الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الناخبون عاقبوهم.. المحافظون الألمان يسجلون ثاني أسوأ نتيجة منذ 70 عاماً

الناخبون عاقبوهم.. المحافظون الألمان يسجلون ثاني أسوأ نتيجة منذ 70 عاماً

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. (إيه بي إيه)

مُني المحافظون الألمان بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، بأسوأ هزيمة لهم منذ عقود، في الانتخابات المحلية بولاية هامبورغ الشمالية أمس الأحد في تصويت يمثل عقاباً لهم من جانب الناخبين على تقربهم لليمين المتطرف وانزلاقهم إلى معركة فوضوية على قيادة الحزب.

وأظهرت التوقعات شبه النهائية لانتخابات برلمان ولاية هامبورغ أن حزب ميركل الاتحاد المسيحي الديمقراطي سجل أسوأ نتيجة حصل عليها في أي انتخابات محلية منذ 70 عاماً.

وقال التلفزيون الألماني إن الحزب حصل على حوالي 11.4%.

في المقابل، بدا واضحاً أن الاشتراكيين الديمقراطيين سيحتفظون بمعقلهم التقليدي في هامبورغ، رغم صعود حزب الخضر الكبير.

وأظهرت التوقعات حصول الحزب الاشتراكي الديمقراطي على أكبر نسبة تأييد، بفارق كبير عن أقرب منافسيه، حيث حصل على 37.6% تلاهم حزب الخضر بـ 25.4% . بهذا يمكن للائتلاف الحاكم في الولاية (المكون من الاشتراكيين والخضر) الاستمرار في حكم هامبورغ.

ولم تحسم المؤشرات الأولية بعد ما إذا كان حزب «البديل من أجل ألمانيا» قد أخفق في دخول البرلمان أم لا، إذ يتحدد مصيره بناء على اجتيازه نسبة الـ5% المطلوبة لدخول برلمان الولاية. وتشير بعض التوقعات إلى أنه حصل على 7ر4% فقط من الأصوات، وذلك بعد 4 أيام على سقوط 10 ضحايا، غالبيتهم من الأجانب، عندما فتح مسلح عنصري النار عليهم في مدينة هاناو غرب البلاد. وإذا ما صحت هذه النسبة، فإنه سيحرم من التمثيل في هامبورغ. وستكون هذه المرة الأولى التي يخرج فيها «البديل» من برلمان ولاية ألمانية. وكان الحزب قد استثمر الغضب من سياسة الباب المفتوح أمام المهاجرين التي انتهجتها ميركل، خاصة في شرق ألمانيا، الذي كان يرزخ تحت حكم الشيوعيين.

وخلال احتفالهم في ثاني أكبر مدينة ألمانية، هتف مؤيدو الحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر المؤكد تقدمهما: «النازيون يخرجون».

وتراجع حزب ميركل إلى المركز الثالث بنسبة 11.4% من الأصوات، في خضم أزمة داخلية عميقة يواجهها، إذ يبحث عن زعيم ونهج متماسك منذ انسحاب أنيغريت كرامب-كارنباور، المرشحة لخلافة ميركل منتصف الشهر الحالي.

وأعرب الأمين العام للحزب، بول زيميك، عن أسفه للنتائج، قائلاً «إنه يوم عصيب للاتحاد المسيحي الديمقراطي». واعتبر أن «الالتباس» الذي ارتكبه حزبه في تورينغن، حيث تقرب إلى كل من أقصى اليمين ثم اليسار المتطرف، على التوالي، «لم يكن عاملاً مساعداً».

ووُصفت الهزيمة بـ«النكراء» وبأنها «ثاني أسوأ نتيجة في تاريخ» المحافظين الألمان منذ حصولهم على 9% عام 1951 في مقاطعة بريمن. ورغم تراجع الاشتراكيين الديمقراطيين على الصعيد الوطني، إلا أنهم ما زالوا يحتفظون بالصدارة في هامبورغ، حتى وإن سجل «الخضر» تقدماً ملحوظاً يعكس الموجة الخضراء التي تكتسح البلاد منذ الانتخابات الأوروبية في مايو 2019، على خلفية القلق المتزايد بشأن المناخ.