتخابات في 14 ولاية.
وقبل خوضه أي انتخابات تمهيدية، حلّ بلومبرغ في المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي، الأمر الذي دفع خصومه لاتهامه بـ«شراء» مكانة في الحملة الرئاسية.
وقال ساندرز: «بلومبرغ يملك ثروة كبيرة توازي ما يملكه 125 مليون أمريكي هم الأكثر فقراً»، معتبراً أنه «أمر غير أخلاقي»، ليرد عليه بلومبرغ «جنيت الكثير من المال وسأعطي كل شيء لتحسين هذا البلد».
وجّهت أيضاً إلى الملياردير انتقادات من جانب خصومه لعدم نشره حتى الآن تصاريحه الضريبية.
انقسامات
أزاح بيرني ساندرز نائب الرئيس السابق المعتدل جو بايدن من المركز الأول في استطلاعات الرأي للحزب الديموقراطي، ويُتوقع أن يحقق نتيجة جيدة أيضاً في انتخابات السبت في ولاية نيفادا للبقاء في السباق.
وانتقلت وارن التي فقدت زخمها أيضاً إلى الهجوم، فانتقدت مرشحين اثنين معتدلين يهددان ترشيحها بعدما حققا تقدماً مفاجئاً هما رئيس بلدية ساوث بند السابق بيت بوتيدجيدج والسناتورة إيمي كلوبوشار.
وبعد فوزه في ولايتي أيوا ونيوهامبشر، حاول بوتيدجيدج (38 عاماً) أن يقدّم نفسه كبديل لشخصيتين «تثيران انقساماً (ساندرز وبلومبرغ).
ويراقب ترامب الانتخابات التمهيدية الديموقراطية بشكل منتظم ويسخر منها، ويلقّب بلومبرغ بـ«ميني مايك» أو «مايك الصغير» للسخرية من قامته التي تبلغ 170 سم.
وقال ترامب أمام مناصريه في أريزونا «سمعت أنه سيحطّم نفسه هذا المساء»، مضيفاً «نحن من سيفوز» في الانتخابات الرئاسية.