السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

كورونا يفترس عطلة نهاية الأسبوع في إيطاليا

تحولت مناطق سياحية عدة في إيطاليا، كانت دوما مكتظة بالسياح والمتنزهين، إلى ما يشبه مدنَ أشباحٍ خلال عطلة نهاية الأسبوع. ورغم أن مقاطعة لومبارديا الشمالية هي بؤرة المرض، إلا أن أصداء المخاوف من الفيروس الفتاك لم تقتصر على المناطق الشمالية فحسب، إذ انعكست بقوة على جنوب إيطاليا ووسطها وفي قلب العاصمة روما، التي شهدت معالمها السياحية الكبرى هدوءًا غير معتاد خلال يومي السبت والأحد.

وبالقرب من معبد الكولوسيوم، اشهر معالم روما، وقف لويجي لورينزو، المرشد السياحي، يتصفح - برتابة وقلق في آنٍ - آخر أخبار الفيروس عبر هاتفه المحمول.

وردا على سؤال من "الرؤية" عن سبب هدوء الحركة في محيط المعلم الشهير، قال لورينزو "أظن أن الفارق الأساسي هو في الإيطاليين أنفسهم، الذين يتوافدون من كل أنحاء الجمهورية يومي السبت والأحد على روما، مصطحبين أطفالهم لزيارة المعالم السياحية. هؤلاء لا أثر لهم اليوم".

وأضاف "في العادة نتعامل مع الملايين يوميًا، واليوم أنظر للوضع، في العادة لم أكن لأتمكن من الحديث هكذا مع أي شخص أو حتى من الإمساك بهاتفي لمطالعة الأخبار".

وفي أحد الفنادق، بدت التحذيرات من جلبة رواد المطعم المجاور، الذي يفتح أبوابه حتى الـ 5 فجرًا، غير ضرورية. فلم تكن هناك ثمة ضوضاء تذكر طيلة الليل، وهو ما علقت عليه مديرة المطعم، كيارا إيميليانو، قائلة: "هذه أول عطلة أسبوع في تاريخ هذا المطعم لا يسهر فيها أحد لدينا. كل من جاء تناول طعامه سريعا ورحل، خوفا من البقاء في مكان مزدحم. لا شك أن هذا من حسن حظ جيراننا الجدد".

أما بالنسبة لأكثر من سائق سيارة أجرة تحدثنا معهم، بدا أن تعليق مباريات الدوري الإيطالي أبرز خبر بالنسبة لهم.

وعبر فرانكو ذو الـ 50 عاما، والذي بدا محتدًا، عن ذهوله من القرار. وفي حديثه لـ"الرؤية"، قال السائق، الذي كان يستمع عبر أثير سيارته لبث مباشر عن أجواء الاستادات الرياضية التي ألغيت فيها المباريات، إن كثيرين لم يعرفوا بالأخبار إلا بعد أن توجهوا للاستاد ومعهم تذاكر اشتروها سلفًا.

من جهتها، وبقلقٍ بالغ، روت لنا مارتينا جوفاني ما تعانيه ابنتها المقيمة في ميلانو، شمالا، مع زوجها وأطفالها. وقالت: "الناس يصطفون لدخول السوبر ماركت، ولم يسمح لابنتي بشراء أكثر من 4 شطائر، بعدد أفراد أسرتها، هذا مثير للاشمئزاز، كأننا استيقظنا ذات يوم لنجد أنفسنا في العالم الثالث".

وسادت حالة من الذعر بين المواطنين والزائرين، على حد سواء، مع إعلان السلطات في مقاطعة لومبارديا الشمالية، اليوم الاثنين، تسجيل رابع حالة وفاة بفيروس كورونا، عقب وفاة رجل ثمانيني في إحدى مستشفياتها.

وقفزت أعداد المصابين بالفيروس في لومبارديا وحدها إلى 165 حالة، في أسوأ تفشٍ للمرض خارج قارة آسيا. وتعد المقاطعة الأكثر تضررا من الفيروس في إيطاليا، حتى الآن، ويبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، وتشمل مدنا حيوية مثل ميلانو وفينيسيا.

وتسري حالة الهلع بين المواطنين مع إعلان إغلاق المدارس لمدة أسبوع، قابلة للتجديد.

وفي سابقة تاريخية ألغى بيت الأزياء العريق جورجيو أرماني عرضه السنوي في أسبوع الموضة في ميلانو، مكتفيًا ببثه عبر الإنترنت، حفاظا على صحة الجمهور، حسب بيان صادر عن الدار.