الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«الدفتر الأسود».. إعلان وفاة آخر جنرالات الاتحاد السوفييتي

«الدفتر الأسود».. إعلان وفاة آخر جنرالات الاتحاد السوفييتي

الرئيس بوتين يكرم الجنرال ديمتري إيزوف. أ ف ب

أعلن في روسيا اليوم الثلاثاء عن وفاة الجنرال ديمتري إيزوف، الذي يعد آخر جنرال في الجيش السوفييتي وذلك عن عمر يناهز 95 عاماً.

وأفادت مصادر روسية بأن الجنرال، الذي وصفته وسائل إعلام غربية بصاحب «الدفتر الأسود» نتيجة ارتباط اسمه بأعمال قمع وحشية، توفي بعد معاناة طويلة من المرض.

واشتهر الجنرال الراحل بتورطه في الانقلاب الفاشل على رئيس الاتحاد السوفيتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف، وقمع حركة الاستقلال في ليتوانيا في عام 1991.


وشغل ديمتري إيزوف منصب وزير الدفاع في الاتحاد السوفييتي بين عامي 1987 و1991، وشارك في الانقلاب الفاشل ضد الزعيم السوفييتي غورباتشوف في أغسطس 1991، بعد عام واحد من حصوله على رتبة «جنرال»، في محاولة انقلابية قام بها الشيوعيون المحافظون الذين عارضوا إصلاحات الرئيس آنذاك.


وتحجّج الانقلابيون في ذلك الوقت، بأن غورباتشوف «غير قادر على تولي مهامه لأسباب صحية»، حيث أعلنوا حالة الطوارئ لمدة 6 أشهر في الاتحاد واستعرضوا دبابتهم وسط العاصمة موسكو.

إلاّ أن الحركة الانقلابية لم تعمر طويلاً حيث فشل الانقلاب وتم القبض على المتورطين فيه بعد 3 أيام، وتم اعتقال ديمتري إيزوف مع المتورطين الآخرين في زعزعة أمن الاتحاد السوفيتي، ليبقى في السجن حتى عام 1993 ويُمنح العفو في عام 1994.

وأثرّت أحداث الانقلاب على مسار الاتحاد السوفييتي، وأدت إلى خلخلة وضعيته السياسة، خصوصاً أمام الانفصاليين في الجمهوريات المتمردة على السلطة المركزية للاتحاد، ليتفكك بشكل نهائي في ديسمبر 1991.

وفي عام 2019، حُكم على ديمتري إيزوف بالسجن لمدة 10 سنوات غيابياً من قبل القضاء في دولة ليتوانيا لمشاركته في قمع حركة الاستقلال في هذه الدولة شهر يناير 1991ما أسفر عن سقوط 14 قتيلاً وأكثر من 700 جريح.

وبصفته وزيراً للدفاع، تورط الجنرال في القمع الدموي لمعارضي موسكو في أذربيجان خلال ما بات يعرف بـأحداث «يناير الأسود».

وشهدت هذه الأحداث مذبحة بحق المتظاهرين من قبل الجيش السوفييتي في 20 يناير 1990، ووفقاً للتقديرات الرسمية فقد لقي نحو 137 مدني حتفهم، وجرح 800 شخص، فيما تعتبر هذه المجزرة الميلاد الحقيقي لجمهورية أذربيجان.

وعلى الرغم من كلّ «أوراق دفتره» الملطخة بالدماء، حافظ إيزوف على سمعة جيدة في روسيا حتى وفاته، حيث كرمه الرئيس الحالي فلاديمير بوتين عام 2004 ومنحته موسكو في فبراير الماضي ميدالية أخرى تكريماً لجهوده الوطنية.